18 ديسمبر، 2024 7:15 م

الطفل العراقي في السويد رعاية من الدرجة الأولى

الطفل العراقي في السويد رعاية من الدرجة الأولى

حينما يفكر الأباء والأمهات العراقيين في السويد بمستقبل أولادهم الصغار وهم في مرحلة النمو والنضوج وتكوين الشخصية ، فأنهم يدركون أن القلق والتفكير العميق لا يفارقهم منذ الوهلة الأولى وهم يعيشون في بلاد الغربة … وتجد هؤلاء الأباء والأمهات يفكرون بالوضع الجديد لأولادهم وسط أختلاط الأطفال السويديين والجنسيات الاخرى التي تضم جميع بلدان العالم ، فيما يتساءلون مع أنفسهم عن الرعاية والاهتمام التي سيجدونها من قبل المعلمين والمعلمات والمشرفين في دور الحضانة العائلية ورياض الاطفال ، وما هي السبل الكفيلة التي تجعل من اولادهم وبناتهم وأحفادهم أن ينعمو بالراحة والانسجام مع بقية الاطفال ؟ ، وهل سيجدون من يحتضنهم أسوة بباقي الاطفال الذين يتمتعون بالحقوق والرعاية الكبيرة ؟ … كل هذه التساؤلات وهذا القلق المشروع والخوف والافكار تصاحب جميع العوائل العراقية الذين يلحقون اطفالهم في هذه الدور لضمان راحة اولادهم وبناتهم وتحديد مستقبلهم ، وقد تنتشر في عموم مناطق السويد العديد من هذه الدور التي تستوعب الاعداد الكبيرة من الاطفال الذين تتراوح اعمارهم من سنة الى خمس سنوات ، وتعتبر الركيزة الاساسية لنمو الاطفال وتنشأتهم التنشئة الصحيحة واكتسابهم المعلومات الاولية والبسيطة في بداية حياتهم ، والاهتمام بهم في العديد من الجوانب الاخرى ومنها الصحية والغذائية والرياضية والفنية اضافة الى الجوانب التربوية والتعليمية والتقنية .

السويد تعد واحدة من افضل بلدان العالم في مجال رعاية الاطفال ، حيث تعطي اهتماما كبيرا بجعل التعليم في السويد في مرحلة الطفولة المبكرة ولديها برنامج العناية والاهتمام بالطفل بشكل لا يوصف وقد يكون الفريد من نوعه في العالم ، وان الحكومة السويدية تتكفل بكافة مصاريف الاطفال ، وكذلك يتم الاعتماد على اسلوب تعليم الطفل من خلال اللعب والاستكشاف ، وان دور الحضانة ورياض الاطفال تقدم لجميع هؤلاء الاطفال الخدمات المجانية ومنها الرعاية الصحية الكاملة ووجبات الطعام اليومية ، اضافة الى توفير خطة دراسية لتطوير قابلية الاطفال واكتشاف مواهبهم ، فضلا عن تأقلم الطفل داخل الحضانة واحساسه بالأمان لغرض انتقاله الى المرحلة الابتدائية .

الحكومة السويدية ترعى وتهتم بالمجتمع السويدي والمجتمعات الاخرى بشكل عام ولكن على درجات ، الدرجة الاولى والاهم تكون للاطفال ورعايتهم بشكل لا يصدق من جميع الجوانب الحياتية ، اما الدرجة الثانية من الاهتمام الحكومي فيكون للمرأة ، فيما تعتبر الدرجة الثالثة من الاهتمام من نصيب ( الكلاب والقطط ) ويحتل الرجل المرتبة الرابعة والاخيرة من الاهتمام ، وهنا يتبين لنا ان الاطفال في السويد لهم حصة الاسد من الاهتمام من الحكومة السويدية من خلال تعليم الاطفال للعديد من اللغات المختلفة وهم بهذا السن المبكر ، ومنها العربية والسويدية والانكليزية اضافة الى الفرنسية ، ونجد الطفل حينما ينتقل من مرحلة دور الحضانة ورياض الاطفال الى المرحلة الابتدائية فأنه يتقن أربع لغات اساسية ومهمة في حياته على الاقل .

الطفل العراقي في السويد لا يشعر بالغربة كونه يتواجد في الوسط التعليمي الذي لا يفرق بين طفل واخر وبين جنسية واخرى ، بل يكون التعامل مع الجميع بشكل منصف ومتساو دون التمييز العنصري او الفارق الطبقي ، وهناك احترام وتقدير للطفل بشكل لا يصدق حيث يمنع في السويد ضرب الطفل مهما بلغت الاسباب لا من قبل الوالدين ولا من قبل الادارة ، حيث القوانين السويدية تمنع منعا باتا ضرب الطفل ويكون هذا العمل ( خط احمر ) لا رحمة فيه سواءا كعقوبة جسدية للطفل او لأغراض تقويمية وكذلك يمنع معاملته بالعنف اوالتهديد ، بل يجب معاملة الطفل بكل ود وحنان وعطف ، وكسب مودته ليكون انسانا نافعا في المجتمع ويشعر بكيانه ووجوده في الحياة .