قارن بين دعاة مظلومية الشيعة الذين صدعوا رؤوسنا على مدى عقود , وتحديداً منذ وصول خميني ورهطه للحكم في إيران , !؟ , الذين صدق بهم من صدق وبلعَّ الطعم من بلعْ من غالبية أبناء الشعب العراقي , وعلى رأسهم مساكين وفقراء وتعساء الشيعة !, الذين أنهكتهم الحروب المتتالية , والحصار الإجرامي الظالم لتركيعهم واجبارهم بقبول الأمر الواقع , وذرالرماد في عيونهم , كي يصدقوا بوعود عملاء الشيطان الأكبر , وعملاء إيران على حد سواء !؟, إيران التي صدعت رؤوسنا أيضاً منذ عام 1979 بأنها جاءت من أجل المستضعفين في الأرض !؟, وادعت زوراً وبهتاناً أنها لا شرقية ولا غربية … بل جمهورية إسلامية !؟, حيث كانت الماكنة الإعلامية الغربية , والطائفية الإيرانية الموجهة تعمل على مدى 24 ساعة , وتبث سموم الحقد الطائفية , والدعايات , وتزور وتقلب الحقائق وتلفق الأكاذيب , وتطمئن الشعب بأن الفرج بات قريباً جداً ليطوي صفحة الدكتاتورية البغيضة وإلى الأبد !؟؟. فصاموا جياع العراق عامة والشيعة خاصة على مدى ثلاثة عشر عاماً , وصبروا وقارعوا الجوع والمرض حتى أكلوا النوى والنّخالة وحُرموا من الدواء ومن كل مقومات الحياة , ليفطروا فيما بعد .. وتحديداً منذ عام التحرير 2003 وحتى يومنا هذا … أي على مدى 13 عشر عاماً أخرى ليس على بصلة ؟, بل ليجدوا أنفسهم هذه المرة مرميين على قارعة الطريق , بلا أمن ولا أمان ولا مستقبل , يعتاشون على أكداس وأكوام القمامة والزبالة والنفايات , وما يجود ويتفضل به من فضلات قادة وزعماء وأدعياء المظلومية , الذين أصبحوا في ليلة وضحاها من أغنى أغنياء العالم , بعد أن تمتعوا بامتيازات وسلطات وبذخ ونفخ ورفاهية لم يعهدها ولم يتمتع بها أغنى أغنياء وملوك وسلاطين ومرفهي العالم .
يبدو أن رياح التغيير قد جاءت بما لا تشتهي سفينة المظلومين والذي استضعفوا في العراق !؟, فبحسب تصريحات دهاقنة وعباقرة وقادة الشيعة وحزب الدعوة العلنية , الذين بدءوا يصرحون ويعترفون باعترافات خطيرة جداً , ويسربون معلومات غاية في الخطورة … لو قالها أو تجرأ أحد غيرهم على البوح بها … لكفروه ورجموه وحرقوه وسحلوه كما سحلوا أتباع السيد محمود الصرخي الحسني في كربلاء المقدسة , ولسكبوا في فمه وجوفه حامض النتريك والكبريتيك والزرنيخ والتيزاب ومادة الأسفنيك , بالضبط كما فعلوا بالصحفي العراقي المغدور الشهيد ” كاظم الركابي ” رحمه الله .
لكن الشهادة جاءت على لسان عراب حزب البلوة والطركاعة السودة التي طاحت على رؤوس العراقيين , وما يسمى كبير منظري حزب الدعوة ألا وهو الثعلب الماكر ” عزت الشابندر ” الذي يعتبر برأيي المتواضع … الصندوق الأسود وأمين سر فساد وجرائم وعمالة وخيانة ” حزب الدعوة ” , بالإضاقة إلى كونه كان مسؤول الحلقة التنظيمية الحزبية التي كانت تضم أغبى عضو .. حسب شهادته !؟ , ألا وهو السيد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المصلخة !؟, والحاكم الدعوجي الثالث الحالي ” حيدر العبادي ” !؟.
هذا الرجل … أي السيد عزت الشابندر لطال ما أتحف العراقيين بتصريحاته النارية وصراحته وهدوءه وبرودة أعصابه في الطرح , وهو يصف وينعت حزبه ورفاقه بأبشع الأوصاف , ويوجه لهم أقذع الكلمات , بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما قال بأن السنة حافظوا على وحدة العراق على مدى مئة عام , بينما الشيعة مزقوا العراق خلال 13 عشر عاماً !؟, لكن الغريب العجيب في الأمر , هو أن ما يسمى قادة وزعماء ومراجع الدين في العراق الجديد لم يجرؤ أحداً منهم حتى الآن , ولا حتى أجّبش واحد في حزب الدعوة الحاكم أن يرد عليه أو يفند ادعاءاته واتهاماته المباشرة لهم , ويبدوا أن الرجل واثق جداً من نفسه ويعني ما يقول , ويبدو أيضاً أن لديه كم هائل من الأسرار التي ربما لم يفصح إلا عن القليل القليل منها , ولهذا نراه يصرح ويطلق نيرانه في جميع الاتجاهات , غير خائف وآبه بأحد , ويتنقل من فضائية إلى فضائية ومن بلد إلى بلد بدون خوف أو وجل , وبدون حراسات ومواكب حمايات, وأن هذه الشلة الحاكمة بل وحتى المرجعية , يبدو أنهم يتحاشون الاحتكاك والاصطدام به , بل يخافون منه أشد الخوف , ومن ما يحمله من أوراق ضغط بكل تأكيد لازالت في جعبته .
خلاصة ونافلة القول … بعد 13 عشر عاماً من النهب والسلب والسرقة تحت شعار المظلومية والجهاد ضد التكتاتورية , عشنا كل هذه السنين الثلاثة عشر العجاف وسني الحكم القرقوشي … لنرى أن هؤلاء الصعاليك الذين كانوا بالأمس القريب حفاة عراة متسكعين بين حانات وبارات وصالات قمار أوربا وأرصفة دمشق وقم وطهران , لم يكتفوا بسرقة مليارات الدولارات ومباني وعقارات الدولة ومساكن وبيوت المسيحيين وموظفي ومسؤولي ووزراء الدولة العراقية قبل الاحتلال , بل رأيناهم بأم أعيننا في ليلة رأس السنة في دبي عاصمة غسيل الأموال العراقية , وتعرفنا على أحدهم عندما شاهدناه كالجرذ المذعور والضبع الجائع يبحث وسط ركام أحد فنادق دبي الفارهة التي احترقت في ليلة أعياد رأس السنة الميلادية , وكيف كان يتوسل برجال الاطفاء , أن يوصلوه إلى مقر إقامته , من أجل تحطيم باب القاصة في الآبارتامنت ( الجناح الخاص ) الذي كان يشغله المدعو ” معين الكاظمي ” , لكي يساعدوه في إنقاذ ما سرقه وهربه من العراق من سبائك ذهبية .. في حين أكثر من نصف سكان العراق وتعساء الشيعة كما أشرنا , كانوا ومازالوا وسيبقون يتضورون جوعاً , ويبحثون بين أكوام وأكداس المزابل والنفايات عن قوت يسد رمق جوعهم , ويملئ بطونهم الخاوية , مع قرب إعلان إفلاس الدولة العراقية بالكامل .