18 ديسمبر، 2024 7:23 م

الطغيان وثورة المساكين!

الطغيان وثورة المساكين!

الطغاة حينما يصنعون سجناً كبيراً للشعب، بحيث يعتقدون أنه المكان المناسب الوحيد للشرفاء، ومن أفكار هؤلاء الأحرار المجاهدين القابعين خلف القضبان القمعية، يكمن سر خلودهم مع قضيتهم، ومن هنا تبرز الى السطح مسألة ضرورة تعميق الوعي العربي، وتوحيد الجهود بين كافة بلدان المنطقة العربية، لأن ما تشهده الساحة من قضايا ساخنة، تجعلنا على المحك، وتحديداً نحن العراقيون متفاعلون مع أبناء عروبتنا، حد الذوبان في عشقنا لأرض الأنبياء، والأوصياء، والأولياء.
دون شك ولاؤنا للوطن الكبير، ولا تدخل الطائفية السياسية في حيثيات دفاعنا المقدس، لذلك هب أبناؤنا الغيارى للدفاع عن مرقد السيدة زينب (عليها السلام)، عندما حاول الإرهابيون هدم مرقدها الشريف في سوريا، لكن الداعش ذاقوا وبال أمرهم.
العراقيون يحملون نفس النهج والمنهج، وهم يسيرون بغيرة وحمية عربية أصيلة، تجاه قضايا أهل اليمن، والبحرين، والقطيف، والأحساء، ولبنان، فلا يستطيعون نسيان صور نمر الشيعة، الشيخ (قاسم النمر) عندما أعدم على يد الطواغيت، متوقعين أن ناره ستبرد، لكنهم لا يفقهون معنى إن للحسين حرارة لا تهدأ أبداً ما حيينا.
كما أننا لن نتغاضى، على ما يتعرض له أهل البحرين من قمع للشيوخ، والمراجع الفضلاء أمثال الشيخ عيسى قاسم وغيره، وكذلك ما يلحق بأهل اليمن من دمار، وقتل، وخراب، ومجاعة، مضافاً عليها الأوضاع غير المستقرة في كل من ليبيامرحبًا، دينا العشري، والسودان، والصومال، وفلسطين، عليه فإن أغلب الأباريق العربية ساخنة، وتحتاج لجهود جبارة لإعادة الأمن العربي، وعودة الإستقرار السياسي، والإقتصادي لهذه البلدان، وقتل الطائفية المقيتة فيها، التي أنتجت بسبب حكامها.
المعركة شرسة، والقادم يحمل في طياته كثير من الأحداث، التي إن دلت على شيء، فإنها تشير الى المظلومين في السجون، الذين يحملون الوطن الكبير في قلوبهم، ومَنْ ينصر الله فلا غالب لكم.
عندما يمسك الطفل الصغير إبريقاً ساخناً ويلسعه بقوة، تتولد عنده مخاوف كثيرة، متوهماً بأن جميع الأباريق في العالم ساخنة أيضاً، لذا لا يلمسها مجدداً، وهو أمر إفتراض ينم عن سذاجة عقله، فهو صغير لا يفقه من الأمور شيئاً، أما في السياسة فالأباريق الساخنة شيء آخر، حيث تظهر محاكم للطائفية، والمذهبية، والعرقية على شكل سلسلة من الوصايا الدموية، والتي لا تمت للإنسانية مطلقاً، فالمهم عندهم هو تسلط فئة على الأخرى، ولو كان على حساب الأرض والعرض.
ختاماً: مَنْ يطفئ النار عن تلك الأباريق؟ ومتى سينتهي عصر الطواغيت؟ ومَنْ سيبني سجناً كبيرا بحجم الوطن لهم؟ فأمام محكمة الضمير هناك أحكام لا تعرف المساومة، فمن الحكمة أن يقطع رأس المسيء، لأنه جعل الإنسان يتألم بلا سبب!