-1-
يبلغ الطغيان عند عتاة الحكّام ذروتَه بحيث يتجاوز الحدود ، وأعلى السقوف ، ويُقدمون على احتراج أباطيلهم وجرائمهم بدم بارد، وطبع فاسد، وذهن راكد ..!!
-2-
وأخطر الأوراق في هذا الملف الرهيب، أنهم يعتبرون المعارضين لهم ممن ” يفترون على الله ورسوله “
ومعنى ذلك :
أنَّ جرأتهم على الله قد تجاوزت الحدود أيضا ..!!
-3-
ومما دوّنه التاريخ لنا في هذا الباب :
حكاية ” قيس القيسي ” الذي كان يعيب (زياداً) وابنه (عبيد الله بن زياد)
-ومعلوم أنهما من رموز الشر والطغيان والفساد –
قال ابن الاثير في (أسد الغابة في معرفة الصحابة ج4 ص120) :
” فَبَلَغَ ذلك عبيد الله بن زياد ، فأرسل اليه ، فقال :
أنتَ الذي تفتري على الله ورسوله !
قال :
لا والله ،
ولكن إن شئتَ أخبرتُك بمن يفتري على الله وعلى رسوله .
قال :
ومن هو ؟
قال :
من تَركَ العمل بكتاب الله وسُنة نبيِّهِ .
قال :
ومن ذاك ؟
قال :
أنت وأبوك “
وفي الاستيعاب ” والذي أمَرّكما “
لقد كانت مواجهةُ قيس (لعبيد الله) ساخنةً لا هوادة فيها ، مما دلّ على أصالته وشجاعته وعمق ايمانه وهكذا يكون الرجال :
ليس كل الرجال تُدعى رجالا
هكذا هكذا وإلاّ فلا لا
-4-
لقد جاء في ترجمة (قيس) أنه قال للرسول (ص) حين بايعهُ .
” لا أبايعك على شيءٍ إلاّ وفيتُ به .
فقال رسول الله (ص) :
إذاً لا يضرك بَشَرٌ “
ولقد مشاها كما عاهد الرسول (ص) عليه .
-5-
وقد استمعتُ الى عاشق من عشّاق السلطة، المتشبثين بكرسيّها، وهو يحاول تثبيت تهمة (التآمر) على مَن حَظِي بثقة إخوانه ليحل محلّه .
ومضى يصوّر المؤامرة وأنَّ خيوطَها قد حِيكتْ بالتواطؤ مع دولة أجنبية..!!
ومعنى ذلك :
أنه كان يمهدّ للايقاع به ، لو ثُنِيتْ له الوسادة ، وفْقَ خِطّةٍ رهيبة، بعيدةٍ عن كل المعايير الأخلاقية والاجتماعية والسياسية والقانونية ..
إنّ الذي حَمَلَه على تجاوز الخطوط الحمراء، شَبَقهُ السلطوي الفظيع، ولم يعد يفكّر بسلامة الموقف وصحته وفق الموازين الشرعية، فضلاً عن غيرها من الموازين …
إنّ معنى الطغيان تجاوز الحدود المعقولة والمألوفة في التعامل ، وهذا ما قد حصل للأسف ..!!
وذاكرة التاريخ ليست ضعيفةً – كما يظّنُ المُخْتَرِقُون للخطوط الحمراء – وانما هي قوّية الإختزان لما يجري في كل آن ..!!