ليس لأحد من ساستنا إستثناء، ليس رئيس الوزراء على أي حال، ولا رئيس البرلمان، وليس نائب رئيس الجمهورية بإعتبار هؤلاء هم رأس القوم، وليس للبرلمانيين الذي يضعون مصالح الطوائف، والأحزاب، والتكتلات .. ليس لهم إستثناء.
وليس لرجال الدين الذين يدبكون على جثث الناس، ويبنون مجداً من طوب الجهل المتجذر عميقاً في المجتمع .. ليس لأحد من هؤلاء بأي إستثناء.
أيها السادة أنتم ترتكبون جريمة قتل الوطن.
فماجرى في السنين العشرة المنصرمة لايمكن إطلاق تسمية عليه سوى مذبحة وطن، مقتلة عظيمة ترتكب بحق مجتمع، تم تقطيع أوصاله بجرأة غريبة ، وصلافة أغرب، ومثابرة لاتكل.
اليوم هاهي بشائر تقطيع أوصال الوطن تلوح في الأفق.
السيد رئيس الوزراء .. أنت بجدارة تستطيع تحويل كل الأصدقاء .. والأصدقاء المحتملين، والأعداء المحتملين الى أعداء مؤكدين.. بوركت جهودك المثمرة.
السيد أسامة النجيفي .. العار كل العار أن تنسحب من وثيقة الشرف، مع أني أعلم أن لاقيمة لها أكثر من قيمة الورقة التي كتبت عليها، ثم أشفعت اليوم بطلب كتلة تنتمي اليها أو تنتمي اليك .. فالأمر سيان .. طلب سحب الجيش العراقي من الأنبار .. أفكل ذلك من أجل منصب رئيس الإقليم؟؟
السيد نائب الرئيس .. الخزاعي .. وأنت حامي الدستور وراعي السلم الأهلي الأول .. ألا يمكنك أن تحرك ساكناً وأنت تراقبها وقد (تشطّر ضرعاها)؟؟
أيها السادة .. أنتم تحفرون قبر وطن بأيديكم .. طمعاً في ملكٍ ضئيل على طوائف متشرذمة لن تقوم لها قائمة من غير ولاءات خارجية ترفد هذه وتلك لتتقوم بأموالها وسطوتها ومنعتها بدلاً من قوة وسطوة ومنعة الوطن.
أدعو عشائر العراق كافة .. وعشائر الأنبار تخصيصاً ..الى عدم الوقوع في فخ الزعامات السياسية المكالبة على السلطة حتى ولو على أنقاض الوطن.
أيها العرب الشرفاء.. يا زعماء القبائل العربية الأصيلة.. الساسة والحكام والحكومات متغيرة .. وأنتم ثابتون رابضون في قلب الوطن، أنتم دماء الوطن .. فهو أمانة في اعناقكم.
فلاتفرّطوا في الثابت وأنتم الثابت إن شاء الله طمعاً في المتغير.
فوالله لن يذكر التأريخ أحزاباً وشخصياتٍ أثخنت الجراح في جسد الوطن، بل سيذكر بالفخار والإعتزاز رجالاً منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر .. وما بدّلوا تبديلا.
سيحاول المغرضون، والعملاء والخونة إقناعكم بتشكيل جيش العشائر ..بديلاً عن الجيش العراقي، هذا الجيش الذي عماده اللبنات من أبنائكم البررة، من الضباط والمراتب والجنود من أبناء العشائر العربية الأصيلة، في محاولة لضرب وحدة العراق في الصميم، من خلال ضرب الجيش العراقي الباسل، هذا الجيش الذي توالت عليه حماقات الزعامات التي زجّت به في كل انواع المعارك الجانبية من أجل إرضاء نزوات الحكام.
إن تشكيل أي جيش بديل للجيش العراقي لهو قتل للعراق بالأساس، قبل الدفاع عن طائفة أو محافظة أو مكون، والغرض منه إعلان الإقليم، ولو كان إعلان الإقليم سلمياً لما كان من ضير، أما الإعلان في حالة إقتتال داخلي فهذا ما لن نرضاه ولن يرضاه عراقي غيور .
إنما يرضي غرائز بعض الساسة الذي يحلمون بالسلطة في الإقليم ليس غير.
وأما ساسة بغداد، وحكامها، فوالله سيرون من الشعب يوماً أحمر، ليجزي كل منهم بما سرق وما قتل وما أضمر من الشر للوطن والمجتمع .. وهذا اليوم ليس ببعيد.
يا زعماء العشائر، يا ضمير الأمة والوطن، الله الله في العراق فهو أمانة في أعناق الرجال، ولايعول في حفظه على الخونة والفاسدين والفئويين، الله الله في العراق فوالله لتُسألُنَّ عنه .. وعاش العراق.