20 مايو، 2024 9:11 ص
Search
Close this search box.

الطشت والتانكو الاخير

Facebook
Twitter
LinkedIn

هزنا في أيام شبابنا ذلك المشهد الغرامي بوضعه المثير في فيلم التانغو الاخير في باريس بين الممثل مارلون براندو والممثلة ميري شنايدر.وكنا نستمع بلذة وفرح لقصة المشهد الذي لم نكن قد رأيناه بعد لأن الرقابة السينمائية قد منعته ، لكن المرحوم الشاعر سهيل ملا نجم ، كان قد شاهد الفيلم في بيروت ، وهو من تكفل بنقل المشهد بكل تفاصيله المثيرة.
وكان يضطر ويناء على رغبتنا ليعيد وصف المشهد لعشرات المرات. ونحن نتخيل وبلذة صرير اضلاع مبري شنايدر ، وصورة الفأر الميت الذي يهتز كبندول الساعة .
وفي احدى المرات ، الصديق عبد الرضا عناد ربما ضجر من تكرار سهيل لتصوير المشهد ، نهض وصفع سهيل على خده صفعة قوية . وكان المرحوم قد انتهى للتو من افراغ قوطتي جعة بافارية كان الاورزدي باك يوزعها بثمن رخيص وكنا نجمع نقودنا ونشتري صندوقا ونضع ( القواطي ) في طشت مليء بقطع الثلج وسط باحة بيت الصديق عدنان بستان  ومتى تصبح القواطي ( مجرشة ) ويأمر العمدة ( لفمان حميد كسار ) بفتح القواطي يبدا الحنين الى المدن البافارية وسماع مشهد التانغو الاخير في باريس.
لكن الصفعة خربت كل شيء ، وصار سهيل يتمايل ويتسائل عن سبب ضربه ، وفي كل مرة كان يكرر تلك العبارة : ثم يا اخي انا لم اقل شيء سوى أن براندو اتاها من القفا.
وبسبب تكرار هذه العبارة طارت الجعة من رؤوسنا وانسحبنا ضجرين الى بيوتنا .
الآن وقد مات سهيل ملا نجم ، ما الذي بمقدوره ان يقص علينا المشهد بجمالية ما كان يفعله سهيل ، ومن يستطيع أن يعيد الينا ايام طشت التانغو الاخير؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب