من الامام الحسين (ع) تعلمنا : (كونوا احرارا في دنياكم) واذا كان ابا الاحرار والثوار قدوة لنا فيجب ان نسلك طريقه طريق الحرية ولو ضرجت بالدماء وليس فقط القتل المعنوي (التسقيط )..
ومن الحسين (ع) تعلمنا ان الدعي ابن الدعي حين يخير الاحرار بين السلة والذلة فهيهات منا الذلة لاننا جند للحسين رمز الاباء والعز والشموخ ..
اليوم في عراق الحسين (ع) نواجه جبهتين من الخط المعادي للامام الحسين (ع) الاولى جبهة جيش بني أمية ( الدواعش التكفيرين ) وهؤلاء هم نطف اصلاب يزيد وابن زياد وعمر بن سعد وشمر وحرملة وبقية معسكر الحقد والضلالة والارهاب الذين لم يكتفوا بمجرزة كربلاء وقتل سيد الشهداء واهل بيته واصحابه الابرار في يوم الطف وانما تتبعوا آل الحسين وشيعة الحسين (ع) منذ قرون خلت ولذلك فأن هذه الجبهة والمعسكر الضال مكشوف الاهداف والنوايا وان تعددت الاساليب والعناوين والمخططات وها هم ابناء الحسين (ع) في قواتنا الامنية الباسلة وقوى الحشد الشعبي الباسلة تتصدى لهجمتهم وتهزمهم شر هزيمة ولم يتبقى الا القليل للقضاء على فلولهم الفاسدة الجبانة ..
الا اننا نواجه جبهة اخرى اخطر من تلك الجبهة الاموية التكفيرية وهو ما نراه اليوم من استلاب للحرية والعقل من جهة ونشر لثقافة التعصب والجهل والخرافة من جهة أخرى في داخل الوسط الشيعي وهي بلا شك هجمة أموية المعالم وقتل معنوي للقضية الحسينية وللمذهب الجعفري والاسلام اساسا بل وأشد وامضى لانها ما عبر عنه شريعتي بحرب ( الدين ضد الدين) وهو اسلوب ابتكره معاوية بصورة جلية في صفين برفعه للمصاحف في موقف يراد به باطل ..
ولذلك على كل حسيني العقيدة والمنهج وليس القلب والعاطفة ان يتصدى دون وجل او خوف او حسابات أخرى لردع كل أهل البدع من تجار الشعائر بدءً من كبارهم الذين علموهم السحر والذين يمدونهم بالمال والاعلام ويمكنوهم من اشرف الاماكن المقدسة لتكون منبرا للتحريض والتسقيط لكل دعاة الاصلاة ، ووصولا الى اراذل جبهة التكفير الشيعي فهولاء هم اشد واخطر ما سوف يواجهه الامام المهدي (عج) وكل من يمهد لدولة العدل الالهي ..
كيف ننصر الامام الحسين (ع) سؤال قد يتبادر الى الاذهان ايها الاحبة ؟ وجوابه نأخذه ليس من خطباء المنبر الريزخونيون او رواديد التهتك والاستهتار والطرب وانما من أمامنا الصادق (ع) الذي وضعف النقاط على الحروف معرفا كل الاحرار بهدف الحسين من ثورته ( استنقاذ العباد من الجهالة وحيرة الضلالة)..
وسائل النصرة تتمثل باحياء الوظيفة الحسينية التي عطلت من قبل من يدّعي بالعلم والقيادة للدين وهي فريضة (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) اما وسائل احيائها فكثيرة جدا ولا تقتصر على مجال معين فيجب ان نسخر المنبر الواعي والفن الهادف والادب الموضوعي الرصين والانترنيت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وكل المجالات الاخرى لبث الوعي ونشر فكر اهل الاسلام الحقيقي ويجب ان نسعى للحراك في اوساط الامة وخصوصا الاوساط الشعبية التي يستهدفها محرفي الدين وتجار الشعائر ويعزفون على وترها العاطفي من أجل تكوين رأي عام تجاه المصلحين ودعواتهم الاصلاحية ..
ان جبهة التحريف والتكفير من الغلاة لا تقل خطراً وشراً من جبهة النواصب التكفيرين لان هؤلاء ينشرون القتل والدمار واولئك ينشرون التحريف والجهل والفتنة بين ابناء المذهب الواحد ولغاية واحدة هي ابعاد الامة عن علمائها المصلحين الحركيين من المراجع العاملين والعلماء الواعيين والخطباء المخلصين وغيرهم .
ايها الاحبة ان اليد الواحدة لا تصفق وكما عبر احد الحكماء العرب بأن العصي اذا اجتمعن لن يقدّر احد على كسرهن وانهن اذا كنَّ أحاداً فانه سوف يسهلن كسرهن وتفتيتهن فعلى كل مؤمن رسالي وغيور على الاسلام وثورة الاصلاح الحسيني ان يسعى جاهدا للدفاع عن المفاهيم الحقة للثورة الحسينية وان يتصدى لحملات التشويه المسعورة والمخطط لها ضمن الاستراتيجيات للاستكبار العالمي في سبيل القضاء على معالم الاسلام الاصيلة والمتمثلة بالمذهب الحق مذهب محمد وال محمد (صلى الله عليهم) .
وعلينا ان ننتصر لكل الدعوات الصادقة من المراجع الصادقين والخطباء والكتاب الرساليين وان لا نتركهم في مواجهة المد التكفيري واعلامه الاموي بشقيه الظاهر الخارجي والباطن الداخلي لأننا بذلك سوف نكون ممن سمع واعية الحسين ولم ينصره والذي سوف يكبهم الله تعالى على وجوههم في جهنم وبئس المصير والعياذ بالله ..