1 ــ سئمنا الطريق منك واليك يا رب, سئمنا المنقول والخوف من المجهول, الذي يخترقنا فيه عزرائيل, ويعاقبنا فيه منكر ونكير, ليسحق عضامنا وجماجمنا, ليعدها حطباً لمحارقنا في جهنم, إن كانت هناك آخرة, وفيها مافيها أصلاً, من كلفك يارب بتلك الوظيفة, لتخلق لنا هذين الشبحين الذين يحاصرانا في قبورنا, وانت ارحم الراحمين, ام انها لعبة الأنبياء القديمة على ارضنا, سنحمدك ونشكرك ان اردت, ونصارحك ملزمين, ان عقولنا لم تسقط جميعها في الحضيض, فهناك من لا يصدق, ان نبياً او شخصاً بعصاه, شق البحر الى نصفين, واوقف السفن العملاقة, على الجانبين ورتب للشمس مكاناً, يلائم التوقيت الشرعي لصلاة المجاهدين, ماذا تنتظر منا يا رب, هل نرمي ما تبقى من عقولنا وبصائرنا في مزابل الجهالة العمياء, لنقول آمين.
2 ــ ماذا تعتقد يا رب, وانت سيد العارفين, هل انها (شق ألبحر) معجزة, ام اسطورة استهلكها التخريف, ومع إني لازلت معك على الطريق, لكن الشك يآلهي, أنهكني واعاقني, ولا ارغب أن اجد نفسي على طريق آخر, العلم لم يقدم دليلاً مقنعاً عن سر خلقنا, لا تراهن على صراخ المقدس, انه الآن عواء اخرس, والكتب المقدسة, قد تجاوزها العقل البشري, ويجمع صمت جفاف نصوصها, ليرميها في صحراء المعاجم, لا زالت محبتك في دمي, ومثلما كنت فيّ لا زلت فيك, لكني سأكون يوماً, ملك لعقلي ورهين بصيرتي, عندما نكون على مفترق الطريق, ويبق الأنبياء, يناكحون السماء قاصرة على ارضنا, كما يشاءون, ما دام الجهل علف العامة.
3 ــ منذ (1400) عام, والمسلمون يسيرون على طريق جهنم, ان كانت هناك أخرة كما يتوهمون, او كما صورها لهم اصحاب المعجزات, من الصاعدين والعائدين في لعبة التجهيل, لا مكان لك يا رب في السماء, كانت وظيفتك, ترتيب شؤون الأرض والأنسان, وما يعنيهما من العدل والحق وجمال المساوت, هذا لم يحصل, ومنذ (1400), كانت لعبة ومكيدة, ان يعلقوك في قفص السماء, بحبال وهم وجهل وخوف العامة, ثم اعاثوا في الأرض والأنسان ما اعاثوا, جهالتنا واوهامنا وخوفنا المزعوم, كان أصل الحكاية, التي غيبت الحقيقة, أنت يا رب فينا كما نحن فيك, وقيم الأرض والأنسان بيتك وكامل حقيقتك, من السماء تنزل علينا سواقي الحياة, وفي احضان دفيء الأرض, اكتمل التكوين, لاشيء غير هذا أقسم بك.
4 ــ يجب أن نحترم الحقية يارب, نعيد قراءة تاريخ اجدادنا, لما قبل عشرة الاف عام, ثم اعادة كتابته ناصعاً, حينها سنتعرف على بيادر من الُلعب الخادعة, التي نفذت فينا عبر مراحل الأنحطاط, تقودنا بأديان ومذاهب تمت صياغتها بمهارة فائقة, علينا صراحة أن نرفع عن عقولنا كلس المقدس, وعن حياتنا تراكم 1400 عام من الخوف والعبادة الخرساء, كي نربي أنفسنا على المراجعة الرصينة, نصدق من وخلف من نصلي يا رب؟؟, وانت ترى حقائق الوجع العراقي, يبكي على ارصفة الحزن وخيبات الأمل, علينا ان نحرر عقولنا, من اقفاص مقدساتهم, ليس الا بالعقل, سنكتشف ونحترم حقيقة الكون والتكوين ووجودنا فيه. دعك ولعبة الأنبياء يارب, بعضهم وكلما اختمرت المجتمعات القديمة, يعيدون أسمائك للأرض, كي تنجب لهم, خاتم لما سبق ونفق.