ليس هناك من شئ تکاد دول المنطقة کلها أن تعاني منه کما هو الحال مع مسألة الامن و الاستقرار فيها، وعلى الرغم من إن الدول التي تعاني الامرين من هذه المسألة هي تلك الخاضعة للنفوذ الايراني نظير العراق و سوريا و اليمن و لبنان، إلا أن الدول الاخرى في المنطقة ليست في مأمن منها و کلها تتوجس ريبة من التدخلات الايرانية أو تداعيات دورها في المنطقة عليها، مما يجعل من مسألة الامن و الاستقرار أهم مايشغل بلدان المنطقة و بشکل خاص العراق الذي أبتلي بداء النفوذ الايراني منذ عام 2003.
الاحداث و التطورات الاخيرة في اليمن و مقتل علي عبدالله صالح على يد الحوثيين(ذراع إيران في اليمن)، أعطى إنطباعا قويا عن الصعوبة البالغة لخروج أي بلد أو تنظيم أو شخصية من دائرة هذا النفوذ، إذ کانت المسافة بين حياة و موت الرئيس اليمني السابق، مجرد يوم واحد بعد إعلانه رفض التبعية للنظام الايراني، وإن الطريقة الدموية التي تعاملت بها طهران مع صالح أظهرت و أثبتت للعالم مدى القسوة التي تظهرها طهران ضد کل من يفکر بالانقلاب عليها، ولاريب من إن القتل و الاغتيال ليس الطريقة و الاسلوب الوحيد للتعامل مع الخصوم من جانب النظام الايراني وانما هناك الکثير من الطرق و التي جميعها تدور في فلك العنف و الدموية و الدمار و القسوة.
الدور الايراني في المنطقة و خصوصا بعد أن وصل الى ذروته بتصفية صالح و قبله بسيناريو الانقلاب الذي دبره النظام الايراني عبر ذراعه الحوثي في اليمن ضد الشرعية اليمنية، ومايحدث و يجري في المنطقة وخصوصا بعد أن بدأ الحوثيون بإستهداف السعودية بصواريخ باليستية إيرانية، و يسعون من أجل فرض الميليشيات المسلحة العراقية التابعة لهم ضمن الحشد الشعبي في الانتخابات العراقية القادمة من أجل فرضها کأمر واقع، وکل الدلائل و المٶشرات تٶکد بأن بقاء و إستمرار نفوذ النظام الايراني في المنطقة يعني إنها ستسير من سئ الى الاسوء بکثير، وهذا بحد داته يدفع بدول المنطقة الى العمل من أجل التصدي لهذا النفوذ، رغم إننا يجب أن نشير الى أن قضية التصدي للنفوذ الايراني في المنطقة قد صار شأنا دولية ـ إقليميا بل و حتى إيرانيا من خلال رغبة و إصرار الشعب الايراني و المعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة بالمقاومة الايرانية، في النضال من أجل الحرية و الديمقراطية و التغيير، وهذا مايعني بالضرورة بأن هناك إجماعا کاملا على مختلف الاصعدة من أجل التصدي للنفوذ الايراني و العمل من أجل التغيير في الاوضاع في داخل إيران، علما بأن الطريق الافضل و الاصوب لإستتباب الامن و الاستقرار في المنطقة يمر من خلال مفترق إسقاط النظام الايراني.