23 ديسمبر، 2024 4:56 م

الطريق المسدود!

الطريق المسدود!

عندما وقعت احدى الطامّـاتْ الكبرى على العراق ، وما اكثرها من طامات توالت على وطننا المبضع بالجراح والمآسي، ولم تكن ألأخيرة !. اقصد بها ألأحتلال ألأمريكي في 9 ـ 4 ـ 2003 أي الغزو والعدوان وفي حقيقته هو مجرد عملية استلام وتسليم جرت بين محتل وعملاءه وعندي ( وقد مارست كل خفية ) كل البراهين والدلائل … التي اولها منذ عام 1957 .
وعندما استعرضوا, لنا ما سموه’ مجلس الحكم ، وهو عبارة عن قطيع من ازلام جدد يرتدون ملابس متنوعة منهم من يرتدي الكوفية والعقال ومنهم من يرتدي السروال وآخريلبس العمامة وينطبق عليه وصف ابو دلامة : إذا لبس العمامة صار قردا وخنزيرا إذا نزع العمامة ! . ومنهم من يرتدي البدلة ألأنجليزية التقليدية مع ربطة العنق….. قطيع ازلام له من يسوقه وهو كلب مدرب اسمه بريمريتلقى اوامره من صاحبه اسرائيل . هذا المنضر الجديد لا يختلف عن سوابقه إلا بالمضهر والمسرح وكلمات المسرحية التي جاءوا بها الينا لنتفرج والدماء تنزف من عيوننا ـ مرغمين ـ نتأمل الفرج ، إلا اننا نتفرج !
نضرتُ كأحد المتفرجين العارف بخفايا هذه المسرحية’ وانا من الذين لا حول لهم ولا قوة بما حدث في هذه الطامـّة الكبرى ’ ولا في سابقاتها ’ــ وسأبذل كل ما منحت من قوة لأفشال القادمة ـــ
وابقى يحدوني ألأمل والرجاء ان نستطيع نحن ابناء العراق ألأوفياء’ ان نمنع وقوع  المأساة القادمة وان ننتصر النصر النهائي على المشروع الصهيوني ونمحيه !!
المشروع الذي ينفذوه على بلادنا وينهبون ثرواتنا ويسفكون دماءنا
عبر اعوام عجاف وعقود عقام التي جعلت مبادئنا أوهام بسبب تكالب اولاد الحرام !!
نظرت ُ الى هذا القطيع (وحارسه) وقلت لنفسي وانا اسألها السؤال الذي اطرحه عليها دائما ! هل يعقل ان كل هذا الكم الهائل من الأزلام هم “اولاد حرام ” ؟؟واتذكر قول الشاعر معروف الرصافي
حين يعاتب بغداد قبل تسليمها الى هولاكو الجديد ب أكثر من سبعين عاما ً حين قال …
أليك ِ اليك ِ يابغداد عَنـّي          فـأني لست ُ منك ِ ولستِ مني
ولكني وان كبر التجنــي          يـَعِــزّ علـي َّ يـابــغداد أني
أراك ِ على شفا هول شديد        تتابعت الخطوب عليك تترى
وبـُدل مـِنكِ حـِلوُ العيش ِ مـُرّا    فهلا ّ تـُنجبين َ فتا ً أغـرّا ً  
أراك ِ عـَقـمت ِ لاتلدين حـُرا ً     وكنت ِ لمثله أزكى وَلود ِ
               ……..      ……..  ………
وانا أطرح السؤال :هل عقمت بغداد ؟؟
أيعقل ان كل هؤلاء ليس فيهم حر نجيب تسلل وسط الخنازير يتحمل العفونة من اجل ان ينتفض حين تحين الفرصة !
وهكذا نراقب عن كثب ونحرص ونشجع قدر مانستطيع واشبه ماتكون جهودنا  مثل “القبرة ” التي تحمل بمنقارها قطرة ماء من النهر وتطير فوق غابة تحترق وتلقي بتلك القطرة من بعيد لتتبخر القطرة في الهواء الساخن ..قبل ان تصل الى الحريق الهائل ..الا ان هذه القبرة (طير صغير ) تؤدي واجبها وترضي ضميرها و..و..و
ونعود قليلا ً الى الواقع ..سمعت نوري المالكي يقول لقد وصلنا مع الامريكان الى طريق مسدود !قالها يوم 13/6/2008 في جمع من العراقيين في احد فنادق العاصمة الاردنية عمان ..وكلامه ينقل على الهواء .فقلت لعل هذا هو الحر  الذي انتضره بفارغ الصبر ؟!! وفي موقع اخر هاجم زميله البارزاني ووصف المشاكل في عموم العراق تأتي من الجانب الكردي (الذي يتحكم فيه البرزاني ) والمالكي دعوه الى امريكا واجبروه على زيارة  قبور (قتلاهم ) الذين قتلوا في العراق على ايدي ابطال المقاومة العراقية  ووضع باقة من زهور على قبورهم ضحايا –كذلك- لهذا العهور الذي يجري امامنا ..عاد المالكي فاعتذر للاكراد (حاكم كردستان ) الشعب الكردي منهم بريئ – عن كلامه عليهم ,ثم هاجم سوريا وهود – انظر اليه مكتئبا وليس متحمسا ً –فأقول لنفسي انه هو الحر  الذي انتظره وهو مجبور على قول هذا كي يمرر الفرصة ويثبت نفسه ويقويها  واذا به يحافظ على عراقية كركوك ويدعوا الى وحدة العراق ويرفظ اعطاء الاكراد حصة دون حق من النفط ويحاسبهم على التهريب ويعيد ضباط من الجيش السابق ويشجع صحوة الانبار في ابادة قطيع القاعدة المجرم .
ويساند سوريا ضد الناتو وعملاءه ويزود سوريا بالنفط الذي تحتاجه ويمنع التدخل من قبل عملاء اسرائيل (قطر والسعودية وتركيا ) ويفشل جهود الجامعة العبرية الخائنة للعرب ومصالحهم ..افشلها بطريقة ذكية بارعة ..وسلح الجيش وحاول عمل قفزة نوعية بتسليح الجيش من مصدر مهم جدا من روسيا وهذا تحدي كبير لامريكا وزملاءها الكرد ..الا ان مافات المالكي انه لم يحضر بهدوء وروية قاعدة شعبية قوية ولم يتخلص من نفايات وعثرات كثيرة في طريقه .. فاثاروا عليه ماتقوم به قوى الامن المدسوسة المخربة وعناصر مأجورة واخرى سادية وثالثة مرهونة بأن  تؤدي تخريبها بحيث تستفز الناس في الجانب (خاصة) الذي يريد الصهاينة له ان ينفصل عن العراق اقليميا سني كبير فتكالبت على المالكي ازلام من زملاءه سواء ماسموه قائمة عراقية او قائمة كردية .. وهاج الشعب المظلوم يداعي بأبسط مايستحقه من رعاية ويطالب بأطلاق سراح المظلومين في السجون ..فأطلق المجرمون النار على جمهور بريئ في الفلوجة وقتلوا ستة ابرياء ولم يتحرك المالكي ولم يأمر بمحاكمة ميدانية ينفذ الرمي بالرصاص للمجرم العسكري الذي اعتدى على المتظاهرين فورا ً !
بل للاسف تصرف ( هدد وتوعد ) وهذا اكبر خطأ ارتكبه ثم نفذ مطالب بأطلاق الاف السجناء الابرياء وشكل لجان متابعة ودعى الى وحدة الصف ونبذ الشعارات الطائفية واجتمع بالشيوخ الوحدويين وضد الطائفية وتبين ان الطريق مع الشعب غير مسدود ومع الامريكان يجب غلقه الى الابد !