18 ديسمبر، 2024 11:06 م

الطريق الاصح للتعامل مع الملف الايراني

الطريق الاصح للتعامل مع الملف الايراني

بائسة و وخيمة تلك الاوضاع غير العادية التي يمر بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، الذي يعاني اساسا من أوضاع صعبة و بالغة التعقيد تحتاج الى الکثير الکثير من أجل إيجاد حلول مناسبة لها.

القادة و المسٶولون الايرانيون الذين يتصورون”من غبائهم المفرط”، أنه بإمکانهم لعب دور”مميز”و”إستثنائي”من أجل إحداث ثمة تغيير في السياق المستخلص بالنسبة للموقف الدولي من ألاعيبهم و دسائسهم و مخططاتهم، وهم يحاولون إستغلال و توظيف أي عامل او مسألة ما في سبيل تقوية موقفهم”الهزيل”و”المترنح” خصوصا بعد أنتهاء فترة أوباما التي کانت فترة ذهبية بالنسبة لهم.

النظام الايراني الذي واجه إنتفاضة شعبية في عامي 2009 و 2011، ولايزال يواجه رفض و مقاومة مشهودة من جانب جماهير الشعب الايراني في مدن مختلفة، يحاول جهد إمکانه معالجة أوضاعه المتردية و التصدي لها بمختلف الاساليب و الطرق من أجل إبقاء الجبهة الداخلية ساکنا إذ أن تحرك هذه الجبهة بإمکانها أن تقود الى أوضاع متشابهة للسياق العام للربيع العربي، ومنا هنا فإن النظام الايراني يحرص أشد الحرص على الامساك بيد من حديد على الجبهة الداخلية و لايسمح بأي تهاون او خلل ما فيها من شأنه أن يقود الى أوضاع قد تفقده ولو السيطرة الجزئية على الامور، لکن هذا لايعني بأن الشعب يتخوف من هذا النظام و لن يقوم بأي تحرك ضده، حيث أن التقارير الواردة من الداخل الايراني تفيد بأن هناك حالة تذمر و غليان شعبي استثنائي ضد النظام، وان الوضع يکاد أن يکون مثل کومة القش اليابسة التي تحتاج الى عود ثقاب واحد فقط و ليس أکثر، لکن مشکلة المجتمع الدولي بصورة عامة و الدول الغربية بصورة خاصة أنها لاتعرف کيف تتعامل و تتعاطى مع النظام الايراني و مازالت تسلك نفس النهج و الاسلوب السابق الذي أکل عليه الدهر و شرب، وهو مايخدم النظام الايراني قبل غيره و يعود عليه بمنفعة کبيرة لاتتوفر له بسهولة من دون هذا الاسلوب”الروتيني”الفاشل الذي يدور في حلقة فارغة.

سندانة المجتمع الدولي لن تکون مهمة و ذات تأثير من دون أن تکون هناك مطرقة فعالة للشعب الايراني تضرب بقوة على رأس النظام خصوصا بعد إعتراف الولايات المتحدة الامريکية بسلبية دور المجتمع الدولي ازاء إنتفاضة عام 2009، وأن هکذا تفعيل لهذه المطرقة لن يکون إلا عبر تقديم الدعم و الاسناد للشعب الايراني و للمقاومة الايرانية في تصديها و مقارعتها لهذا النظام الذي صار يشکل أکبر مشکلة ليس للشعب الايراني فحسب وانما لشعوب المنطقة أيضا خصوصا من حيث الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي للشعب الايراني، ومن دون ذلك، فإن هذا النظام سيبقى و تستمر معه المشاکل و الازمات و الاوضاع السيئة في إيران و المنطقة.