قام الألماني يوهان غوتنبرغ (1398م – 1468م) في سنة 1447م بتطوير قوالب الحروف التي توضع بجوار بعضها البعض ثم يوضع فوقها الورق ثم يضغط عليه فتتكون المطبوعة، مطوراً بذلك علم الطباعة الذي اخترع قبل ذلك في كوريا في سنة 1234م، ويعتبر بذلك مخترع الطباعة الحديثة.
قدم الألماني مارتن لوثر (1483م – 1546م)، رجل دين و أستاذ لاهوت ألماني، ترجمة خاصة به للكتاب المقدس بلغته المحليّة الألمانية بدلا ً من اللغة اللاتينيّة التي كانت اللغة الوحيدة التي سمحت الكنيسة الرومانية باستخدامها لقراءة الكتاب المقدس مما ساهم بشكل كبير فى توصيل الإنجيل للناس بلغتهم الأصلية و بالتالي فهمهم الصحيح للكتاب المقدس و هذا أثر بشكل كبير على الكنيسة و على الثقافة الألمانيّة عموما ً، و بذلك يعتبر مُطلق عصر الإصلاح في أوروبا. و لقد إستخدم مارتن لوثر إختراع مواطنه يوهان غوتنبرغ لطباعة ترجمته للكتاب المقدس و هذا ساعد كثيرا ً في النشر الواسع للترجمة و حدوث الإصلاح.
أصبحت ألمانيا بفعل جهود أبناءها رائدة في التطور الثقافي و الإجتماعي و الزراعي و الصناعي و هذا أغرى حاكمها الديكتاتوري أدولف هتلر (1889م – 1945م) لمحاولة السيطرة العسكرية على بقية الدول الأوربية فكانت الحرب العالمية الثانية التي بدأت في عام 1939م و إنتهت في عام 1945م بهزيمة ألمانيا على يد الحلفاء، و تم تقسيمها إلى قسمين من قبل الحلفاء، القسم الشرقي تم تسميته ألمانيا الشرقية و يتبع إلى هيمنة الإتحاد السوفييتي و أصبح نظامها شيوعي أما القسم الغربي فتم تسميته ألمانيا الغربية و يتبع إلى الهيمنة الأمريكية و بقى نظامها رأسمالي.
قتل خلال الحرب 7,5 مليون ألماني و أصبح الرجال بين عمر 18 و 35 سنة بين قتيل و مقعد. و انخفض الإنتاج الزراعي إلى الثلث و تآكلت المصانع بين التدمير و التفكيك الممنهج من قبل الحلفاء بهدف تحويل ألمانيا إلى بلد ريفي غير مؤذ ٍ . و فرض الحلفاء على ألمانيا دفع تعويضات عن الحرب. و لكن كل ذلك لم يمنع الشعب الألماني بشطريه الشرقي و الغربي من إعادة البناء إلى مستواها قبل الحرب، حيث أصبحت ألمانيا الشرقية الدولة الأغنى في الكتلة الشرقية، أما ألمانيا الغربية فلقد أطلق عليها الدولة الصناعية المعجزة و أصبحت من الدول الصناعية السبع في العالم و بفضل إقتصادها القوي أعادت إليها ألمانيا الشرقية و عادت ألمانيا كما كانت قبل الحرب.
خلال فترة إعادة البناء ترك الألمان شعبا ً و ساسة ً الجيوش المحتلة يحتلون وطنهم دون مقاومة حيث رضوا بالأمر الواقع، و بقوا متحدين دون أن يتهم بعضهم بعضا ً بالعمالة لهذا الطرف أو ذلك الطرف أو التناحر فيما بينهم على سفاسف الأمور أو الإنشغال بالفساد الإداري و المالي الذي يصيب عادة ً الدول التي تخرج مهزومة من الحروب.