7 أبريل، 2024 1:25 ص
Search
Close this search box.

الطب مهنة أخلاقية وإنسانية

Facebook
Twitter
LinkedIn

تعج مستشفياتنا الحكومية بالأطباء الشباب رجالاً ونساءً , وخاصة صالات الطوارئ وكأنهم خلايا نحل، ففيهم الممتاز وفيهم المتوسط وفيهم الضعيف، ولن أتكلم الآن عن هذه المستويات ولا عن مدى اهتمام الدولة بتوفير كل الأجهزة الحديثة في سبيل راحة المرضى، التي قد لا تتوافر في أغلب المستشفيات الأهلية ، ولكن لا توجد لدينا الخبرات من الأطباء المميزين للتعامل مع المرضى ومع نوعية الخدمات التي توفرها الدولة .
سأتناول اليوم الحديث عن ثقافة الطبيب وإنسانيته والفرق بين الطبيب لدينا والطبيب خارج العراق ، وفي الدول التي يذهب لها مرضانا.
حينما تكون بين يد الطبيب في الخارج يشرح لك كل صغيرة وكبيرة، وما بك وماذا يريد أن يعمل لك بشكل دقيق ومفصل ويعطيك فرصة أن تسأله عما تريد، وإذا كان لديك عملية يقول لك سوف أعمل كذا وأجري شقاً أو فتحة هنا وسوف يكون الجرح بهذه الطريقة…الخ من التفاصيل الصغيرة، التي يعتقد البعض بأنها غير مهمة، ولكن المريض يحتاج أن يعرفها بكل تفاصيلها، حتى نسبة نجاح العملية يقولها لك الطبيب، لأنها من الأشياء التي تخص المريض وتهمه.
أما عندنا ومن أغلب الأطباء فإنك تدخل المستشفى وتخرج وقد لا تعلم ما بك ، يأتيك بدل الدكتور ثلاثة أو أربعة وكل واحد يقول لك كلاما ويصادف إن يكون كلام أحدهم عكس كلام الآخر، وأحيانا لا تعرف من الأطباء أي شيء وتلجأ إلى سؤال الممرضات وتقوم الممرضات بالإفتاء لك بما يعرفن وما لا يعرفن وإذا أصررت على أن تعرف جواباً شافياً من الدكتور المعالج ،اتصلوا لك بالدكتور المناوب فيقول لك ممكن أن يكون لديك كذا أو ممكن أن يكون لديك كذا، وممكن أن تعرف بشكل أفضل من طبيبك في اليوم التالي، يعني لا يستطيع أن يعطيك جواباً صحيحاً إذا أرت أن تتطلع على معلوماتك وما كتب عنك لا يسمح لك بذلك،لا أعرف لماذا ملفك أنت ولا يسمح لك بالاطلاع عليه وكأن به أسرار نووية، أما أذا كان المريض في حالة خطرة أو لا يستطيع أن يسأل بنفسه عن حالته فهذا معناه أن ذويه سوف يظلون يتخبطون بين س وص ويأخذون كلام زيد وعمر ويقنعون أنفسهم به، شيء آخر عندنا أذا لم تتابع أنت حالتك أو حالة قريبك بنفسك وتتأكد من الدكاترة بالضبط ماذا يجري ومقدار الدواء وتسأل عن كل صغيرة وكبيرة وإلا “الله يعينك”، ممكن تتداخل الأمور وتسوء حالتك والله يلطف بك وينجيك من الغم والهم .
نقطة أخرى تذهب لمراجعة العيادة الخارجية وتشرح حالتك إلى الطبيب وهناك من الأطباء تشعر وكأنه لا يستمع إليك وهو مشغول بشيء آخر بالنظر إلى الكمبيوتر ليرى تحاليل قديمة لا تهمك وأنت تشرح له وهو ليس معك.
ومنهم من لا يكلف نفسه حتى بالكشف عليك نهائياً علماً أن حالتك تستدعي ذلك..
يا أطباءنا المحترفين نرجوكم أن تطبقوا ما درستموه وما تعرفونه في مؤتمراتكم وندواتكم بأن أخذ التاريخ المرضي ومعرفة كل شيء عن المريض وشرح التفاصيل له من أهم مواصفات الطبيب الناجح أن وجد ..
أتمنى الشفاء العاجل لكل طبيب مريض بهذه المهنة التجارية , وأن يبعد الله عنا وعنكم كل مكروه.والشفاء العاجل لمرضانا جميعاً وخاصة الشباب الذين أصيبوا في التظاهرات الأخيرة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب