18 ديسمبر، 2024 9:16 م

الطب العراقي و ضرورة إيجاد البديل له بسرعة

الطب العراقي و ضرورة إيجاد البديل له بسرعة

في الحقيقة نحن نعيش أزمة الطب وتخلفه من كل النواحي عن بقية بلدان العالم ، حيث اننا نجد المرضى العراقيين في مكان من الدول المتقدمة الى الدول الناشئة كالهند وسنغافورة ، حيث مستوى التطور الطبي يرضي الطموح لكل شخص مريض او يعاني من مرض عجز الأطباء العراقيين حتى عن تحديده وهذه الطامة الكبرى ، كونك تجد الطبيب الذي كان في الماضي من ابرع الجراحيين والأخصائيين ، اليوم لا نثق حتى بأكثرهم شهرة ، وهذا الشيء حدث معي تحديدا ، كوني ذهبت لأفضل الأخصائيين الباطنيين ، واجمعوا على انه لدي قرحة ، وضللت اتناول علاج القرحة لمدة خمس سنوات ولكن دون فائدة ، ويصادف ان لي صديق يدرس في الهند ، وقال لي لما لا تأتي يا صديقي هنا ليتم الكشف عليك وتعيين المشكلة نهائيا ، علما اني كنت ما زلت أثق في الطب العراقي ، ولكن بعد ازدياد الألم قررت الرحيل الى الهند لطلب العلاج ، وحقيقتا أفضل ما فعلت هو الذهاب ، فقد وجدت عناية لا مثيل لها وتطور في الأجهزة الطبية لا توجد لدينا منها مثيل حتى في اربيل التي تدعي التطور الطبي ، وبعد ان كشف عني طبيب صغير في العمر نسبتا الى أطباء العراق ، حتى اني استهزأت في داخلي منه ، واثناء الكشف ألسريري ابلغني انه لا يوجد لدي قرحة نهائيا ، فقلت له كيف وأنا اخذ كل هذه الأدوية ،وكل هذه الفحوصات ، التي رماها في مزبلته طبعا ، أجابني بضحك انه ( لم يراني طبيب في العراق بل عراف ) على حد قول المترجم ، فقلت له اذن وهذا الألم فقال لي الناظور سوف يبين كل شيء ولكن أولا سوف ناخذ لك كشف في السونار إضافة الى تحليل الدم ، وبعد أجراء هذه التحاليل بسهولة ويسر وسرعة لم أرها الا في البرامج التلفزيونية ، قال خذ التحاليل وانظر بنفسك ، علما أني قمت بهذه التحاليل عدة مرات في العراق ،ولم يكتشفوا لدي حصى في المرارة بتاتا واني خالي من القرحة ، وان الألم كله بسبب هذه الحصى ،  ولكن تبين أنها خاطئة وان الإنسان العراقي المريض حقيقتا في أيدي ليست أمينة ولا تملك الدراية الكافية بالطب ، تصور معي ايها القارئ الكريم انه حتى تحليل نسبة الدم الذي اخذته في العراق كان خاطئ انظر الى مدى التخلف في المختبرات العراقية والكثير لا يسعني ان ادخلكم في عالم الامراض وتفاصيلها ولكن اعتبر هذه للطرفة المحزنة .
وبعدها وصف لي علاج جدا بسيط وانا الان بأحسن حال علما ان تأثير تلك العقاقير الخاصة بالقرحة قد أثرت علي بشكل سلبي طيلة هذه المدة ، وأعطاني بعض المضادات لهذه الأعراض ، لان الطب العراقي اتلف أنسجة معدتي ، فماذا أستطيع ان افعل هل ؟؟ ارفع دعوى قضائية على نقابة الأطباء ام على وزارة الصحة ، التي لا تستطيع ان توفر طيلة هذه الفترة بعد انهيار النظام مستشفى محترم ذو كفاءات متدربة جيدا ، تعتني بشعبها المريض ، والحقيقة السؤال هو اني املك مرض بسيط وقد حيرني ، ولكني شاهدت هناك حالات لا استطيع وصفها او الكلام عنها ، وسأروي لكم شيء المني كثيرا ، حيث وجدة فتاة في مقتبل العمر وغير متزوجة ، وقد عملت لها عملية رفع المبيض في البصرة على يد دكتور يدع ( ا.د ) ، قائلا لها أنها تعاني من وجود كيس فوق المبيض بقدر (ستة عشر سم) واذا به يشق بطنها من الجانب وحتى الجانب الاخر ، ولكنه وجد انه بحجم( ستة سم)، فما ذنب هذه الطفلة التي منعها من الإنجاب طيلة حياتها ، واذا مثل هذه العملية تعمل بالهند من دون تدخل جراحي فقط بالناظور ، انظر يا وزير الصحة هذه المعاناة ، وانظر ايها النظام الجديد الحاكم في العراق ما هذا التدهور .
 انا أستطيع ان اعبر عن نفسي بالكتابة ولكن كثير من الشعب العراقي لا يفقه ما العمل او بالأحرى لا يستطيع ان يقول ما بداخله من معاناة تارة الخجل وتارة أخرى الأحكام والأعراف العشائرية البائسة كهذه الشابة ، وتارة خوفهم من حكومتهم الديمقراطية ، وعليه أرى انه يجب الأخذ بهذا الموضوع اي الجانب الصحي على محمل الجد وان تتولاه الجرائد والصحفيين والإعلاميين على محمل الجد والضرورة لكي نرصد كل ما هو ضار في المجتمع ومحاولة تقريب الأنظار عليه ونشر الوعي الاجتماعي الصحي ، تجاه هكذا أمور .