يتساءل البعض عن غرابة هذا الطب الحديث, وربما أكثرهم أهل العراق لما تعرضوا من حيف وظلم بسبب السياسة, فطالما كانت هي السبب في الكثير من الأمراض المزمنة التي ألمت بواقعهم المرير.
لكن بعد أن تمكن طبيب عراقي من أجراء عملية ناجحة لأحد المصابين اثر (اعتداء سياسي), على الرغم من ان كان اليأس مسيطراً على ذوي ألمصاب, وعلى الرغم من أن جروحه كانت خطيرة لدرجة اليأس, بعد أن أصيب بطلقات سياسية استقرت في محيط قلبه ورأسه, كانت بنيران مجموعة مسلحة تسمى (تسقيطيون) يقطن غالبيتها مدينة أطلقوا عليها أسم( الخضراء).
الخضراء عُرف أهلها في براعتهم بقتل الأحلام العراقية, وتعتبر ألمدينة من أهم المدن ألمتخصصة بالتسقيط السياسي والحزبي على حساب المصلحة ألعامة, على ألرغم من كل هذه التحديات أستطاع ذلك الطبيب ان يرسم البسمة على محيا ذوي المصاب, من خلال إنجاح العملية بعد انتظار تجاوز العشرة أشهر داخل صالة العمليات (البرلمانية) الكبرى, هذا الانتظار تكلل بالنجاح الذي كان غير مألوفا بسبب تحديات ألموقف وصعوبة المهمة.
اجريت العملية في صالة عملياتٍ طالما تسببت بإجهاض عشرات الأحلام البريئة, مجمل العمليات التي تهتم بواقع الأنسان العراقي اغتيلت امام مرءا ومسمع اطباء قسم العمليات البرلمانية, لكن صالة ألعمليات تلك كانت ذو عطاء لا ينضب مع محيطها الداخلي, وتتعامل بمحسوبية مع الأشخاص المقربين عليها والعاملين فيها.
مفارقة غريبة لم يعهدها الراقدون في ذلك المشفى, فقد أبتسم ألحظ ابتسم أخيراً لذوي الاحتياجات الخاصة, بُعيد صبر طويل أمام ظلم الزمان والأنسان, فكانوا ضحية لحروب هوجاء خاضها النظام السابق, وجاء العراق الجديد ولكنه حمل لهم حروب جديدة ربما كانت اكثر ضراوة, وأخذ الإرهاب مأخذا كبيرا ليضيف على اعدادهم ضحايا جدد, ليصل عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق قرابة الثلاث ملايين شخص بحسب الاحصائيات الرسمية.
اقرار قانون خاص بهؤلاء يعتبر وصمة فخرا وشرف لكل طبيب سياسي اخذ على عاتقه الاهتمام بمشروعهم الانساني, لكن الشكر كل الشكر لذلك الطبيب الذي اشرف على عملية انجاح القانون الذي رسم البسمة على وجوه ربما فقدت ملامحها بسبب ظلم السياسة