أحيانا تقسوا علينا الحياة وتظهر وجهها القبيح فيختفي الأمل من النفوس وتتواري البهجة خلف الآلام وتمتنع الإبتسامة من الظهور ويكون العالم كله مجرد مكان بغيض نتمني أن يتغير. وقسوة الحياة لها أوجه متعددة منها مرض ما يصيب الإنسان أو فقر يجعله غير قادر علي تلبية إحتياجاته أو بطالة وعدم القدرة علي إيجاد مصدر دخل وأشياء أخري كثيرة. ومن سنن الحياة أن يتزامن الأمل مع الألم واليأس مع توقع الأفضل لتظل النفس البشرية في حالة صراع بين هذا وذاك. ولسبب ما جعل الخالق سبحانه وتعالى أسباب الأمل أكثر من دواعي اليأس حتي لا تتحول الحياة الي حالة ركود شامل وتتوقف عجلة الدوران ونصبح أشبه بغابة لا تعرف معني العواطف والمشاعر. ولكي يتحقق ذلك لابد من وجود أشخاص يزرعون الامل في طريق من صدمتهم قسوة الحياة. هؤلاء هم جابروا الخواطر من أصحاب القلوب الرحيمة. كثير من الناس يتحملون غلظة وتكبر البعض الآخر وذلك من أجل التمسك بالأمل وكثير من الناس صدمتهم ردود أفعال بعض المشاهير وذوي الشأن ممن يتشدقون ليل نهار بكلام معسول لكسب مزيد من المتابعات لصفحاتهم علي مواقع التواصل الإجتماعي. أما الحقيقة فهي خلاف ذلك تماما،ولكن يمكن أن ننكر أن البعض ممن وضعهم الله في طريق المساكين والفقراء والمرضي ليسوا من غلاظ القلوب أو المتكبرين في الأرض بل هم أكثر الناس حرصا علي زرع طريق الأمل بكلمات حانية وأفعال إنسانية تساعد ولو قليلا في رفع المعاناة وتطييب الخواطر ولو بكلمة واحدة. أفضل العبادات وأقربها الي الخالق (جبر الخواطر) ولو سألت عن أفضل عمل تتقرب به الي الله لكانت الإجابة الفورية هي جبر الخواطر. الإنسانية ليست إدعاء ولكنها عمل وعطاء دون انتظار لشكر عمل تشعر به وتري نتائجه وتستلهم منه العبر.
وأكثر الميادين إرتباطا بجبر الخواطر هو الميدان الطبي الذي يعتمد علي الطبيب الذي هو في المقام الأول إنسان يشعر بما تشعر به وينفعل ويتأثر بما يدور حوله في المجتمع. وفي ظل المهزلة الطبية التي لا ينكرها صاحب عقل وخروج بعض الأطباء عن طريق الحق والأمانة الطبية وتراجع ثقة المرضي في قلة من الأطباء تلوح في الأفق نسائم خير من بعض الشخصيات الطبية ممن ينطبق عليهم لقب جابري الخواطر وأعتقد أن من حقهم علينا أن نوجه إليهم الشكر والتقدير لكل ما يقومون به من أعمال إنسانية تمس القلوب المشتاقة الي بصيص نور ولحظة أمل. ومن هؤلاء الذين نقدم إليهم وسام الإمتنان والمحبة والمودة الدكتور أيمن عبدالسميع جابر إستشاري علاج الأورام الشهير ومدير مستشفي أورام التجمع سابقا. الدكتور أيمن إنسان بدرجة طبيب صفاته الشخصية جعلته مصدر أمان للمرضي وتفانيه في مساعدة المرضي وضعه في مصاف جابري الخواطر. الإنسان الطبيب أيمن عبدالسميع جابر واسع الأفق دائم الإبتسامة مستمع جيد جدا لمرضاه يقدم العون بكل أشكاله،حديثه اللبق وروحه المرحة مع علمه الغزير جعله متفردا في تخصصه،لا يهوي الإعلام والشهرة ويكرس كل وقته للمرضي. يفهم طبيعة مريض الأورام ويركز علي الحالة النفسية للمريض ودائما يبعث الأمل في نفوس مرضاه. يناقش المريض بطريقة مبسطة ويشرح له حالته بطرق تبعد اليأس والخوف من قلب المريض تشعر أنه صديقك المقرب ولا يعرف تكبرا أو غرورا أو غلظة بل أهم ما يميز هذا الطبيب هو تواضعه الذي يشعر به المريض علي الفور.قدرته علي كسر حاجز الثلج الذي يكون بين المريض والطبيب جعل معظم مرضاه يلجأون إليه من أجل البحث عن أمل في علاج يرفع عنهم معاناة سنوات طويلة مع مرض خبيث لعين لا يرحم. يتحدث إليك بتواضع جم وحميمية غير موجودة في آخرين أقل منه علما وخبرة لذلك فقد فاز بدعوات مرضاه التي لا تخطئها السماء. هو بإختصار إبن البلد(الجدع) المحترم الذي يعي جوهر وحقيقة مهنته السامية والتي تهدف في المقام الأول الي تخفيف معاناة المرضي وبث روح التفاؤل داخل كل مريض. هناك حكايات وروايات يمكن أن نرويها عن بعض وليس كل أطباء الأورام وعن عيادات الأورام الخاصة التي تبيع الأدوية الكيماوية للمرضي في شكل من أشكال التجارة مستغلين حالة الإستسلام عند معظم المرضي الذين يكونون علي إستعداد لفعل أي شيء من أجل الشفاء من هذا المرض اللعين.
ولكن الدكتور أيمن لا يلجأ إلي هذه الوسائل التي ربما توفر له مزيدا من الأموال ولكنه يسعي بكل جهده وبصدق وتفاني لتوفير علاج مجاني لمرضاه عن طريق تحويلهم الي مراكز الأورام الحكومية التي توفر معظم أنواع علاجات الأورام بالمجان لغير القادرين.
الدكتور أيمن عبدالسميع جابر شخصية إستثنائية في عطائها الذي لا ينفذ وفي قدرته الفائقة علي تخفيف معاناة المرضي بطريقة ساحرة مستغلا القبول الذي وهبه الله إياه ومستعينا بثقة المريض الذي في غالب الأحيان يصل إلي مرحلة اليأس والخوف من الموت ولذلك فالمهمة تكون صعبة وشاقة وتحتاج الي مهارة الطبيب وحنكته وقدرته علي إمتصاص غضب المرضي وتحويل اليأس الي أمل دون أن يخدع المريض أو يصدر له معلومات مغلوطة. الطبيب الإنسان حالة إنسانية نادرة في عالم سيطرت فيه المادة علي كل شيء لذلك فالدكتور أيمن يعد حالة نادرة في زمن العولمة الذي أهمل العواطف والمشاعر وترك المادة تسيطر علي حياتنا.
ما أحوجنا الي نماذج مشرفة مثل الدكتور أيمن عبدالسميع جابر ولا أعتقد أنه الوحيد ولكن الإعلام يصر علي إبراز نماذج مشوهة تسيء إلى مهنة الطب المقدسة. تقديم النموذج الإنساني في كافة التخصصات وخاصة التخصصات الطبية يفيد كثيرا ويدفع المجتمع إلي إعادة تقييم لمهنة من أقدس المهن التي تهتم بحياة المواطنين. حفظ الله مصر جيشا وشعبا