8 أبريل، 2024 1:12 ص
Search
Close this search box.

الطبق لم يتغير.. الثورة لم تنجح !

Facebook
Twitter
LinkedIn

قالها الأديب السياسي السوري ،محمد الماغوط ، “كل طبخة سياسية في المنطقة ،أميركا تعدها وروسيا توقد تحتها وأوربا تبردها وإسرائيل تأكلها والعرب يغسلون الصحون !!”.
ولم تكن كلمات الشاعر الكبير ،نزار قباني ،بعيدة عن ما قاله ابن بلده ، الماغوط ،حين أعلنها مدوية ” أكثر الكتب مبيعا في عالمنا العربي ، كتب الطبخ وتفسير الأحلام ، لماذا ؟ لأننا أمة تأكل وتنام وووبس !!” .
ويضيف الشاعر العراقي المغترب ،أحمد مطر ،وعلى خطا نظيريه” ثلاثة مطابخ أساسية لنجاح الكتل  السياسية ،أولها المطبخ القانوني و ثانيها المطبخ  الإعلامى وثالثها  المطبخ السياسي” فأختر لنفسك بأي المطابخ تريد ان تغسل الصحون ،ذاك ان كل الطرق تؤدي الى المطبخ ، وقلب -الناخب- يكمن في معدته !.
ونرى ان تقدم الشعوب ورقيها من عدمه انما ينطلق وبخطى حثيثة من مطابخها ،فكلما ابتكرت  الشعوب طبخة ذات قيمة غذائية عالية ومذاق لذيذ وتمكنت من تسويقها  عالميا لتدحر بها طبخات فلكلورية راسخة لدى شعوب أخرى  كلما دل ذلك على ان ذلكم  الشعب حي ومبدع، يأبى العبودية ويجيد اللعبة – الجيوسياسية – والعكس صحيح والكلام يصدق على المشروبات الكحولية ايضا وأن كنا لانعاقرها  ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه الى اقتحام  ( حرب المطابخ ) عالم السينما والتلفاز والصحف والمجلات والإذاعات  والكلام يصدق على الرياضات المختلفة الخاصة بكل شعب  على حدة ما سنفرد له تحقيقا مستقلا بأذن الله !!  .
بالمقابل  فأن60 عاما خلت وابناء الرافدين  يأكلون الفلافل برغم انوفهم خارج العراق وداخله ( كما هو حال  نظرائهم المصريين مع الفول  تماما  ) ..في العهدين الملكي والجمهوري.. قبل الاحتلال الاميركي البغيض وبعده.. في عهد بوش الجمهوري النازل، وعهد اوباما الديمقراطي الصاعد، وسيظلون يأكلونها ما تعاقب ليل و نهار، سواء أكان برميل النفط الخام بـ150 دولاراً أم بـ 60سنتا حتى اضحت الفلافل رمزا وطنيا يلتف حوله العراقيون جميعهم على اختلاف مكوناتهم العرقية والمذهبية، فما بعثره الفرقاء السياسيون لم شمله (الفلافل والصمون،) وما شتته اللعبة السياسية جمعه طبق (الفول والطعمية)!!.
لقد استحالت  الفلافل بذلك الى مقياس -رختري- تقاس بواسطته شدة الزلازل السياسية والاقتصادية التي تهز البلاد هزاً عنيفاً من زاخو الى الفاو، تغيير واحد فحسب طرأ على التركيبة – الجيوبوليتيكية- لصناعة الفلافل المحلية، فبعد ان كانت عراقية شمولية (أتوقراطية ) خالصة اصبحت ديمقراطية أجنبية ماسخة، بدءاً بالحمص الايراني، مروراً بزيت الطبخ التركي، والعنبة الهندية، والصودا التايلندية، والصمون الفرنسي، وانتهاءً بأدوات المطبخ الصينية، فالثابت الوحيد في متغيرات المعادلة -الفلافلية- هو المواطن العراقي الفقير الذي يأكلها وعينه على شاشات التلفاز ترقب قرارا ما لمحاسبة المفسدين والمرتشين والمتلاعبين بالمال العام ليذهب غيظ قلبه ولكن من دون جدوى ولسان حاله مع محبوبته الفلافل يردد ما قاله  ابو فراس الحمداني في سجنه :
تسائلني من انت وهي عليمة              وهل بفتى مثلي على حاله نكر
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى        قتيلك قالت- أي الفلافل –  أيهم فهم كثر ؟
فيا آكلي الفلافل في العراق – 10 ملايين تحت خط الفقر –  ويا آكلي الفول في مصر -وياآكلي التميس في اليمن وياآكلي الحمص بطحينة في سورية اتحدوا وسددوا فإن يوم التكة والكباب لناظره قريب، فإذا لم  تتغير الطبخة   التقليدية الى أخرى جديدة  ألذ طعما وأكثر نضجا وأبعد نفعا بعد الثورة فهذا يعني وببساطة شديدة أن الثورة لم تنجح  وجل الذي حصل وبعد مئات التضحيات اننا استبدلنا صنما بصنم وشعارنا  ” عاش الملك مات الملك ”  ذاك ان التغيير كان علويا ولم يهوي الى القواعد الجماهيرية ليرتقي ويحلق  بها عاليا الى أفق أرحب والدليل ان فقرنا لم يفارقنا وبقينا نأكل ماكنا نأكله قبل الثورة وبعدها .أودعناكم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب