ربما سيواجه هذا العنوان بعض المفاجأة البسيطة لدى البعض لأننا ننظر الى الطبقة الغنية في العراق بانها طبقة مترفة.. وان المادة تعتبر كل شيء ولكن ومن خلال تجربة الحياة التي عشتها في هذا البلد وجدت بان ابناء الطبقات الكادحة حتى وان وصلوا الى مرحلة الغنى فانهم مازالوا يعانون الكثير والكثير من مشاكل الحياة….
نعم اننا نجد ان معاناة الفقراء دوما تكون صعبة والحياة التي يعيشونها متعسرة معهم في اغلب الظروف ولكن الاهم والسؤال الذي يطرح نفسه ان المال وحده لن يكون كل شيء في الحياة.. وربما هو عنصر وشيء مهم ولكن نجد في وقتنا الحاضر ان الجانب المادي والشهرة لهما ايضاً ثمن كبير وفي بعض الاحيان يكون اعلى من ثمن الفقر نفسه فلنتصور عزيزي القارئ ان فلان من الناس اصبح من الاثرياء سواء عن طريق عمل معين في القطاع الخاص او ربما منصب او وظيفه حصل عليها واحيانا حصوله على مال موروث من بعيد فستجد دوماً العيون والانظار متجهة اليه وتجد ايضا كثره الشكاوي من قبل الحاسدين ضده وفي النهاية تجده يعيش في قلق دائم…
اننا نعيش اليوم في مجتمع ربما نجده معقداً بمشاكله كافه وان اغلب اسباب هذه المشاكل هو المواطن وليس الدولة في بعض الأحيان فالدولة مشاكلها تكون عمومية وليس خاصة ولاتدخل ضمن خصوصيات المواطن في حين اننا نجد اليوم في مجتمعنا الذين نعيش فيه كثرة النفاق والحسد والكذب والمجاملة وان الالاف من الاشخاص او ربما الملايين الذين لا يتمنون الخير لأقاربه او جيرانه عندما يجدونهم في حالة افضل منهم وهذا يأتي من بابين الباب الاول باب الحسد والباب الثاني باب الانانية والتي يحب الانسان لنفسه ما لا يحب لغيره ومن هذا المنطلق نجد ان اغلب الاغنياء او اثرياء القوم الذين هم بالأساس من ابناء الطبقات الكادحة ولكن الله سبحانه وتعالى رزقهم من رزقه الواسع وفضلهم على غيرهم بالرزق فان هؤلاء تجدهم دوما معرضون الى مسائل قانونية او قضايا عشائرية هم ليسوا اطراف بها الا لكونهم اغنياء او يملكون المنصب الوظيفي وهنا احدد ليس المنصب السياسي فهناك فرق بين مهندس او موظف وطبيب او ضابط استطاع الوصول الى منصب وظيفي مرموق من خلال شهادته واستفاد من عمله ووسع الله له رزقه بدون مد اليد للمال العام فإنني اراه اليوم في وضعية متعبة ومراقب من قبل الجميع وتجد اقرب الناس له وخاصة ان كان جيران له يتكلم عن حياته الخاصة وفي كلامه يدس السم في العسل فتجده من باب المدح الكاذب مثلا يقول فلان جاري كان لا يملك وجبة عشاء لعائلته ولكنه شجاع وذكي اليوم حتى ابنه يملك سيارة خاصة… ومن هذه الخزعبلات التي يقوم بها الاخ بانتقاد اخيه والجار بتشويه سمعة جاره.. وقد وصل اليوم الامر الى توجيه تهم باطلة تخص شؤون هؤلاء مع الدولة…. من هنا نتمنى للجميع ترك مالا يعنيهم وان تكون المصداقية في حديثنا وان نبتعد عن الانانية والحسد والكذب والمجاملات الفارغة حتى نستطيع بناء مجتمع نظيف خالي من الشوائب الاجتماعية….
وفقنا الله واياكم لعمل الخير ومحبة الناس..