23 ديسمبر، 2024 9:01 ص

الطامعين والمطايا

الطامعين والمطايا

الطامعين والمطايا لعل كونداليزا رايز الآن فرحة لو كانت تعيش نشوة تأليفها كتاب عن الفوضى الخلاقة في العراق فيما لو كتب لها عمرا جديدا، ولله الحمد إنها ماتت ، لكن خططها تنفذ الآن حرفيا . تنفيذ الخطط قد لا يحتاج الى شجعان ، بل جل ما يمكن تقديمه لتكون الخطط منجزة في بعض الاحيان مجموعة من المطايا يفتح لها المجال لتتقدم في ميادين الحروب الملغمة سعيا لتقديمها غرضا كتدمير اهداف وتدميرها بعد تحقيق الهدف هو التكتيك الذي يمثل جزءا من الخطة. اغلب ممن برزوا كقادة وسياسيين فشلوا ليس في ايجاد حلول لمشاكل العراق فحسب ، بل انهم اثبتوا فشلهم بتقديم انفسهم كسياسيين وكقادة حقيقيين. لكن الملفت للنظر ان نجاحهم كان رائعا في تنفيذ خطط كونداليزا رايز التي منحتهم شرف القيادة واوهمتهم انهم اصبحوا ملوكا بلا تيجان وتخيلوا انهم قادرين على تغيير ما يؤمرون به ، ووفقا لمعايير الحسابات السياسية فهم أقل اعتبارا من الخونة واكبر بقليل من المطايا المجندة التي تسير نحو الالغام دون الشعور بمخاطر خطواتها كلما تقدمت الى الامام خطوة بعد أخرى ..تشتعل مواقع الحوارات الفارغة واالافكارالهوجاء بترهات المطايا التي باتت معروفة للشارع العراقي بانها مجرد إملاءات للمحتل الامريكي. باختيار الفاشلين والفاسدين تم تدمير شخصية الانسان العراقي وهدر كرامته ودمرت البيئة العراقية واقتصاد العراق الشريان الحيوي الذي يدعم نشاط كيان العراق كدولة مستقلة وفاعلة ذات سيادة وسط دول العالم ويحسب لها الف حساب. كان المجرم صدام يعين الفاشل في انهاء دراسته الجامعية وزيرا ويمتح الفاشل في انهاء دراسته الثانوية منصب مديرا عاما بجرة قلم ، والاحزاب الفاشلة جاءت ايضا بما يسمى بالدمج لتعوض به اتباعها عن ما حرموا منه طيلة عقود من الزمن بسبب سياسات النظام المقبور، وخربت بذلك اهم الوزارات السيادية . وجاءت بالمهندسين والبيطريين ليكونوا سفراء وسمتهم كفاءات ودمرت بهم وزارة الخارجية وسمعة العراق . وبعد اكثر من سبعين عاما على اكتشاف النفط في العراق ولغاية يومنا هذا يحرق الغاز المصاحب للنفط الخام المستخرج ويستورد العراق ما يحتاجه من غاز بمنيّة من دول الجوار. وكان العراق البلد الاول في انتاج التمور والقمح والحنطة والرز والشعير واليوم اسواقه مليئة بالتمور السعودية والايرانية والاماراتية وهذه الدول لم تكن تٌذكر في احصائيات الدول المصدرة للتمور. اقول مخاطبا رئيس مجلس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي اترجاك ان تعمل مع من تجد فيه الاخلاص لهذا البلد على انقاذ ما يمكن انقاذه ولاتقل ان فترة مهام استلامك لزمام الامور قصيرة وانتقالية فتكون كمن سبقك لا يعني لهم العراق سوى خزينة مشاعة للنهب وليذهب الشعب الى الجحيم واذا انتهت فترة حكمهم هرولوا باتجاه بلد اللجوء. إنك ابن العراق فأعمل على تسريح كل من دمج بلا تحصيل دراسي واعمل على تصفية الجيش من مرتزقة الاحزاب وممن ليسوا بأكفاء وانقل جميع السفراء الذين جاءت بهم الاحزاب خارج وزارة الخارجية الى وزارات يعملون بها في اختصاصاتهم التي يحتاج اليها البلد في ميادين البناء والزراعة والصناعة ، وابدلهم بعناصر كفؤة ومهنية ذوي اختصاص من صلب ما تحتاجه الخارجية في مهامها. واحل على التقاعد من يقف بطريقك لتنظيف العراق من البطالة المقنعة والترهل والفساد والتخلف وابدأ بالشروع ببناء العراق من جديد متخذا من الاهتمام بالزراعة اول هدف للاستقلال الاقتصادي الذي يعتبر البوابة للاستقلال السياسي فهذه مخرجات ازمة كرونه قد اثبتت مرة اخرى ان الشعب الذي يأكل من وراء حدوده يبقى متأزما وضعه ومرتبطا بغيره من الشعوب مستغلا لحد الاهانة والخضوع. عليك ان تغير النظام الاداري الفاشل البائد والذي اكل الدهر عليه وشرب وان تطور شبكة الكهرباء والانترنيت وتستحدث التقنيات الحديثة لتكون بديلا عن الكم الهائل من الموظفين الفائضين عن حاجة دوائرهم وتنقلهم لدوائر ووزارات اخرى واعطي الاوامر بإيقاف الصرف الزائد بدواعي الضيافة ومخصصات الدعاية والتي تمنح بلا وجه حق لتشكل عبأً واستنزافا لموار البلد وبابا من ابواب الفساد. واشرع بتأسيس مزارع حكومية يقوم على ادارتها مهندسين زراعيين ويمكن ان يعمل بها شريحة واسعة من العاطلين عن العمل واشترط على العاملين بها ان تكون اجورهم وارباحهم من ارباح منتجات تلك المزارع بعد تسويقها ليكون لهم حافز في العمل يدفعهم للإنجاز وعدم الكسل واللامبالاة ولك ان تدفع للعمل بها جيشا كبيرا من مرتكبي الجنح والجرائم الصغرى لتكون جزاءا لما اقترفت ايديهم ويشعروا ان عملهم فيه خدمة للمجتمع الذي ينتمون اليه ويعوضوا عن ما اساءؤا.