بعد اكثر من عشر سنينٍ من الحديث المتخم والمضغوط , والمكثف والمكرر عن ضرورة البحث عن كيفية ايجاد او ابتكار ” مصالحة عراقية ! ” , والتي بموجبها تشكّلت دوائر ومؤسسات وتعيين نوّاب لبعض الرئاسات لشؤون المصالحة , والتي على اثرها تمّ صرف ميزانياتٍ وتخصيصاتٍ , وجرى عقد مؤتمراتٍ وإقامة حفلاتٍ ولقاءات بغية التوصّل او الوصول لهذه المصالحة المفترضة من الجانب الحكومي او من احزاب السلطة المتسلطة بأسم الأسلام السياسي , فمن المفارقات الفارقة أنّ مثل تلك المصالحة بالنسبةِ الى الصعيد الشعبي او الجماهيري فهي اقرب الى التعبير الكردي – الرسمي عن إيجاد او وجود ” مناطق متنازع عليها ” ! وهي التي لم تشهد ايّ تنازعٍ او نزاعٍ قبل الأحتلال , والتي ايضا جرى تتويجها ” سلباً ” بأنتزاع تلكنّ المناطق المتنازع عليها , ومن الطرف الشاذ والخارج عن المعادلة الوطنية .!
ثُمَّ , وبسببِ ساسةٍ اكراد , وساسةٍ مفترضين بأنهم عربٌ في الإنتماء ” وليس بجوازات السفر ولا الهوى .! ” فقد بلغت المسخرة السياسية ومضاعفاتها المتورّمة , أنْ بعض قادة التحالف الدولي ” الذي شاركوا في قصف الموصل بكثافة ! ” قد صاروا يعلنون ويصرّحون بدعوة العراقيين الى المصالحة .! ممّا جعل العراقيين ليتلفّتوا ويستديروا الى ذات اليمين وذات الشمال , متسائلين مع انفسهم : عمّن يتصالحوا , ومع مَنْ .! ؟ , وممّا ايضاً جعلَ الكثيرين ليستفسروا وينقّبوا عن ايّ اجوبةٍ افتراضية حول الأحزاب الشيعية الحاكمة لم تستطع توحيد انفسها بحزبٍ او تنظيمٍ واحد يمثّل امتدادات آل البيت .! , فكيف لها أنْ توحّد الوطن الواحد والمتوحد , بعد المحاولات العابثة والجارحة لتمزيقه بسكاكين السياسة او النخّاسه .