5 نوفمبر، 2024 4:49 م
Search
Close this search box.

الطاغية والعمق الطائفي ومظلومية الطرف الأخر!

الطاغية والعمق الطائفي ومظلومية الطرف الأخر!

روي أن أسداً خرج مع ذئب وثعلب ليتصيدوا، فأصطادوا حماراً وحشياً، وغزالاً، وأرنباً، فقال الأسد للذئب: إقسم، فقال: الحمار الوحشي للملك، والغزال لي، والأرنب للثعلب، قال: فرفع الأسد يده، وضرب الذئب ضربة، فإذا هو منجدل بين يديه، ثم قال للثعلب: إقسم هذه بيننا، فقال: الحمار يتغدى به الملك، والغزال يتعشى به، والأرنب بين ذلك، فقال الأسد: ويحك ما أقضاك! مَنْ الذي علمك هذا القضاء؟ فقال: القضاء الذي نزل برأس الذئب!
لوحة من الكلمات، رسمت نوع الصراع، لأسد، وذئب، وثعلب، وهناك مقاربة بين هذه الأقصوصة، والوضع العراقي، حيث تتصارع فيه المعادلة الجديدة، التي فرضها التدخل الروسي، في المنطقة لمحاربة داعش، فالعراق أسد شامخ عملاق، تسانده المرجعية الرشيدة، ويقاتل رجالها الأشداء دفاعاً عن الأرض والعرض، فالقائد المرجع لا يريد جاهاً او وجاهة، وكل أمله أن يجد في العراق، موضعاً يدفن فيه، وحقيقة صمام الأمان هذا، أنه يسكن في قلوب العراقيين أبداً ما حيوا!
حاول الطاغية المقبور، طيلة أربعة عقود، من مخططاته العفلقية الخبيثة، نشر ثقافة (الأسد الضرورة) الرابض على الحدود، فهو رجل المهمات الصعبة، على أن أسود الأهوار بقيادتهم الثورية الحكيمة، أستطاعوا أن يجعلوا منه مجرد ثعلب ماكر، إنطلت حيله على السذج، من أصحاب العمق الطائفي، الذي غرسه البعث الإجرامي في نفوسهم، فجعل أهل الجنوب عدوه الأول، هو وعشيرته ومن على شاكلتها، أما الذئب الأمريكي، فكان دوره ذا وقع خاص وخطير على العراق!
أراد الذئب الأمريكي الإستفادة من تلميذه المجنون، لإشعال المنطقة الإقليمية، بصراع طويل الأمد، مع الجارة الجمهورية الإسلامية في إيران، لكنها ما لبثت أن أجرت عليهم قضاءً عادلاً كبيراًن وخرجت منتصرة، فأشغلوا دميتهم الصدامية اللعينة، بإحتلال الدولة العربية الشقيقة الكويت، في حرب لا طائل منها، سوى إستنزاف ثروات الشعب، وتدمير بنيته التحتية، بحصار دولي شرس، ضرب العراق والعراقيين، المحاصرين بأحكام البند السابع، فيا لقضاء الذئب الداهية، والقضاء الذي نزل بثعلبهم الجبان!  
  آما وقد عاد الأمر للأسود الأحرار، فقد وُضِع العراق بعد سقوط الدكتاتور، على أعتاب حقبة جديدة، من حيث مستوى نضوج العملية السياسية، والمضي قدما الى الأمام، لإستعادة مكانة العراق المؤثرة، في الساحة العربية، والإقليمية، والدولية، ولا نريد لقصة الأسد، والثعلب، والذئب، أن تعيد نفسها، فيستهلك البلد ذاته، بسواد وعنف يمزق عراقة شعبنا، ولن نسمح للآخرين بأن يتسيدوا علينا، ويسرقوا خيراتنا، سواء أكان السارق دباً روسياً، أو تمساحاً أمريكياً، أو بغلاً سعودياً!
الجزء الذي لا يدركه العالم عن أسود العراق، هو أنهم يدركون حجم المظلومية، التي وقعت عليهم أبان النظام البائد، لكنهم ما برحوا يدافعون عن الوطن، فلبى المجاهدون النداء الرباني بفتوى الجهاد، فأبن الجنوب لم يتوانَ عن الرحيل لعالم الخلود، لأجل المدن المغتصبة، ولم ولن يرجل إلا بعد إتمام مهمته لتحرير الأرض، دون النظر الى مَنْ يسكنها، وكل هذه اللوحة المعطاء، ولدت على يد أسد المرجعية، السيد علي السيستاني وحشده المقدس!

أحدث المقالات

أحدث المقالات