23 ديسمبر، 2024 10:05 ص

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) النساء 59
جاء في تفسير الأمثل للعلامة الفقيه الشيخ ناصر مكارم الشيرازي تفسيرا حول قضية مهمة وهي من هم أولي الأمر وقد أعطى سبعة أراء تجاوزنا ستة منها حفاظا على إختصار الموضوع وجعلنا الرأي السابع أساسا لموضوعنا هذا حيث يقول المفسر ( ذهب كل مفسري الشيعة بالاتفاق إلى المراد من أولي الأمر هم الائمة المعصومون عليهم السلام الذين أنيطت إليهم قيادة الأمة الإسلامية المادية والمعنوية في جميع حقول الحياة من جانب الله سبحانه والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ولا تشمل غيرهم اللهم إلا الذي يتقلد منصبا من قبلهم ويتولى أمرا في إدارة المجتمع الإسلامي من جانبهم فأنه يجب طاعته أيضا إذا توفرت فيه شروط معينة ولا تجب طاعته لكونه من أولي الأمر بل لكونه نائبا لأولي الأمر ووكيلا من قبلهم ) .
نفهم مما سبق أن الحاكمية لله جل شأنه ولرسوله وللأئمة المعصومين عليهم السلام من بعده ، وهذه الحاكمية مستمرة ما أستمرت الحياة وحتى في غيبة الإمام وتوقف اللقاء المباشر مع القواعد الشعبية ظهرت لنا صفة جديدة وهي النيابة بقول الامام عليه السلام : (فأمّا مَن كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً  لهواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلّدوه) وقوله عليه السلام : (وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنّهم حجّتي عليكم، وأَنا حجّة اللّه عليهم) .
وهنا نصل إلى دور مهم في حياة الأمة وهي طاعة نائب الإمام والذي هو المرجع الجامع للشرائط المفروض الطاعة لأنه حجة المعصوم على الناس فإن فعلوا ذلك وأمتثلوا للأمر كان في ذلك خلاصهم وإن خالفوا دخلوا في تيه لا يخرجون منه ما داموا على ضلالهم كما جاء في حديث الامام الصادق عليه السلام : ( ما ولت أمة أمرها رجلاً قط وفيهم من هو الأعلم منه إلا لم يزل أمرهم سفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا) ، وهذا ما نراه جليا واضحا في أيامنا حيث يتبجح البعض ممن ارتضى لنفسه الوثوب على حق غيره الذي كان باختيار صاحب العصر والزمان ويجعل من نفسه نائبا للإمام وهو لا يملك أي قدرة على صيانة النفس ومخالفة الهوى وطاعة الامام والورع والعفاف وعادة ما يحيط هؤلاء انفسهم باتباع همج رعاع يدغدغون مشاعرهم بما يحبون حتى وإن كان في ذلك مخالفة لأوامر صاحب الأمر عليه السلام .
وكما إنقلب الناس يوم السقيفة على صاحب الحق وحيدوه عن حقه خمسة وعشرين سنة ، وكما أستضعف الحسين عليه السلام يوم الطف بأن تكالبت عليه عشرات الالوف تقاتله مغمضة العينين بعد ان ملئ بطونهم الحرام ، تسير اليوم الكثرة الكاثرة  وفق ما خططت الماسونية لضرب الجماعة الصالحة وجعلها جماعات متناحرة ، الجماعة التي جاهد لأجل رفع شأنها ال البيت عليهم السلام وعلماء اعلام دفعوا حياتهم رخيصة  محاولين جعل هذه الجماعة بمستوى الصفوة بين الأمم .
الآية الشريفة واضحة الخطاب ، دقيقة المعنى ، لا تسمح بأي إنفلات أو أجتهاد أو فرض الرأي بصورة اعتباطية إستنادا على هوى نفس أمارة بالسوء ، خاطئة ، متمردة على أمر مولاها ، لا تتخذوا أي قرار مصيري يهم الأمة إلا بموافقة  نائب الامام واخذ الاذن منه .
والان نصل الى ختام موضوعنا ، من نطيع ؟
الامام عجل الله فرجه موجود ونائبه موجود وهو درة تاج المرجعية الامام السيستاني والامر امره يأمر فننفذ وهنا السؤال الحاسم ، من هو المطيع لله ورسوله والائمة عليهم السلام ونوابهم مد الله ظلالهم الوارفة ، لنتابع كل الشخصيات التي لها وجودا في عملية بناء العراق ونعرض اعمالها على العقل والمنطق ثم نعكس ما قاله النواب بحق هذه الشخصية ونحسب مدى التصاقها بهم ، نجد أن من واجبنا إتباعها ودعمها والسير بركابها لأجل اكمال مشروع انقاذ العراق وبناء الدولة العصرية العادلة ، الدولة الممهدة لمن سيملأ الأرض قسطا وعدلا .