17 نوفمبر، 2024 6:26 م
Search
Close this search box.

الطاريء .. في قمم مكة

الطاريء .. في قمم مكة

إنتهت ثلاثة قمم أقيمت في المملكة العربية السعودية، في ثلاث ليالٍ متتالية، بإعتبارها قمما طارئة للجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الإسلامي.
كالعادة أنتهت كما بدأت، وبما عرف عن مثل هكذا قمم.. كلمات إنشائية وبيان ختامي معد مسبقاُ، سوى بعض الكلمات التي خرجت عن سياق المجاملات.. فاغلبها لم تناقش جزء من مشكلات وأسباب تشكيل هذه المنظمات.
أفتتح الملك سلمان بن عبدالعزيز القمة العربية بكلمة لا تختلف كثيراُ عن القمم السابقة، وهكذا بعض الرؤوساء الذين أتيح لهم المجالات لكلمتين، ومع نهاية كل كلمة تضج القاعة بالتصفيق حتى من نيامهم أثناء الكلمات..
كلمة الرئيس العراقي برهم صالح كانت الأكثر وضوحاً في ملامسة المشكلات الدولية والإقليمية، فيما كانت كلمتي الرئيس المصري وأمير الكويت أشارتا لقضايا مهمة في حين تطرق الرئيس الباكستاني للحديث عن إعتداء الغرب على المسلمين ونبيهم، بينما يغزوا التخلف وتصرف أموال المسلمين على شراء السلاح.
حديث الرئيس السيسي أشارة بصورة غير مباشرة لوجود تهديدات للمنطقة منها الإرهاب وطالب بإعادة تعريف للمفهوم وحاجة لوحدة القرار، بينما أشار أمير الكويت الى أرقام مخيفة عن الفقر والهجرة وتراجع التعليم عند للعرب والمسلمين.
كُرست معظم الكلمات عن الخطر الإيراني، والضربات الجوية التي تعرضت لها المملكة، وكأنها تعيد صدى كلمة الإفتتاح وكان المفترض مناقشة القضية الفلسطينية والإنتهاكات الإسرائيلية، ولكن حتى الرئيس الفسطيني لم يفسح له المجال لإلقاء كلمته؟!
الرئيس العراقي خالف سياق المجاملات ومفهوم ” أنصر أخاك” وتحدث عن التصعيد مع إيران وإعتبرها دولة مسلمة ترتبط مع العرب بحدود طويلة، ويمكن حل المشكلات معها بالحوار، ولا بأس أن يلعب العراق دور الوسيط، بصفة محايدة ولإدراكه خطر نشوب الصراع في المنطقة وإنعكاس ذلك على أمنه.
يبدو أن السعودية لم تستثمرها كقمة مختصة بموضوع معين، فيكون بذلك دورها رياديا، سيما وأن الدول المشاركة مهتمة بالقضية الفلسطينية، وتهديدات ترامب بتوسيع الاستيطان وصفقة القرن والتمادي الإسرائيلي، بل سوقتها كأنها دعم من الدول المشاركة للسعودية في خلافاتها مع ايران، وكأن أغلبهم يشير الى الخطر الإيراني أكثر من أسرائيل، وكما هو واضح من معظم كلمات الرؤوساء!
واقع الحال في قمة المؤتمر الإسلامي، أعطى حقيقة منظمة تأسست قبل 50 عام لأجل القضية الفلسطينية، ولكن الإجتماع أنتهى بتعطل أجهزة الصوت في قاعة الإجتماع لمدة 20 دقيقة، ولم يكمل الرؤوساء كلماتهم، وخرج المؤتمرون واحد تلو الآخر لحين إخلاء القاعة وإنقطاع الإرسال التلفيزيوني!!
عاد الأمين العام للمؤتمر الإسلامي ليطلع الصحفيين على البيان الختامي، وسمح لثلاثة أسئلة فقط، أجاب عليها وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، وإستمرت البرامج التلفزيونية تتحدث عن الإنتهاكات الإيرانية والحوثيين، والمجلس العسكري السوداني والحرب في ليبيا، ويتكرر على شريطها الإخباري تهديدات ترامب ووزير خارجيته!
غيب ما ذكر من نقاط مهمة، هي جوهر المشكلات العربية والإسلامية والخليجية، بل لم يذكر ما قاله الرئيس العراقي من حلول حوار، ولا من مشكلات الإسلام مع الغرب، أو تراجع التعليم وزيادة الفقر والهجرة، والإرهاب الذي يتهم به العرب والمسلمين، ونسي زعماء العرب الحديث عن قضايا عميقة، لا طاريء فيها سوى إستبدال العدو الإسرائيلي بآخر.

أحدث المقالات