23 ديسمبر، 2024 3:15 ص

الطارمية وأزمة الاقلام الطائفية المأجورة !

الطارمية وأزمة الاقلام الطائفية المأجورة !

ماحدث في الطارمية ،خاصرة بغداد الشمالية ، مؤخراً وسقوط شهداء وجرحى من الحشد الشعبي، رافقه للاسف الشديد ضخاً اعلامياً من بعض الاقلام المأجورة ، لالباس التصدي الشجاع لقواتنا الامنية لباساً طائفياً مقيتاً، مع دعوات أكثر مقتاً ومحكومة باجندات سياسية باتت معروفة لتحويل الطارمية الى جرف صخر ثانية ، كي ينفتح جرحاً جديداً ومؤلما في الجسد العراقي المثخن بالجراح اصلاً !
وعلينا هنا ان نربط بين توقيت الهجوم الداعشي الارهابي وذكرى عاشوراء باستشهاد الحسين عليه السلام ، كي يتلائم هذا مع ذاك في تصعيد واضح وملموس لسياق طائفي عسكري وإعلامي لاعادة الاوضاع الى نقطة الصفر !
وفي سابقة اخرى للاهداف نفسها باختلاف تفاصيلها ، كتبت في االعشرين من ايلول 2020 مقالا بعنوان ” الطارمية والرميثة ..لاعودة لنقطة الصفر”..جاء فيه ” ماجرى في قضاء الطارمية شمالي بغداد وقضاء الرميثة بمحافظة المثنى ، لايختلف من حيث الجوهر ، ففي الطارمية عمل ارهابي مدان بكل المقاييس ادى الى استشهاد قائد عسكري وطني وشجاع ومحبوب من الاهالي هو علي غيدان ، لبست الطارمية كلها السواد على فقدانه برصاص الارهاب والغدر.
وفي الرميثة ، مجموعة من الصبية المغسولي الدماغ والفكر منعوا قافلة مساعدات ارسلها الامين العام للمشروع العربي الشيخ خميس الخنجر لاهالي الرميثة الاعزاء تلبية لنداء نساء القضاء في احدى الفضائيات ، وارسلها الرجل تحت يافظة ” ابشرن خواتي”.
نتائج الفعل الاجرامي في الطارمية ان تصاعدت اصوات العودة الى نقطة الصفر بتحويل القضاء الى منطقة منزوعة السكان رافقها تخوف حقيقي من القيام بعمليات انتقامية ذات طابع طائفي مقيت ، والتي قال عنها الخنجر في تغريدة له “استهداف الجيش عمل ارهابي مرفوض واستهداف المدنيين طائفي مرفوض”.
استشهاد القائد على غيدان برصاص الارهاب كشف عن غيض الارهاب وداعميه من مظلة السلم الاهلي في القضاء التي ارساها الشهيد غيدان بالتعاون مع الاهالي ، لانه ادرك ، ان لاسلم ولاسلام دون تعاون الاهالي ، فوجد امامه المضائف مفتوحة والابواب على مصاريعا مفتوحة لينشر الجميع معاً مظلة السلام التي عاشها تحت امانها القضاء واهله.
وعملياً تبرز محاولات يائسة وفاشلة الآن لعودة الخيار الطائفي في البلاد وهو ليس خيارا شعبياً ، بل هو خيار الصراصر التي لاتعرف العيش الا في النفايات وهو مكانها الحقيقي !
الطارمية لن تعود الى نقطة الصفر رغم كل الضخ الاعلامي الهائل لدفع الأمور الى هذه النقطة ، فالدفاعات الشعبية الوطنية اقوى وارسخ وامتن مما تتصور تلك الصراصر بصريرها المخدش للسمع الانساني النقي.
دفاعات رسختها زيارة السيد الكاظمي بعد الحادثة الارهابية الاولى حين قال لأهالي الطارمية ” انتم العراق والعراق انتم ” في رسالة واضحة وقوية للشلل الطائفية العالقة بالجسد العراقي من الارهابيين والاقلام المأجورة والسياسيين الذين يعتاشون على بقايا النفايات الطائفية لتكريس وتثبيت وجودهم ، باستغلال بعض مخرجات الوعي الشعبي الذي يتأثر عاطفياً بالخطابات الطائفية سياسياً واعلامياً !
قتلوا القائد الشجاع على غيدان لان مفتاح الحال كان يسلمه بايادي الجميع وهو ادركه ، ان لاسلم ولاسلام دون تعاون الاهالي ، فوجد امامه المضائف مفتوحة والابواب على مصاريعا مفتوحة لينشر الجميع معاً مظلة السلام التي عاش تحت امانها القضاء واهله.
وهو مشروع ينبغي ان يتجسد عمليا بتحميل اهالي القضاء مهمة حماية مدينتهم التي يعرفون خفاياها والبحث تحت الارض عن الخلايا الارهابية النائمة والقضاء عليها في مهدها وبدعم من قواتنا الامنية بشكل صريح وواضح قبل ان تنفذ اهدافها الشريرة .
لايمكن الاستمرار ببقاء قضاء الطارمية واهله متوجسين من أي انفلات ارهابي ، ولايمكن بقاء خاصرة بغداد الشمالية مجالاً للنفث الاعلامي والفكري الطائفي ..الحلول العقلانية والعملية موجودة لاتحتاج الا الى عقول ديناميكية ومتفتحة ومؤمنة باهدافها لانقاذ البلاد من هذا المأزق المحتمل فنسعى بذلك لمداواة الكثير من الجروح بدل معالجة جرحاً واحداً تحت اليد !