28 سبتمبر، 2024 1:44 ص
Search
Close this search box.

الطائفيــــــــــــــــــة الممَأسـَســـــــة

الطائفيــــــــــــــــــة الممَأسـَســـــــة

لا يوجد مرض اجتماعي أقذر واخطر من سرطان الطائفية ولا يوجد بلد قتلته الطائفية وستجهز على بقيته مثل( العراق الجديد الديمقراطي التعددي الفيدرالي…الخ).
لماذا؟! لأن العراق الجديد تأ سس أصلاً على الطائفية ودخلته الطائفية لتغطي مساحات شاسعة في العملية السياسية وفي المؤسسات السياسية وغيرها، وبذلك أصبح للطائفية مؤسسات ترعاها وتزرع البقع الفارغة وتسقيها بكل عناية وفق مخطط بارع ودقيق، وظلت المعضلة التي تواجه كل من يبحث عن حل للطائفية وإفرازاتها وسمومها أن المخططين والجناة مجهولون فالطائفي لا يحمل هوية تقول انه طائفي، والمؤسسات الطائفية لا تعلق لافتات على أبنيتها تقول بأنها طائفية ولا توضح ذلك في دساتيرها ومناهجها وسياقاتها فحزب الدعوة لا يقول بأنه طائفي شيعي بل يقول حزب الدعوة الإسلامية، والحزب الإسلامي لا يقول بأنه طائفي سني بل يقول الحزب الإسلامي، وهذا ما ينطبق على قائمة الائتلاف الشيعية، وقائمة التوافق السنية، وجيش المهدي الشيعي وفيلق عمر السني، وهذا ينسحب أيضاً على رموزنا الدينية فهذا شيعي وذاك سني معظم هؤلاء ينعتون الطائفية بأبشع النعوت، وينتقدونها بحماس شديد، ويمارسونها بحماس اشد منه، كلهم يقولون أنهم ليسوا بطائفيين.. إذاً من الطائفي؟ اهو المواطن المسكين؟ الذي يبحث عن لقمة عيش، ويريد بلداً آمناً، ولا يعرف شيئاً عن المخططات المشبوهة، والمؤسسات المشبوهة التي يضطر للانتماء إليها ، بموجب نظرية (التحدي والاستجابة)…هذا المواطن الذي لم يلمس التوحد في سلوك النخب السياسية، ولا في الفضائيات الطائفية، ولا في الصحف الطائفية… كل شيءٍ طائفي فلماذا لا  يكون هو كذلك؟
الطائفية او أي نشاط اجتماعي او سياسي يبقى فكرة فقط ، وهذه الفكرة تبقى فكرة ولا تنتقل اوترتقي الى مستوى التأثير الفاعل الا اذا تمأسست ووجدت مؤسسات تدين بالطائفية وترعاها وتكسبها الثبات والمطاولة تجاه اية تحديات تجابهها من أي مشروع وطني ..بل لا تكتفي بالدفاع عنها بل تهاجم تلك المشاريع الوطنية الهادفة لاشاعة الادراك الوطني وثقافة المواطنة
ولتقريب الفكرة نقول ان القاريء الكريم قد سمع كثيرا عن الامن القومي العربي ومنذ زمن بعيد الا ان هذا الامن كما نعلم لم تتحقق شعرة منه بل ظل كما كان عبارة عن مجموعة امون قطرية لا يجري بينها حتى تنسيق بل ان الامر وصل الى ان الاقطار العربية باتت لا تحقق امنها الا على حساب امن قطر آخر ووصل الامر الى احتلال قطر للقطر الاخر ومحاولة قطر تدمير قطر آخر واللعبة مستمرة..لماذا ؟؟
احد اهم الاسباب هو ان الامن القومي غير ممأ سس ولا توجد مؤسسة تشرف على صناعته ومن ثم المحافظة عليه وتعزيزه فبقى مجرد فكرة تعيش في ضمير الانسان العربي ..وضلت المؤسسات التي كانت يفترض بها رعايته اما هزيلة كجامعة الدول العربية واما هي غير موحدة كالاحزاب القومية التي اكلها الجمود وعدم القبول بالآخر
وقد يسأل سائل او يشكك مشكك بهذ المثل الذي ضربناه فيقول لماذا المؤسسات القومية هزيلة وغير موحدة ولماذا المؤسسات الطائفية قوية وموحدة ؟؟ فنجيب بأن الزعامات القومية ستخسر على الصعيد الشخصي (رئيس الدولة او الامين العام) اما المؤسسات الطائفية فيكون همها ان لا تتقارب الطائفتان لانهم سيخسرون كل شيء ان توحد المجتمع فمن سينتخب س او ص ان لم تكن هناك طائفية وأن كان الناخب غير طائفي وغير متخم بالتحريض الطائفي حتى العمى بحيث يدمر نفسه بانتخاب الطائفي من طائفته رغم انه لمس لمس البد ان هذا الانسان لم يقدم له شيئا الا الدمار..وليراجع كل منا ذاته بهدوء ليرى دقة هذا الطرح.
مؤسسات ورموز طائفية، آن الأوان لها أن تتوقف قبل أن يحترق الأخضر واليابس… وقبل أن نخرج عن ديننا جميعاً،فنحن لا نريد إسلامها إذا كانت مفاهيمه هكذا، وإذا كان يحدد الانتماءات، وإذا كان ينتج القتل والميليشيات وينتج العهر السياسي ويجعل منا حصصا لايران وتركيا وغيرها الكثير.. لتغادر الاديان  ورموزها ومؤسساتها واحزابها  مستنقع السياسة، وتعود لممارسة دورها الرباني الخطير في بناء القيم (الحقيقية) وليس قيم الطائفية القذرة  ولتنسحب المؤسسات السياسية الطائفية والأحزاب الدينية إلى الجوامع والحسينيات والكنائس والمعابد ، قبل أن ينتهي العراق.مع العرض ان من يحلم بانسحابها طواعية وقناعة فهو واهم والحل يكمن في بناء المشروع الوطني البديل الذي سيجذب الاصوات الى صناديقه ويحرمهم منها تدريجيا رغم المال الدينسياسي والتزوير والترغيب والترهيب.
 
 

أحدث المقالات