22 ديسمبر، 2024 11:58 م

ربما يحب الشرقي دور المظلوم. .وربما يستمتع بالمظلومية. .وربما يحب أن يرمي ثقل اخطاءه على الآخرين .وربما تكون كل هذه حقائق ادركتها خلال نصف قرن من مسيرة حياة… طبل العراقيون للطائفية وهللوا لها وتكاثروا وتنابزوا ثم عادوا ليتهموا السياسيين وحدهم بذلك..
نشات في بيئة مدنية…الدين فيها قيم وعبادات..لا شيء اكثر من ذلك .. لا حديث يخص الدين سوى ما نسمعه من اجهزة الاذاعة والتلفزيون……
كنت انتظر مولودي الاول عندما كنا في زيارة لاحد الاقارب…سالوا عن الاسم الذي نحب ان ننادى به اجبنا اننا اخترنا اسم معاذ لمولودنا المنتظر….اعترض احد الابناء اننا لا نتسمى باسم علي!!فوعدنا ان يكون ابننا الثاني علي…فكان!!
في خط الطلبة المتوجه من بعقوبة إلى بغداد إبان دراستي للدكتوراه كنت ومعاذ وعلي برفقة طلبة علوم وهندسة وقانون…كان معاذ وعلي لم يبلغا سن الدراسة…سالهم أحد الطلبة عن أسماءهم . فاكرم علي وطرد معاذ ..تأثر الصغير فهو لا يعرف دلالات الاسماء!!
وانا اتمشى بين بيتي ومكان عملي في كلية التربية تناهي الى سمعي صوت طلبة ينادون زميلهم..اسكت ابو ذيل !! ثم دون حياء وصموا الطائفة التي انتمى لها بابو ذيل!!! كان ذلك ابان حكم النظام السابق وكان الكلام في هكذا امور محظورا…اعترضت على كلامهم فاجابوا بان صاحب الشأن لم يعترض!!
بعد الاحتلال ..لم تتردد طبيبة الاسنان وهي صديقة لنا ان تقول…شكو عليكم مدومنين عالصوبين!! في اشارة لاسماء ولدي معاذ وعلي!!
هكذا كانت الطائفية الحاضرة في نفوس العراقيين ربما دون قصد منهم سببا لمأساة شعب!
انبذوا الطائفية من تفكيركم…تنهار الطائفية السياسية وتستعيدوا وطنكم!!