7 أبريل، 2024 2:42 ص
Search
Close this search box.

الطائفية.. منذ صدر الاسلام حتى اليوم

Facebook
Twitter
LinkedIn

(الاصدقاء الاعزاء.. القارئ الكريم.. ارجو ان لا تدافع عن أية فترة.. وأي قائد.. وأي خليفة.. وأي حاكم.. ولا تبرر أية حالة.. ولا تتمسك برأي ضد رأي.. فانت لم تكن أحد الذي أججوا الطائفية.. بل أنت وأنا ممن اكتوتهم الطائفية.. وقد ادخلتهم في نفق مظلم.. بل أقرأ الدراسة هذه بعقل مفتوح.. وفكر كيف تساهم في تخليص أجيالنا.. من هذا الغول الفاسق؟).

مدخل:

ـ أول تعامل طائفي مقيت.. كان في معاملة محمد ﷺ .. وأهله ومسلميه الأوائل.. ذلك التعامل الذي وصل الى حد قتل محمد.. ثم طرد المسلمين خارج مكة.. في حصار شامل.. ثلاث سنوات.

ـ وهكذا اجتمعت وجوه قريش في دار الندوة وكتبوا وثيقة جاء فيها على الالتزام بالأمور الأتية:

ـ لا يزوجوا أحدا من نسائهم لبني هاشم.. ولا يتزوجوا منهم.

ـ لا يشتروا منهم شيئاً.. ولا يبيعونهم شيئا.. مهما كان نوعه.

ـ لا يجتمعوا معهم على أمر من الأمور.

ـ أن يكونوا يدا واحدة ضد محمد وأتباعه.

ـ رميهم في الصحراء.. ومنذ ذلك الحصار.. بدأت الطائفية المقيته.
اختيار عليِّ بن أبي طالب للخلافة:

لم يكن عليٌّاً (عليه السلام) في البداية راغبًا في تولِّي الخلافة.

وخاطب الذين رشَّحوه قائلًا: “لا تفعلوا.. فإنِّي أكون وزيراً خيرٌ من أن أكون أميراً”.. عندئذٍ صعدً أهل الأمصار من ضغطهم فهدَّدوا أهل المدينة بقتل هؤلاء الثلاثة: (عليُّ.. وطلحة.. والزبير).. مما دفع عامة الناس بمطالبة عليٍّ بقبول البيعة وخوَّفوه الفتنة.. فوافق كارهاً خشيةً منه على الدين والمسلمين من مزيدٍ من التمزُّق.

ـ وهدف إلى وأد الفتنة وإعادة تجميع جسم الأمة المتناثر.. وترميم النظام القائم للسلطة.. وتعزيز التواصل بين القوى الاجتماعية الجديدة الأكثر اعتدالاً.. والأقل تورُّطًا في القتل التي يُمثِّلها الأشتر وأصحابه.

ـ اشترط عليٌّ على أهل المدينة أن تتمَّ بيعتهم له عن عمليَّة شورى.. يشترك فيها الصحابة من أهل الشورى وأهل بدر وعامَّة الناس.. وأن تكون علنيَّةً في المسجد.. حرصاً على جمع كافَّة المسلمين حوله.

ـ هكذا بايعه من بايع من عامَّة المسلمين وكبار الصحابة.. ومن بينهم طلحة والزبير (طلحة بن عبيد الله.. و الزبير بن العوام).. كان ذلك يوم الجمعة في “24 ذي الحجة 35هـ/ 23 حزيران / يونيو 656م”.

ـ فيما اشترط معاوية بن ابي سفيان (والي الشام) محاكمة قتلة الخليفة الثالث (عثمان بن عفان).. الذي وجد علي ان هذه المحاكمة ستشكل بداية الى تمزيق المسلمين!!

الطائفية في العهد الأموي:

ـ دشنت الدولة الاموية عهدها بعدم الاعتراف بقرار مجلس شور الاسلام بولاية علي بن أبي طالب.

 

ـ لتأخذ أسلوب الحرب.. وكان ممكناً أن تكون كالحرب التي اعلنها الخليفة أبو بكر الصديق ضد المرتدين.

ـ المهم: قتل علياً.. وتنازل الحسن لمعاوية فقط.. لكن الطائفية استمرت بتصاعد.. بعد ان اختار معاوية ابنه يزيد خلفا عنه.

فكانت مجزرة الطف.. ليس بقتل المرتدين.. بل بقتل سبط نبيهم محمد وسبي آل بيت رسول الله.

ـ وتحولت المعركة ليس بين اسلامين مختلفين.. بل الى ثارات.. من أعمال السلاطين الامويين.

ـ واستمرت المعركة بكل اشكال القتل والسجن والتعذيب لآل بيت رسول الله.. ومشاعيهم.

ـ وقضي على الدولة الاموية في الشام.. لتقوم الدولة العباسية في العراق.. معلنة انهم ابناء عمومة آل بيت الرسول.. لكن عادت واصبحت أسوأ من الدولة الأموية على آل بيت رسول الله.. بل وأسوأ من حكم (الحجاج) على العراقيين.

ـ ووصلت الدولة العباسية محاربة وسجن وقتل ابناء واحفاد ونسل علي وفاطمة الزهراء.

– ولم تتوقف الطائفية عند هذا الحد بل اخذت طابع محاربة العنصرية ومحاربة من هو غير مسلم على طريقتهم!!

ـ وقضي على الدولة العباسية.. وسقطت بغداد بيد الكافر المغول.. واقيمت دول اسلامية عبر ذلك التاريخ المظلم.. جميعها سارت بنفس الطريق.

ـ ثم قامت دولايات وتجزأ الاسلام.. قامت دولة الفاطميين لأول مرة في التاريخ الاسلامي في سورية ومصر.. متخذة من آل بيت رسول الله.. شعاراً واسلوبا في حكمهم.. مثلما قامت في ليبيا.

ـ وكانت الحروب الصليبية (‏490هـ-493هـ / 1096م–1099م).. وبرز القائد (صلاح الدين الايوبي) كقائد لمحاربة الصليبيين.

ـ إلا ان هذا القائد بدأ حربه بالفاطميين في سورية ومصر.. ولم يسقط دولتهم فحسب.. بل بتدمير كل شيء يعود لهذه خاصة كتبهم ومكتباتهم.. وبذبح كل من لا يتبرأ من آل بيت رسول الله!!.. فكانت حقا مجزرة ضد المسلمين.. لم يرتكبها حتى الصليبيون في فلسطين!!

الطائفية في العراق.. في العهد العثماني:

ـ وجاء العهد العثماني بأنظمة الحكم وقوانينها.. ومورست الطائفية بشكل واضح في الولايات العربية.. ومنها العراق.. وحرم الشيعة.. والمسيحيون.. والأكراد.. من المشاركة في الحكم.. فعاش العراق حكماً عنصرياً وطائفياً بكل مسيرته.. برغم كل المسميات.

ـ لم يعين والياً عثمانياً أو مسؤولاً شيعياً في العراق خلال ال400 سنة من حكم العثمانيين.. لينتقل العراقيون من حكم مماليك (أي من حكم عبيد العثمانيين) الى حكم ولاة عثمانيين.

ـ ثم بدأت أولى خطوات الإصلاح في العراق.. بشكل بطيء جداً منذ عهد مدحت باشا والي بغداد العام 1869.. وخلال كل التاريخ العثماني.. لم يسمح بإقامة مجالس العزاء للحسين في أيام عاشوراء.. وجرت اكبر حملات إبادة الشيعة في أوائل العهد العثماني على يد أكثر من قائد ووالي تركي.

ـ وجرت أكبر عمليات إبادة للمسيحيين والأرمن.. أو ما تعرف بالمحرقة الأرمنية.. إبادة جماعية.. وقتل جماعي.. والموت جوعاً.. وعمليات الترحيل ألقسري من قبل حكومة تركيا الفتاة.. في نيسان / أبريل / 1915 ـ الى 1917.. ويقدر عدد المقتولين حوالي مليون الى مليون ونصف أرمني.. في محاولة من الدولة العثمانية لتطهير الأناضول من أي تواجد أرمني ـ مسيحي.

ـ ولم يسجل تاريخ العراق حالة ممارسة المسيحيين على مختلف ذممهم حقوقهم القومية طيلة حياتهم في العراق.. فمنذ العهد العثماني.. وسجل هجرة المسيحيين من العراق مستمرة حتى اليوم.
العراق في ظل الولاة الأتراك العثمانيون:

ـ كان أول والي تركي عثماني في العراق بعد حكم الولاة المماليك (أي العبيد عند السلاطين العثمانيين) هو: علي رضا باشا.. الذي كان له ثلاثة معاونين يساعدوه في الحكم.. ولم يكن هؤلاء المعاونين الثلاثة يحسنون معاملة أهالي بغداد أبداً.

ـ وفي 28 أيار العام 1832 اندلعت ثورة في منطقة باب الشيخ يقودها المفتي عبد الغني آل جميل ضد معاملة هؤلاء المعاونين.. وظلم وفساد الحكم.. وانتشرت الثورة لتعمً بغداد.. غير أن الوالي علي باشا تمكن من القضاء عليها.

ـ ووفق سياسة فرق تسد التي مارسها العثمانيون في العراق.. سمحً علي باشا لأول مرة (بتاريخ الدولة العثمانية) بإقامة مجالس العزاء في عاشوراء علانية.. بعد القضاء على ثورة الجميل.. عندما حضر هذا الوالي مجلس عزاء لدى إحدى الأسر الشيعية.

ـ فقد منعً العثمانيون منذ سيطرتهم على العراق إقامة المجالس الحسينية.. لكن بعض الشيعة كانوا يقيمون مجالس العزاء في عاشوراء بشكل خفي عن أنظار السلطة.

ـ وخلال العهد العثماني: لم تفتح مستشفيات أو مدارس في المدن الشيعية.. إلا في الفترة الأخيرة من حكمهم.. وأكثرها أقامها المواطنون الشيعة الأغنياء من أموالهم.. وكانت تحت إشراف الوالي العثماني وفق القوانين العثمانية.

ـ كما لم يقم العثمانيون ببناء أي سد أو إقامة مشروع إروائي في المدن الشيعية طيلة حكمهم.

ـ وبالرغم من كل هذه المواقف للدولة العثمانية.. وقف الشيعة العراقيون الى جانب الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.. ضد القوات البريطانية.. وأصدرت المرجعية العليا فتوى بالجهاد بالوقوف الى جانب الدولة العثمانية كونها دولة إسلامية.. والقتال ضد القوات البريطانية المحتلة.

ـ وهكذا تطوع الآلاف من الشيعة وكانت معركة الشعيبة العام 1915.. مثلما وقف كل العراقيين (الشيعة والسنة) الى جانب القوات العثمانية ضد القوات البريطانية في الكوت العام 1916.. فحوصرت القوات البريطانية في الكوت.. وأخيراً استسلمت القوات البريطانية المحاصرة في الكوت للقوات العثمانية.

ـ لكن العثمانيين .. كانوا يرددون شعارهم (عرب.. خيانت).. أي العراب خانونا!!

الهجوم الوهابي.. والسكوت العثماني:

ـ كان الهجوم الوهابي الأول على كربلاء في 21 نيسان / أبريل العام 1801م (1216 هجري) .. فقد هاجمت مجموعات مسلحة من الحركة الوهابية.. وهم حوالي اثني عشر ألف جنديا.. مدينة كربلاء.. وتزامن الهجوم مع أحد أعياد الشيعية.. وهو عيد الغدير.. حيث كان أكثر أهالي كربلاء.. قد ذهبوا إلى مدينة النجف لزيارة مرقد الإمام علي.

ـ أخذ الوهابيون في قتل أهالي مدينة كربلاء.. حتى الشيوخ والنساء والأطفال.. وقد جاوز عدد القتلى 2000-5000 شخصاً.

ـ واستولى الوهابيون على مرقد الإمام الحسين.. وهدموا القبة الموضوعة.. وأخذوا في نهب النفائس.. والمجوهرات.. والسجاد الفاخر.. والمعلقات الثمينة.. والشمعدانات.. وقلع الأبواب المرّصعة بالأحجار الكريمة.

ـ استمر الهجوم مدة ثماني ساعات.. بعدها ترك الوهابيون كربلاء.. حاملين غنائمهم النفيسة.. على أكثر من أربعة آلاف جمل..

– وتوجهوا نحو النجف الاشرف لهدم ضريح الإمام علي (عليه السلام).. لكنهم لم يتمكنوا من ذلك لمناعة سوره الخارجي.. واستبسال رجاله في الدفاع عنه فرجعوا الى الدرعية.

ـ لم تتحرك القوات العثمانيين في العراق لصد هذا العدوان.. بل كانت قوات الجندرمة.. تتفرج على الحالة منذ دخول الوهابيين جنوب العراق الى خروجهم.. وكأن شيئاً لم يكن.

ـ لقد أكد هذا الاتفاق السيد محمد حسن مصطفى الكليدار حيث يقول: (ولم يجد وصول (الكهية) علي باشا إلى كربلاء نفعاً ذلك.. لأن حاكم كربلاء آنذاك (عمر أغا) لم يكن ليعمل شيئاً لحماية البلدة.. وكان متواطئاً مع المجرمين سراً.. وعندما قربت فلولهم هرب إلى قرية الهندية القريبة من كربلاء…).

ـ وأشار ستيفن لونكريك في كتابه: أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث.. إلى هذا الاتفاق أيضاً فقال: (لكن الملاحظ إن عمر أغا هرب إلى قرية قريبة من كربلاء أول ما علم بالخطر فلم يدافع قط.. مع أن الناس كانوا يتهمونه بمخابرة الوهابيين والتواطؤ معهم…).

الطائفية.. والنظام الملكي:

ـ بعد تأسيس المملكة العراقية.. استمرت الطائفية كسمة اساسية في الحكم.. وعومل الشيعة.. الذين يشكلون نسبة 60% من مجموع السكان على اساس اقلية ومساوية لنسبة الأكراد.. ففي أحسن الاحول يكون للشيعة وزيرين.. في وزارات غير مهمة.. مثلما هي الحالة للأكراد!!

ـ قصم الحكومات المتعاقبة ظهر الأكراد.. وصفيت حركتهم عدة مرات.. إضافة الى المقابر الجماعية للأكراد.. والشيعة.. بوجه خاص.. وعلى طول تاريخ العراقي المعاصر.. خاصة في العهود الجمهورية.

 

ـ يقول كامل الجادرجي.. رئيس الحزب الوطني الديمقراطي: إن نوري السعيد كان يريد أن يجعل من أبناء الجنوب الشيعة عمالاً ماهرين.. ومن أبناء السنة خريجي جامعات.. (المصدر: رفعت الجادرجي ـ صورة أب ص ١١٦).

ـ كانت مناطق الجنوب الشيعية يمثلها نواب.. تعين الحكومة نصفهم من (السنة).. والذين لم يسبق لهم زيارة تلك المناطق.. أو ربما كانوا لا يعرفون أين تقع.

ـ كان الأمر سيبدو اقل فجاجة.. لو إن الحكومة عينت ـ لمرة واحدة فقط ـ نائبا شيعياً ليمثل منطقة سنية.. (المصدر: عبد الكريم الأزري. تاريخ في ذكريات العراق 1930-1958. ص ١١٠ ـ ١٢٢).

ـ يقول الملك فيصل الأول مؤسس الدولة العراقية: العراق مملكة.. تحكمها حكومة سنية.. تحكم قسما كردياً.. وأكثرية شيعية.. (المصدر: عبد الرحمن البزازـ العراق من الاحتلال الى الاستقلال.. ص ٢٣١).

ـ يعلق الباحث عبد الله النفيسي قائلاً: “لو إن الشيعة أعطوا قسطاً أوفر من المشاركة في الحكومة لكان في الإمكان تجنب الكثير من الخيارات المرة.. وكثير من الاضطرابات الدامية”.. (حسن العلوي ـ الشيعة والدولة القومية ص ١٥٠).

 

طائفية.. رؤساء الوزراء الملكيين:

ـ كان عبد المحسن السعدون رئيس الوزراء (1924 ـ 1925).. لا يفسح المجال للمعارضة النيابية وغيرها التي تقودها الشيعة.

ـ فعندما حاول نائبا المنتفك (الشيخ محمد باقر الشبيبي.. والسيد عبد المهدي المنتفكي) تأسيس حزب سياسي في آب 1925 ثار وغضب عبد المحسن السعدون رئيس الوزراء.. واتهمهما إنهما مفسدان يريدان بث التفرقة بين السنة والشيعة.

ـ الواقع إن اتهامه هذا لا يمت الى الحقيقة بصلة.. إنما الدافع الصحيح من وراء هجمته تكمن في خوفه من عودة المعارضة الإسلامية الشيعية.. وهو ما عبر عنه السعدون في كتاب أرسله الى الملك فيصل الأول يقول فيه: (كنتُ عرضتُ لجلالتكم في السابق.. إن بعض نواب الجعفرية ساعون لتأسيس حزب سياسي.. وتوسيع اشتراكهم في إدارة الحكومة.. وألان قد حصلت ليً القناعة أن في هذه التشبثات ما يوجب القلق).

انتخابات 1925:

ـ لم يكن الملك فيصل والانكليز مقتنعين إجراء الانتخابات لمجلس النواب العام 1925.. خوفاً من اندلاع ثورة جديدة.

ـ لكن عبد المحسن السعدون أصر على إجرائها.. واستخدام القوة ضد المعارضة.. فواجه معارضة إسلامية شيعية يقودها علماء المسلمين.. فوقف بوجهها واتخذ إجراءات شديدة.. منها:

ـ محاصرة مدينة الكاظمية بقوات عسكرية مكثفة.. واعتقال ونفي كبار علماء الدين من الكاظمية وكربلاء والنجف الى إيران.. وعلى رأسهم السيد أبو الحسن الأصفهاني والشيخ محمد حسين الغروي النائيني.. واعتقال عشرات من قادة المعارضة المدنية.. وأجرى الانتخابات بأسلوب غير قانوني.. وسط تهديد السلطة وإجراءاتها الإرهابية.. ووسط معارضة ظلت مستمرة.

طائفية.. ياسين الهاشمي:

ـ يتباهى ياسين الهاشمي.. رئيس الوزراء.. علانية بأنه منع إقامة المواكب الحسينية في عاشوراء في الكاظمية العام 1925.. واعتقل رجال الدين الشيعة البارزون في الكاظمية.. ونفى بعضهم الى إيران.

إبادة المسيحيين:

ـ جرت في العهد الملكي في ظل إدارة الملك غازي.. أكبر مجزرة (للآشوريين).. حيث تم إبادة أكثر من خمسة ألاف إنسان أشوري في واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ العراق المعاصر.. في موقع (سميل ) الأشوري شمال مدينة موصل.. حيث أعلن بيان رسمياً في (السابع من آب العام 1933).

ـ قتل الأطفال والنساء والرجال.. وسحلوا في الشوارع والطرقات.. وأحرقت جثثهم.. وصودرت ممتلكاتهم.. وأحرقت منازلهم.. ولم يسلم من بطش الملك.. لا الإنسان.. ولا الحجر.. في كل المناطق التي كان (الأشوريين) يسكنوها في شمال العراق.

الطائفية في عهد نوري السعيد:

ـ يقول كامل الجادرجي.. رئيس الحزب الوطني الديمقراطي: “إن نوري السعيد كان يريد أن يجعل من أبناء الجنوب الشيعة عمالاً ماهرين.. ومن أبناء السنة خريجي جامعات”.. المصدر: (رفعت الجادرجي. صورة أب. ص ١١٦).

ـ “كانت مناطق الجنوب يمثلها نواب.. تعين الحكومة نصفهم من (السنة).. والذين لم يسبق لهم زيارة تلك المناطق.. أو ربما كانوا لا يعرفون أين تقع”.

 

ـ “كان الأمر سيبدو اقل فجاجة.. لو إن الحكومة عينت ـ لمرة واحدة فقط ـ نائبا شيعياً ليمثل منطقة سنية”.. (عبد الكريم الأزري ص ١١٠ ـ ١٢٢).

ـ يقول الملك فيصل الأول مؤسس الدولة العراقية: “العراق مملكة تحكمها حكومة سنية.. تحكم قسما كردياً.. وأكثرية شيعية”.. (عبد الرحمن البزازـ العراق من الاحتلال الى الاستقلال.. ص ٢٣١).

ـ ويعلق عبد الله النفيسي قائلاً: “لو إن الشيعة أعطوا قسطاً أوفر من المشاركة في الحكومة لكان في الإمكان تجنب الكثير من الخيارات المرة.. وكثير من الاضطرابات الدامية”.. (حسن العلوي ـ الشيعة والدولة القومية ص ١٥٠).

الشيعة.. في العهد الجمهوري:

ـ عمت الحرية السياسية والاجتماعية والدينية والمذهبية عموم العراق في العهد الجمهوري الأول (عهد عبد الكريم قاسم).. ووصلت الحرية السياسية الى حد الفوضى والصراع الدموي.. وانتهت بإسقاط حكم قاسم في 8 شباط 1963.. لكن قاسم لم يطهر الأجهزة الحكومية فظلت معظم تلك الأجهزة تتعامل طائفياً وعنصرياً مع المراجعين.

 

الطائفية.. في عهد البعث الأول.. 8 شباط 1963ـ 17 تشرين الثاني 1963:

ـ عمت الفوضى وعمليات الاعتقال والقتل ضد الشيوعيين والقاسمين.. وبالرغم من إن حزب البعث الحاكم يضم سنة وشيعة.. إلا إن ذلك لم يمنع محاربة الشيعة.

ـ أن أخطر مبادرات علي صالح السعدي (أمين عام حزب البعث في العراق .. ونائب رئيس وزراء الانقلاب).. كما يقول طالب شبيب (القيادي البعثي.. ووزير خارجية الانقلاب) كان عقده مؤتمراً صحفياً لمتصرفي الألوية (أي المحافظين).. وأبلغهم السعدي بمنع الطقوس الإسلامية التي يمارسها المواطنون في عاشوراء بمناسبة مقتل الإمام الحسين (ع).. أو في أية مناسبات أخرى.. وأجاز استخدام القوة ضد ما أسماه ب (الرجعية) !! لكن المتصرفين لم ينفذوا أوامره الطائفية المقيتة.

الطائفية.. في عهد الأخوين عارف:

ـ خفت محاربة الشيعة رسمياً من قبل الأخوين عارف (عبد السلام وعبد الرحمن محمد عارف): وأصبحت السلطة بغالبيتها بيد الأقرباء.. ولم تنل محافظات الشيعة الاهتمام الذي نالته المحافظات الأخرى.

الطائفية.. في عهد احمد حسن البكر:

ـ رفض البكر تعين (ناجي طالب.. رئيساً للوزراء)..وقال كلمته المشهورة.. لا يمكن تعين رئيس وزراء شيعي في العراق.. وظلت نسبة الشيعة في التشكيلة الحكومية والمناصب الرفيعة كنسبة الأكراد وزيرين فقط.. بل إن نائب رئيس الجمهوري كردي.. ولا يوجد نائب له شيعي.. بالرغم من إن الشيعة يشكلون أكثر من60% من مجموع سكان العراق.

 

ـ البكر كان أسوأ حاكم حارب المرجعية والحوزة وطلابها .. وسجن كبار رجال الدين القريبين من المرجعيين.. واعدم مئات من الوجوه المعروفة.. بعد تعذيب حتى الموت.. وكان مصراَ على القضاء على المرجعية.. حتى ان من كبار القادة الذين اعترضوا على اسلوبه كحردان التكريتي واخرين كان مصيرهم القتل.. بأمره.. والتنفيذ على صدام.

الطائفية.. في عهد صدام:

ـ برزت الطائفية بشكل واسع في عهد صدام: بالرغم من تعين أكثر من رئيس وزراء شيعي.. لكن لم يكن بيدهم السلطة.. بل كانت كل السلطة بيد صدام.

ـ وجرت عمليات كبيرة في تقليص وجود الشيعة في المسؤولية.. حتى المحافظين والمدراء العامين بل وحتى في الكوادر الحزبية.. وصفيت الأجهزة الامنية بشكل كبير من العناصر الشيعية.

ـ ومنذ الحرب العراقية الإيرانية والإبادة الجماعية مستمرة.. ليس على يد متمردين أو يد خارجين على القانون.. بل من قيادة النظام السياسي في العراق.. وبمباركة عربية وإقليمية.. فالشيعة وقود الحرب العراقية ـ الإيرانية لثماني سنوات.. حتى فرغت الشوارع من الرجال في المدن الشيعية.

ـ واليكم هذه الحادث تجسيد لما ذكرناه: “خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية التي سقط فيها مئات الآلاف من الشيعة.. صادف سقوط ضابط تكريتي في ارض المعركة.. وصادف أن الذي نقل الجنازة ملفوفاً بالعلم عسكري شيعي.. في أول يوم في التعزية حضر خير الله طلفاح خال صدام حسين.. وقال معزياً ومؤنباً من هذا الذي أرسل ابنكم الى الجبهة بدون علمنا “إحنا هدينه كلابهم عليهم”.. وقد سمعً هذا العسكري كلام طلفاح.. ويأتيك اليوم من فاقدي الضمير ليقول: إن صدام لم يكن طائفياً.. وقد وزع ظلمه على الجميع.

ـ وتبقى جريمة تهجير الأكراد الفيلية الأسلوب البربري والدموي.. وصمة عار في تاريخ العراق المعاصر.

احتلال الكويت:

ـ احتلال الكويت تم بقوات الحرس الجمهوري.. ولم يقتل فرداً واحداً من هذا الحرس.. لتبدأ الصفحة الثانية بإرسال جحافل من الجيش العراقي.. الذي مادته هم صغار الضباط والجنود الشيعة.. وعندما احتدمت المعركة رفض رأس النظام سحب قواته.. لتبدأ أكبر مجزرة جماعية ضد الشيعة قتلاً وحرقاً وعطشاً.

الانتفاضة الشعبانية:

ـ انطلقت الانتفاضة الشعبانية في الأول من آذار1991.. والنظام يؤججها بسكوته لأسبوعين.. لتسحق الجماهير الشيعية المنتفضة.. والمواطنين الشيعة العزل بإبادة جماعية.. وبأوامر من رأس النظام وبهمجية لم يعرفها تاريخ العراق.

ـ بل كان يجمع الشباب العزل ليتم إعدامهم.. وعندما نبه أحد كبار الضباط علي حسن المجيد بأن الكثير من هؤلاء بعثيون.. كيف نعدمهم؟.. قال المجيد كلمته المشهورة: (أعدموهم.. وبعدين نسميهم شهداء).. لتطبق هذه الحالة بجميع المحافظات المنتفضة.. ولم يسمى واحدا منهم شهيداً أبداً.

ـ وتستمر الإبادة ضد الشيعة منذ إقامة هذا النظام حتى سقوطه من خلال الاعتقالات للشيعة ولرجال الحوزة والتجار الشيعة.. وتفيض الموظفين الشيعة.. أو إحالتهم على التقاعد مبكراً.. وغلق وزارة الخارجية لمكون واحد.. وغلق الكليات العسكرية والدراسات العليا أمام الطلبة الشيعة حتى البعثيين منهم.. ووضع العراقيل أمام تعين الخريجين حتى لو كانوا بعثيين.

ـ وتبدأ الإبادة للأكراد الفيلية من خلال القتل والتشريد والرمي على الحدود.. وتهجير الأكراد الفيلية بشكل يفتقد لأبسط شروط التهجير حتى في الدول الدكتاتورية.

مرحلة العملية السياسية:

ـ الأسوأ بعد 2003 لم تقم العملية السياسية على أساس المواطنة.. بل أقيمت العملية السياسية على أساس العنصر والطائفة.. وهذا ما أدى الى ترسخ الطائفية.. وقيام الحرب بين مكونات الشعب العراقي.. وما زلنا نعيش وضعاً غير موجود في كل الدول الديمقراطية.

ـ فمنذ العام 2003 حتى الآن كل التفجيرات والمفخخات والقتل يستمر من قبل تنظيم القاعدة في المناطق الشيعية.. وحتى في المناطق المختلطة القتل والتفجيرات يقتصر على تجمعات الشيعة.. مع اعتذار تنظيم القاعدة من السنة إن سقط أحدهم في تفجير ما.

ـ احتلال داعش لمحافظات سنية معروفة.. لم تتأثر سوى بالإبادة الجماعية للجيش الذي يسمونه بجيش (المالكي) أو (الصفويون).. الذين كانوا يطالبون بخروجه من مدنهم.. لكن اليوم يطالبون ببقائه لأغراض إبادته.. ولإبادة الجماعية للجنود الشيعة في سبايكر.. وسجن بادوش خير مثالين !!

ـ وتستمر الإبادة الجماعية.. حتى الولايات المتحدة تشارك في إبادة الشيعة.. بعدم تقديم الدعم وعدم تسليم الطائرات المتفق عليها والمدفوعة الثمن للجيش العراقي.. وأخيراً سلمتها.. لكن بقيً الجو للقوات الأمريكية.. ولم يتم الاستفادة منها.. إلا ما ندرً.

ـ المهزلة الأكبر .. أن من يقود السلطة يدعي شيعياً.. وأسوأ المحافظات وأفقرها كانت وما زالت المحافظات الجنوبية.. وتعم فيها البطالة والإهمال وسرقة المال العام من قبل المسؤولين.

 

ـ بقي أن نقول على جميع العراقيين التمسك بعراقيتهم وتلاحمهم بجميع أطيافهم.. ولن يكونوا طائفيين حاقدين.. بل يبقى العمل من أجل ترميم النسيج الاجتماعي العراقي.

ـ وعلى السياسيين الصادقين فضح كل طرح طائفي ورفضه بشدة.. من اجل التخلص من الطائفية والعنصرية ونعيش شعب حضاري كشعوب العالم المتحضر.

 

ـ وهكذا كانت انتفاضة الشباب من المحافظات الجنوبية والفرات الأوسط.. في الأول من أكتوبر 2019.. برغم عدم مشاركة المحافظات الأخرى إلا بشكل تأييد اعتيادي.

ـ من أجل إقامة نظام ديمقراطي قائم على المواطنة والكفاءة.. والأخذ بنظر الاعتبار التوازن بين أطياف المجتمع في إدارة الدولة والمناصب الرفيعة والعليا في مؤسسات الدولة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب