لايبتعد أغلب البشر عن دائرة الإيمان بشيء. الله هو المقصد في النهاية حتى لرافضيه وللملحدين به. فكلنا نؤمن بفكرة.
الملحد مؤمن بأن الله غير موجود. والمؤمن بالله يخالف الملحد فكلاهما يؤمن بمايناقض به الآخر. الطائفية نتيجة لإعتقاد بمذهب فكري. فالشيعة طائفة من الناس يؤمنون بمذهب فكري يقابلهم السنة الذين يذهبون في طريق مختلف تماما مع إن المشكلة لاتكمن في الغاية النهائية بل بالطريق المؤدي الى الغاية. الطائفية نتاج فكري ولاتعني التطرف والتعصب إلا من شاء أن يتعصب. فهناك من المسلمين من يعتقد بمايخالف غيره وتراه يقول. أنا على صواب ولكن هذا لايعني إن الآخر على خطأ.
الطائفية تتحول الى جغرافيا والى حيز يحتوي مجموعة بشرية كبيرة تمارس إعتقادا خاصا بها وتفكر في نطاق يتعلق بها وهي لاتتعلق بالمسلمين بالضرورة فالمسلمون طائفة بشرية في مقابل المسيحيين واليهود واتباع الديانات الوضعية والسماوية وهناك طوائف دينية مسيحية تناحرت مع بعضها في تاريخ من الصراع طويل لكنها إنتهت الى صيغة من التفاهم بردت الاجواء لكنها ابقت الإيمان على ماهو عليه في الوجدان.
في الإسلام يرتبط الإنتماء الطائفي بالإعتقاد بصحة مذهب فكري لكنه لاينسحب على السلوك الأخلاقي والتدين الفعلي. فهناك من هو شيوعي وعلماني وبعيد عن التدين ولايؤدي المناسك والفرائض ويكتفي بولائه لطائفته ويحارب لأجلها معتقدا بها كجغرافية ثابتة فيتحول الإيمان بالطائفة الى مايشبه الإيمان بالقومية والعشيرة والوطن وحتى مكان الولادة والمنشأ.
كثر من الناس يسرقون يزنون يشربون الخمر لايصلون ولايؤدون الزكاة والخمس ولايظهرون اي علامة تدل على تدينهم ولايعتنون بفكرة الدفاع عن الإله ويتبجحون بذلك. لكنهم يظهرون تعصبا وتطرفا حين يتصل الأمر بالطائفة فيتحولون الى أسود ضارية توغل أنيابها في الجسد المخالف. وهناك من يقاتل ضمن مجموعة طائفية ويؤدي بعض الطقوس ويظهر عيوب المخالفين لكنه لايصلي ولايصوم ويعبر عن مظاهر سلوك غير دينية وهذا ماعشناه كمسلمين خلال السنوات الماضية وبالتالي يتاكد ان الطائفية فعل سياسي مرتبط بولاء وليس نوعا من التدين