الطائفية ممقوتة ومرفوضة وخطيرة على المجتمع البشري ايا كانت دوافعها ، وفي بلدنا عند ذكر الطائفية يعني سنة وشيعة ، ولا نبخس الرجال الاعلام من كلا المذهبين الذين يحثون على الوحدة الاسلامية وهؤلاء يكون دورهم منوط بحكم الحاكم للبلد ، ومنذ تاسيس الدولة العراقية والى سقوط صنم بغداد كان الحاكم لا يسمح بالتقريب وبالحديث عن الطائفية لكنه ضمن مهام عمله هو طائفي بامتياز والطائفية البحتة لاتعني الغاء دور الاخر بل اللجوء الى احد الاسلوبين ، الاسلوب الاول جعل المناصب القذرة ومن غير صلاحية للشيعة بحيث يصبح صورة سيئة لطائفته ومن يرضى بهذا المنصب هو الشذوذ و مجهولي النسب ، الاسلوب الثاني منع المناصب الحساسة عن الطائفة الاخرى .
اول حكومة عراقية شكلها الانكليز كانت على اساس طائفي باختيارهم سادن الحضرة الكيلانية عبد الرحيمن النقيب رئيسا للوزراء ، ولا يغرنكم نسب الملك ، وعلى هذا المنوال سار العملاء للانكليز والامريكان حتى يوم السقوط ، ومن الشواهد على طائفية هذه الحكومات ما ذكره حسن العلوي في كتابه الشيعة والدولة القومية وكذلك مذكرات الشاعر الجواهري عندما رفض ساطع الحصري مجهول الولادة اي امتياز للشيعة منها مثلا رفض بعد موافقة الملك بافتتاح معهد للمعلمين في الحلة لان الدارسين من الشيعة كما وتامر على الجواهري لفصله من التعليم لانه من غير طائفته .
وعندما تسلم الحكم عبد الكريم قاسم في انقلاب تموز ، كان يتحدث جماعة الملوكية في لندن مستغربين كيف دخل الشيعي الكلية العسكرية لانها حصرا بهم .
واما في زمن الطاغية فحدث بلا حرج وما من خطوة يتخذها الا على اساس طائفي الا ان الاغبياء والحمقى يقولون لا طائفية اثناء حكم الطاغية وهنالك من يقول اني اصلا لم اعرف ماذا تعني السنة والشيعة في العراق ، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على انه من قطيع المستفيدين من الحكم ، والا انا الصبي سنة 1969 قلت ان الحكومة طائفية عندما عينت شخص بعثي طائفي مديرا لمدرسة الكاظمية النموذجية ، وعلى غرارها كثير من المعلمين الشيعة وخصوصا غير البعثيين تم تنزيل درجتهم الوظيفية وحتى اعتقالهم ، وابي رحمه الله كان احد المظلومين زمن الطاغية عندما اقصي من منصب ادارة المدرسة الى معلم ابتدائية لينصب بعثي بدلا عنه .
المناصب التي فيها مواجهة قذرة مع المواطنين بامر الرفاق الحزبيين كانت تسلم للشيعة ليكونوا الوجه القبيح للشيعة مثلا يشكلون سيطرات لاقتياد الذكور ـ صبيان وعجزة ـ الى الجيش الشعبي.
الطائفية الطاغوتية كيف تكون عندما تهدم كربلاء والنجف ؟ وتمنع الشعائر الدينية ، بل ويمنع رؤية الهلال على الطريقة الشيعية ، واتذكر الشيخ صادق الخالصي رحمه الله اعدمه الطاغية بسبب خطبته التي قال فيها ان الهلال لم تثبت رؤيته والحكومة اعلنت ثبوت رؤيته ، وتستقطع النخيب والرحالية من كربلاء للرمادي ، واستحداث محافظتين لاسيما صلاح الدين لاحتواء سامراء وبعض المناطق الشيعية في كركوك ، ويمنع بناء اي جامع شيعي ، واخطرها الحسينية ، واما من اراد ن يحصل على شهادة الجنسية ولقبه شيعي معروف فلا تمنح له الا بشق الانفس لانهم يضعون عبارة عليها بالخط الاحمر من الالقاب المشكوك فيها ولي شواهد عليها كثيرة .
ان اعدم الطاغية سني شريف معارض له ـ مثلا راجي التكريتي ـ يقابله مقابر جماعية للشيعة بلا هوية .
طوال حكم الطاغية هل هنالك مشاريع استثمارية صناعية مهمة شيدت في المحافظات الشيعية ؟ كان من خطواته الطائفية بان تكون الاحياء الحدودية لبغداد من كل جهاتها ليست للشيعة وراجعوا اليوم هذه الاحياء .
كان الامن يفتش المصانع والمحلات ان كان فيها عامل من المناطق الجنوبية فيتم اعتقاله وترحيله ، وجعل حق التمليك لتكريت قبالة رفضها للمحافظات الجنوبية في بغداد ، باعتبار ان تكريت كانت تابعة لسامراء وسامراء تابعة لبغداد وهو نفسه من فصلها عن بغداد وابقى حق التمليك لهم .
كانت الطائفية تمارس بشكل دقيق وقبيح وهيهات لمن يكتشف ذلك ويتحدث بها .