لقد خُلطت الأوراق وتَشابكت العناوين وتَلاطمت الأحداث وجميعها يتظلل تحت عنوان الطائفية ، هذا العنوان الذي أصبح طوق النجاة للقوى الكبرى بعد أن كادت تيأس بعد بزوغ نور المقاومة الإسلامية التي يتقدمها حزب الله ، هذه المقاومة التي أرجعت الى الشعوب العربية كرامتها المسلوبة التي ضيعتها الحكومات العربية بمواقفها الخيانية والمهزوزة مع الكيان الصهيوني ، فقد أصبح حزب الله القائد الملهم للشعوب العربية الذي هز ضميرها وأيقضها من سباتها العميق ، فأستيقظت هذه الشعوب مفزوع مهذولة وهي تشاهد الشباب العربي يقاتل عدوهم الأبدي وينتصر عليه بل جعله يركع لشروطه وإملأأته ، فخرجت هذه الشعوب الى الشوارع فرحة مستبشرة بمستقبل جديد يغسل عار تلك السنين المملوءة ذلاً وهواناً ، هذه المظاهرات والإلتفاف الكبير حول النجاحات التي عملتها المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين والتي ذابت فيها الطائفية وأندثرت وبقى شعارٌ واحد تصدح فيه جميع الشعوب العربية شعارنا المقاومة والتصدي والصمود ، هذا التكاتف والإتحاد للشباب العربي حول قيادات واعية وذكية تعرف من أين يؤكل الكتف قد افزع الحكومات العربية قبل القوى الكبرى وإسرائيل ، فبدأو بالتخطيط لضرب هذا التوجه والإتحاد فكانت فكرة الطائفية أخبث طرح تبنته الأنظمة الغربية وإسرائيل وينفذه لها الثلاثي الخبيث السعودية وقطر وتركيا ، هذا الطرح دعمه الغرب بكل الوسائل المادية والعسكرية والإعلامية بالإضافة الى سلاح الفتوى الفتاك الذي يمتلكه وعاظ السلاطين كالقرضاوي وعلماء الوهابية ، بهذا العنوان شتتوا الأمة وشرذموها ودمروها وقتلوا ابناءها وهتكوا عرضها وجعلوا ابناءها أعداء بعضهم بعضا بل يبغض بعضهم بعضا واصبح العدو صديق والصديق عدو والمظلوم ظالم والإرهابي مجاهد والمجاهد إرهابي ، حتى خلطوا العناوين وتداخلت مع بعضها وتخلخت الموازين والموجه لكل هذا العنوان الطائفي ، هذا العنوان الذي تستعمله القوى الشريرة اليوم في تدمير الأمة لا تؤمن به جميع هذه القوى ولكن تطرحه من أجل إنجاح مخططاتها العدوانية في المنطقة ، لأن نفس هذه القوى قد ظلمت ابناء طائفتها وحاصرتهم وقتلتهم اشر قتلة ، فهذه السعودية الوهابية السنية التي وقفت مع حكم الإمامة الشيعي المدعوم من شاه إيران في حرب اليمن ضد عبد الله السلال السني والمدعوم من جمال عبد الناصر السني وقد ذهب ضحية هذه الحرب الألأف من أبناء السنة ، هذه التنظيمات الفلسطينة التي تكابد وتعاني من الكيان الصهيوني فأن مثلث الشر جميعه (السعودية وقطر وتركيا) لم يساعدهم ولم يدعمهم بالسلاح لمواجهة أعداءه وأعداءهم كما يدعون بل على العكس دعموا الحصار الذي يطوقهم من قبل اليهود والذي تشدده عليهم كل من الدول السنية مصر والأردن ، هذا الربيع العربي والذي تحركت به أغلب الشعوب العربية السنية كليبيا وتونس ومصر بالإضافة الى اليمن ،
فقد وقفت السعودية ضد تطلعات الشعوب العربية في تغير أنظمتها وقد دعمت السعودية جميع الأنظمة الدكتاتورية ضد شعوبها ، وهذه سوريا ذات الأغلبية السنية التي دمرتها السعودية وقتلت شعبها السني وهجرتهم وجوعتهم ، وهذه المنطقة الغربية في العراق ذات الأغلبية السنية التي اجتاحتها داعش المدعوم من السعودية ومثلثها الشيطاني الذي قتل ودمر وأغتصب وسقى ابناء هذه المناطق الظلم والتعذيب والمعانات ، وهذه اليمن ذات الأغبية السنية التي تقصفها الطائرات السعودية تحت عنوان الطائفية والتي دمرتها وقتلت شعبها المظلوم المسالم الذي طالب بحقوقه من أجل تكوين حكومة ترعى مصالحه وثرواته ، فهذه الأمثلة أكبر دليل على أن شعار الطائفية التي رفعته السعودية ما هو إلا سلعة طرحتها في سوق الشارع العربي فتقبلها هذا الشارع وحملها وهو لا يعلم أن الذي يحمله هو قنبلة لو أنفجرت سوف يتأثر بها الجميع وأولهم حاملها والمروج لها ، فألطائفية ما هي إلا شعار يطرحه الغرب وإسرائيل وينفذه لهم مثلث الشر المتمثل بتركيا والسعودية وقطر مدعوم بفتاوي وعاظ السلاطين من أجل إنجاح مخططاتهم في المنطقة .