7 أبريل، 2024 12:42 ص
Search
Close this search box.

الطائفية سلاح من لا سلاح له

Facebook
Twitter
LinkedIn

المفترض لكل توجه سياسي اوشخصية سياسية ان يكون لها اكثرمن مشروع وفق خطط مدروسة وتكون ذات ابعاد متعددة المستويات والمراحل وبكافة المجالات اقتصادية كانت او امنية اوالسياسية بمختلف فروعها الداخلية او الخارجية ووفق استراتيجيات بعيدة المدى ولمن يمتلك هكذا اطروحات تخدم الجميع يحاول ان يطرحها في اكثر من مناسبة ومرحلة لاقناع الجماهير وكسب الرأي العام على كافة المستويات لكي يحصل على الدعم اللازم لانجاح مشاريعه الاصلاحية بحسب الطرق والاساليب المتاحة والمشروعة والمسموح بها وهذا الحاصل في اغلب دول العالم كلما كانت الانتخابات قد اقبلت فتبدأ كل جهة او شخص يدلو بدلوه ويحصل التنافس على اساس ما تمتلك كل جهة من حلول مناسبة بل يصل الحال الى مناظرات سياسية بين اطراف مختلفة او متقاطعة ولو ظاهريا واعلاميا ليكون الناس على احاطة اكثر بما يحمل كل طرف من حلول نعم هناك من يتبع اساليب غير مشروعة وأستفزازية ليتفوق بالصراع لكن يبقى الجزء الاكبر من حملته الدعائية معتمدا على المشاريع الاصلاحية فاحيانا تجد مرشح لرئاسة الجمهورية او لرئاسة الوزراء يطرح حلوله للازمة الاقتصادية او تخفيض الضرائب او حل مشكلة التأمين الصحي او الخروج من ورطة احتلال العراق وما نتج عنها من خسائر فادحة حتى جاء الحل بأيجاد البديل الذي يتكفل بتعويض تلك الخسائر من شركات امنية او مدربين وسفارة لتحقيق ما عجزت عنه هالتهم العسكرية وبالتالي اضافة جرائم ومفاسد جديدة لسجلهم وماضيهم الاسود

وما تسببوا فيه من مأسي وويلات وذكرنا لتجربتهم الديمقراطية لايعني القبول بها على عمومها وانما نتحدث عن بعض حيثيات الموضوع التي تعتبر ايجابية فيما لو عمل بها بأي بلد من بلدان العالم تنزلا وتسليما للظروف الموضوعية والزاما للمتبجحين والمزمرين للديمقراطية الامريكية عندنا في العراق لان الحال يختلف تماما عما اشرنا اليه في الكلام اعلاه من اساليب للدعاية الانتخابية والاطروحات والاسس المتبعة عند غيرنا فالتجربة اثبتت افلاس وفشل الكتل وقادتها في اكثر من حال ومناسبة ومرحلة من اي مشاريع اصلاحية فعالة بمختلف المجالات فهم لايستطيعون اقناع الناس بمثل هكذا مشاريع ان وجدت على الورق في البرنامج الانتخابي لان الواقع اثبت فشلهم وكذبهم وزيف شعاراتهم الفارغة الجوفاء فلم يبق لتلك الجهات التي وصلت للسلطة بفتاوى شرعية ودعاوى طائفية الا ان يعزفوا مجددا وفي كل مرحلة على نفس الوتر للتشبث واحكام القبضة على تلك المناصب فلغة الطائفية هي اللغة السائدة والتي يمكن من خلالها التواصل وهي اللغة التي يفهمها الناس لانهم اعتادوا عليها و لم يعتادوا سماع اللغة الوطنية فالطائفية خير سلاح تسلح به المنتفعين فمن خلال الشحن الطائفي عبر الاعلام المسيس والمأجور ومن خلال تصفية الحسابات وسياسة التفجيرات لجعل الناس تعيش التعصب الطائفي من جديد ليتسلحوا به في مواجهة الخصوم وجعل كل فرقة تتعصب لرموزها طائفيا غاضين النظر عن المفاسد والجرائم ونهب الثروات

وبعد الانتهاء من الصراع الانتخابي يبدأ الجلوس على اكثر من طاولة وذات اشكال هندسية مختلفة بين الخصوم وكأن شيء لم يحدث وان دماءا لم تسيل وتسقيط بعضهم البعض لم يصدر من افواههم ومتاجرة بحقوق الاخرين لم تحدث وهكذا النفاق السياسي مستمر وبالتالي لا سلاح يفوق سلاح الطائفية بالعراق المسلوب والمغصوب
والتسلح بالمبدئ الوطني والمشاريع الاصلاحية اخر مايتم التسلح به فالاعتماد عليه لا يتعدى نسبة واحد بالمئة من التسلح بالطائفية المقيتة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب