22 ديسمبر، 2024 10:59 م

الطائفية سلاح من لا سلاح له

الطائفية سلاح من لا سلاح له

المفترض لكل توجه سياسي اوشخصية سياسية ان يكون لها اكثرمن مشروع وفق خطط مدروسة وتكون ذات ابعاد متعددة المستويات والمراحل وبكافة المجالات اقتصادية كانت او امنية اوالسياسية بمختلف فروعها الداخلية او الخارجية ووفق استراتيجيات بعيدة المدى ولمن يمتلك هكذا اطروحات تخدم الجميع يحاول ان يطرحها في اكثر من مناسبة ومرحلة لاقناع الجماهير وكسب الرأي العام على كافة المستويات لكي يحصل على الدعم اللازم لانجاح مشاريعه الاصلاحية بحسب الطرق والاساليب المتاحة والمشروعة والمسموح بها وهذا الحاصل في اغلب دول العالم كلما كانت الانتخابات قد اقبلت فتبدأ كل جهة او شخص يدلو بدلوه ويحصل التنافس على اساس ما تمتلك كل جهة من حلول مناسبة بل يصل الحال الى مناظرات سياسية بين اطراف مختلفة او متقاطعة ولو ظاهريا واعلاميا ليكون الناس على احاطة اكثر بما يحمل كل طرف من حلول نعم هناك من يتبع اساليب غير مشروعة وأستفزازية ليتفوق بالصراع لكن يبقى الجزء الاكبر من حملته الدعائية معتمدا على المشاريع الاصلاحية فاحيانا تجد مرشح لرئاسة الجمهورية او لرئاسة الوزراء يطرح حلوله للازمة الاقتصادية او تخفيض الضرائب او حل مشكلة التأمين الصحي او الخروج من ورطة احتلال العراق وما نتج عنها من خسائر فادحة حتى جاء الحل بأيجاد البديل الذي يتكفل بتعويض تلك الخسائر من شركات امنية او مدربين وسفارة لتحقيق ما عجزت عنه هالتهم العسكرية وبالتالي اضافة جرائم ومفاسد جديدة لسجلهم وماضيهم الاسود

وما تسببوا فيه من مأسي وويلات وذكرنا لتجربتهم الديمقراطية لايعني القبول بها على عمومها وانما نتحدث عن بعض حيثيات الموضوع التي تعتبر ايجابية فيما لو عمل بها بأي بلد من بلدان العالم تنزلا وتسليما للظروف الموضوعية والزاما للمتبجحين والمزمرين للديمقراطية الامريكية عندنا في العراق لان الحال يختلف تماما عما اشرنا اليه في الكلام اعلاه من اساليب للدعاية الانتخابية والاطروحات والاسس المتبعة عند غيرنا فالتجربة اثبتت افلاس وفشل الكتل وقادتها في اكثر من حال ومناسبة ومرحلة من اي مشاريع اصلاحية فعالة بمختلف المجالات فهم لايستطيعون اقناع الناس بمثل هكذا مشاريع ان وجدت على الورق في البرنامج الانتخابي لان الواقع اثبت فشلهم وكذبهم وزيف شعاراتهم الفارغة الجوفاء فلم يبق لتلك الجهات التي وصلت للسلطة بفتاوى شرعية ودعاوى طائفية الا ان يعزفوا مجددا وفي كل مرحلة على نفس الوتر للتشبث واحكام القبضة على تلك المناصب فلغة الطائفية هي اللغة السائدة والتي يمكن من خلالها التواصل وهي اللغة التي يفهمها الناس لانهم اعتادوا عليها و لم يعتادوا سماع اللغة الوطنية فالطائفية خير سلاح تسلح به المنتفعين فمن خلال الشحن الطائفي عبر الاعلام المسيس والمأجور ومن خلال تصفية الحسابات وسياسة التفجيرات لجعل الناس تعيش التعصب الطائفي من جديد ليتسلحوا به في مواجهة الخصوم وجعل كل فرقة تتعصب لرموزها طائفيا غاضين النظر عن المفاسد والجرائم ونهب الثروات

وبعد الانتهاء من الصراع الانتخابي يبدأ الجلوس على اكثر من طاولة وذات اشكال هندسية مختلفة بين الخصوم وكأن شيء لم يحدث وان دماءا لم تسيل وتسقيط بعضهم البعض لم يصدر من افواههم ومتاجرة بحقوق الاخرين لم تحدث وهكذا النفاق السياسي مستمر وبالتالي لا سلاح يفوق سلاح الطائفية بالعراق المسلوب والمغصوب
والتسلح بالمبدئ الوطني والمشاريع الاصلاحية اخر مايتم التسلح به فالاعتماد عليه لا يتعدى نسبة واحد بالمئة من التسلح بالطائفية المقيتة