الطائفية… سلاح العاجزين في موسم الانتخابات

الطائفية… سلاح العاجزين في موسم الانتخابات

في كل موسم انتخابي، تعود بعض الأصوات لتفتح أبواب الطائفية، مستحضرة الماضي الدموي، وموقظة الفتنة التي أُطفئت بجهود العقلاء وتضحيات الأبرياء. هذه الأصوات – التي غالبًا ما تصدر عن سياسيين متحزّبين – لا تجد سبيلاً لتحريك جمهورها إلا باستغلال المظلومية الطائفية، وتذكير الناخبين بجراحٍ ما زالت تنزف.
السياسي المتمذهب، من أي طرف كان، لا يملك مشروعًا حقيقيًا للنهوض بالبلد، لذلك يعتمد على ورقة بالية لم تعد تصلح حتى للاستهلاك الإعلامي. إنه يستنهض الذاكرة المثقلة بالحروب والاقتتال والدم، لا بحثًا عن عدالة، بل طمعًا في أصوات انتخابية.
وفي هذه الأيام، نلاحظ تصاعد نبرة طائفية خبيثة، تحاول دفع الناخبين من طائفتها للاصطفاف مجددًا، أو إثارة الطرف المقابل للمشاركة من باب “ردّ الفعل” ضد الخصوم. إنها لعبة مكشوفة، غايتها خلط الأوراق وإرباك المشهد، تحت غطاء شعارات مألوفة من قبيل “الحقوق”، و”ردّ الاعتبار”، و”محاربة التهميش”.
لكن ما لا يدركه هؤلاء، أو يتجاهلونه عمدًا، أن الناس بدأت تميّز بين من يخدمها فعلًا، ومن يعتاش على الفتنة والخطاب المذهبي. الحديث في هذا الوقت بالذات عن قضايا حساسة تعود لسنوات الانقسام والدم، ليس بريئًا، ولا بريئًا من يروّج له.
لقد جُرّب هذا الخطاب مرارًا، وكانت حصيلته خرابًا في السياسة والمجتمع، وأزمات متتالية ما زلنا نعيش آثارها حتى اليوم.
لذلك فإن المسؤولية اليوم تقع على الإعلام والمثقفين والنخب الواعية، لفضح هذه الأساليب الرخيصة، وكشف الأجندات الكامنة وراءها.
الطائفية ليست رأيًا سياسيًا، بل سلاح فتنة…
وملعون، كما في الأثر، من أيقظها.