18 ديسمبر، 2024 11:25 م

الطائفية أخطر من التدخلات الخارجية !!

الطائفية أخطر من التدخلات الخارجية !!

معظم الأحيان تكون “الطائفية” السياسية مكرسة من ساسة ليس لديهم التزام ديني أو مذهبي بل هو موقف انتهازي للحصول على “عصبية” كما يسميها ابن خلدون أو شعبية كما يطلق عليها في عصرنا هذا ليكون الانتهازي السياسي قادرا على الوصول إلى السلطة. إن مجرد الانتماء إلى طائفة أو فقرة أو مذهب لجعل الإنسان المنتمي إلى تلك الطائفة طائفياً كما لا يجعله طائفياً عمله لتحسين أوضاع طائفته أو المنطقة التي يعيشون فيها دون إضرار بحق الآخرين، ولكن الطائفي هو الذي يرفض الطوائف الأخرى ويغمطها حقوقها أو يكسب طائفته تلك الحقوق التي لغيرها تعالياً عليها أو تجاهلاً لها وتعصباً ضدها.
فالطائفية في ذاتها هي نزعات بين فئات وطوائف قائمة على أسس دينية أو مذهبية أو عرقية أو لغوية، وقد تتفجر هذه النزاعات بشكل أكثر حدة كما هو حاصل في العراق اليوم، وبإمكان لهذه النزاعات أن يكون لها طابع الامتداد خارج نطاقها وهذا ما جعلها محل رصد من قبل المتتبعين لا سيما من جانب ما يتعلق بمستقبل المنطقة التي تشهد هذه التطورات، خاصة وأنها أصبحت بمثابة صراع.
لذلك فإن أخطر ما يبتلى به شعب أن يتحول حكامه وساسته من رجال دولة إلى رجال طوائف فالمصير الذي ينتظر ذلك الكيان هو التفكك لا محالة ولن يكون بعد ذلك رابح إلا أعداء ذلك الكيان المستفيدون من تمزيقه.
أذن لابد من حل لوأد تلك الغدة السرطانية التي تحاول النيل من مجتمعنا العراقي الحبيب وذلك ببث روح المحبة والتسامح والألفة بين أطياف المجتمع عامة وقد حذر المحقق الأستاذ المرجع الصرخي في بيانه : بيان رقم -72- الحذر الحذر من طائفية ثانية .
قال تعالى (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )) التوبة / 105
يا شعبي العراقي الحبيب يا أبنائي وأهلي وعشيرتي وسندي في كل محافظات عراقنا العزيز يجب علينا جميعاً شرعاً وأخلاقاً وتاريخاً التضامن التام مع اخواننا وأهلنا وسندنا في المحافظات التي غدر بها وغصب حقها وسلب استحقاقها في وجود ممثلين مناسبين لهم في المجلس النيابي ولابد علينا جميعاً اثبات وطنيتنا وارتباطنا بعراق الحضارات وشعب الأنبياء والأوصياء والأولياء والصالحين … فإذا بقي الحيف والضيم والظلم فعلينا أن نكون مع أهلنا ونتضامن معهم في مقاطعة الانتخابات ( أقول هذا وفي هذا المقام بغض النظر عن الموقف الأصلي أو الموقف القادم بخصوص الانتخابات والمشاركة فيها من عدمه ))
مع الانتباه والالتفات جيداً إلى أننا نحذر ونحذر ونحذر ……. إن عدم التضامن أعلاه وعدم الوقوف بكل قوة وثبات لدفع الضيم عن الآخرين يعني المساهمة بل المشاركة في بذر وزرع وتأسيس وتحقيق وتثبيت فتنة الطائفية المهلكة المدمرة وإعادتها من جديد وبشكل أخبث والعن من سابقتها التي كفانا الله شرها وسيكون الجميع قد شارك في هذه الفتنة وكان عليه كل وزر واثم يترتب عليها من تكفير وإرهاب ومليشيات وتقتيل وتهجير وترويع ………. فالحذر الحذر الحذر ………. ولا أنسى التنبيه والالفات إلى أنه لا خلاص للعراق والعراقيين من هذه المهازل والفتن المهلكة والفساد المستشري المدمر لا خلاص إلا بتغيير ما في النفوس والتحرير من قبضة جميع المفسدين من كل الطوائف والقوميات والاثنيات المتسلطين طوال هذه السنين فالحذر الحذر الحذر ….. وأسال الله تعالى الخلاص للعراق وشعب العراق المظلوم
الصرخي الحسني _الخامس من ذي الحجة المبارك 1430
وفي الأخير، فإن الدين يرسم مساراً للمستقبل وتطويره، بينما الطائفية ترتدّ بأهل دعوتها إلى الوراء، لتفتيت حركة الدين وتشويه جوهر رسالته، وبالتالي تفتيت الأمة بكل مكوّناتها وطوائفها، لتصبح شيعاً لا يكون التعايش والتسامح والعفو والصفح آيات لهم كما أراد رب العالمين لهذا الدين .
https://goo.gl/37hKSc