لا ننكر أن النكبة كانت كبيرة عندما أستشهد (السيد حسن نصرالله ، ثم لحقه يحيى السنوار) ، أبطال وقادة جبهة الصمود والتصدي، حيث لم تستطع أسرائيل أن تكبت فرحتها بأستشهادهم ، فوزعت الحلوى وأقامة الأفراح والليالي الملاح! ، لقد كان (نصر الله والسنوار) أشبه بسكنتين في خاصرة أسرائيل ، واحد في خاصرتها اليسرى والأخر في اليمنى! . وبعد ان أستوعب حزب الله صدمة الضربة القاسية والقوية بأستشهاد نصر الله وعدد من رفاقه! ، سرعان ما أعاد تنظيم نفسه ، فالحزب ولاّد وفيه من فيه من قادة وأبطال يمكنهم أن يكونوا خير بديل وخير خلف لخير سلف! ، وبعد أن أعتقد العدو الصهيوني بأنه كسر ظهر المقاومة اللبنانية بقتله لنصر الله ، وأن النصرصار قاب قوسين وأدنى لهم! ، وفي الحقيقة أن هذا الشعور كان موجود في الأيام التي تلت أستشهاد نصر الله ، ليس في أسرائيل فحسب بل حتى بين مقاتلي الحزب نفسه! ، ولكن مقاتلي الحزب فاجأوا أسرائيل والعالم ، بسرعة أعادة تنظيم أنفسهم ، لأيمانهم بأن الشهادة من أجل المبدأ والقضية هو طريقهم للنصر . فلم ترهبهم أطنان القنابل التي يرميها العدو الأسرائيلي على الناس العزل ، وأجبروا العدو أن يعترف بخسائره يوميا من ضباط وقادة وجنود من خلال المعارك التي يخوضها معهم ، فلا يمر يوم ألا ويسجل أنتصارا واضح لمقاتلي حزب الله ، وكأن أستشهاد حسن نصرالله أعطاهم المزيد من القوة والصمود والصلابة والشجاعة وزادهم أيمانا بقضيتهم! . حتى جاءت ضربة الطائرة المسيرة لبيت رئيس الوزراء الأسرائيلي التي جعلت ألأجهزة الأمنية الأسرائيلية تضرب الأخماس بالأسداس عن كيفية خرق هذه الطائرة للمجال الجوي الأسرائيلي ولكل التحصينات والدفاعات الجوية التي أقاموها من أجل منع وصول الطائرات المسيرة والصواريخ وما الى ذلك!؟ ، فقد أخترقت الطائرة كل تلك التحصينات والدفاعات الجوية ، بكل يسر وسهولة وذهبت بكل قوة وأقتدار! لتحيل بيت نتنياهو الى كومة أحجار! ، صحيح أن الأقدار والمصادفات شاءت أن يفلت نتنياهو من الموت ، لكونه لم يكن موجودا في البيت لا هو ولا زوجته! ، ولكن الضربة والعملية كان وقعها كبيرا ، ليس على القادة الأسرائليين فحسب ، بل على عموم الشارع الأسرائيلي ، مهما حاول الأعلام الأسرائيلي التخفيف من قوة العملية وروح التحدي التي فيها؟! ، والمثل المصري يقول ( العيار اللي ميصبش يدوش!!) . وقد أثار أختراق الطائرة المسيرة ، عدة أسئلة كلها توضح ضعف الأجهزة الأمنية الأسرائيلية وسهولة أختراقها!؟ ، وأعاد للشارع الأسرائيلي ولكل قادة الجيش كابوس ما حدث في 7 أكتوبر 2023 وكيف تم الخرق؟! ، رغم كل التحصينات الجوية وأجهزة التحسس العالية والموانع التي وضعتها أسرائيل ووجود الجدار العازل؟!!، كما وزرع أختراق الطائرة المسيرة الشكوك في الشارع الأسرائيلي ولدى أجهزة الأمن الأسرائيلية ، بوجود أختراقا أمنيا وأيضا وجود من يتعاون مع حزب الله! ويرصد لهم تحركات المسؤولين الأسرائيليين ، بما فيه نتناهو نفسه!!؟. وفي الحقيقة أن هذه المسّيرة الصغيرة فعلت فعلتها في أسرائيل ليس بين المواطنين فحسب بل بين صفوف الجيش الأسرائيلي وقادته!؟ ، لا سيما وأنه وقبل أكثر من أسبوع وقعت عملية قوية وبنفس نوعية هذه الطائرة المسّيرة!! ، حيث أستهدفت معسكرا لتدريب قوات النخبة الأسرائلية (لواء جولاني) أثناء فترة تناولهم الغداء ، وقتلت من قتلت وجرحت الكثير منهم . ويمكننا القول ، أن أستهداف بيت نتنياهو أعاد الثقة والقوة والعزيمة لمقاتلي الحزب ، وبنفس الوقت أوصل رسالة الى نتنياهو والى كل الأسرائليين والى الجيش الأسرائيلي عموما ، بأن هناك الكثير من المفاجآت تنتظرهم! ، وأن من يقاتل في سبيل المبدأ وله قضية مؤمن بها ويناضل ويقاتل من أجلها من الصعب أن يستسلم ويرمي سلاحه!! . وفي الحقيقة ان الطائرة المسيرة التي أستهدفت بيت نتنياهو ، أوقعت القادة الأسرائيليين في حيرة من أمرهم ، وباتوا يسألون أنفسهم ويلحون ويعيدون السؤال!؟ ، كيف أخترقت هذه الطائرة المسيرة كل أجهزة الرصد والمراقبة؟ وكيف أستدل الحزب على بيت نتنياهو؟ ومن الذي أعلمهم بأنه يقضي أجازته الأسبوعية؟ ، وبات السؤال كبيرا وفارضا نفسه على عموم الأسرائليين!؟ ، أذا كان بيت رئيس الوزراء يستهدف؟ ، فهذا يعني أن كل الأهداف في عموم المدن الأسرائلية مستهدفة ومرصودة!؟ ، وبالتالي يعني أنه لا أمن ولا أمان في أسرائيل!؟ ، من تل أبيب الى أبعد مستوطنة في أسرائيل! ، فرشقات الصواريخ والطائرات المسيرة كفيلة أن تحيل أحلامهم ومنامهم الى كوابيس؟! . أخيرا نقول : أن طائرة صغيرة لا يتجاوز حجمها متر أو مترين قلبت كل الحسابات العسكرية وأعادة المعركة الى نقطة الصفر!! ، وأفسدت على أسرائيل فرحتها وحولت حلم نتنياهو بالنصر الى كابوس مزعج أسمه حزب الله!.