23 ديسمبر، 2024 3:03 م

الضَحِك بالأسلحة

الضَحِك بالأسلحة

يومَ وقَعَتْ واقعة الموصل في العاشر من حزيران الماضي , وتأزّمت الأزمةُ الى ازماتٍ وانتشرت الى محافظاتٍ ومدنٍ , وتَشظّت سياسياً قبلَ تشظّيها عسكرياً ” والعكسُ صحيحُ ايضاً .! “, لاحظنا جميعا سرعة وحرارة تصريحات القيادة الكردية وثمّ اعادة تلك التصريحات بصيغٍ متباينة ولكن على جوهرٍ واحد, من أنّ الوضع   لم يعد قابلا للعودة الى ما قبل ذلك التأريخ ” اي انتشار قوات البيشمركة في كامل محافظات كركوك وحقولها ومنشآتها النفطية ” وثمّ الأمتداد والأنتشار الى مدنٍ ومناطقٍ اخرى, وقد سجّلنا تحفّظاتنا على تلك التصريحات في اكثرِ من مقالٍ ” منشورٍ في هذا الموقع وغيره “, وليس المقصود هنا تصويب او عدم تصويب    مما جاء ذكره. كما ايضا نعيد الفات النظر الى احدِ المشاهد الميلودرامية التي شهدتها تلك الفترة وهي : إستيلاء قوات البيشمركة على الكميات الهائلة والمروّعة للأسلحة التي تركتها القوات العراقية هناك إثر انسحابها من كركوك والمدن  الأخرى , وهي اسلحةٌ متنوعة في النوع والحجم واشتملت على الدبابات وقطع المدفعية والمصفحات وغيرها من الأجهزة العسكرية وما يتبع ذلك من الآليّات والشاحنات واكداس الذخائر والقذائف , واغلبها اسلحةٌ امريكيةٌ حديثة الصنع , وهذه هي المرّة الثانية في تأريخ البيش مركه الكردية التي تحظى وتغنم بها بهذا الكم الهائل من السلاح من دونِ معركةٍ تخوضها وبالمجّان .! , وقد سبقتها المرة الأولى حين استولت على كميات اسلحة فرق الجيش العراقي السابق إثر الغزو الأمريكي – البريطاني في عام 2003 , وفي الواقع العسكري , فأنّ ما كسبته القوات الكردية مما اشرنا اليه فهو يفوق قُدُراتها الأستيعابية والتعبوية والتسليحية ” دونما تقليلٍ   من شأن المقاتلين الكرد ” فالمنطقه الشمالية لا تسمح ولم تمنح القوات الكردية الفرصة على خوض معارك الدبابات ” على اقل تقدير ”  … إنّ ما حدث امس الأول من الأندفاع المفاجئ لداعش بأتجاه الشمال واحتلالها لقضاء سنجار والمناطق المحيطة به , والذي ادّى الى انسحابٍ مفاجئٍ وسريع للبيشمركه منها ودون تمكّنها من صدِّ الهجوم الداعشي او ايقافه , فهو أمرٌ له دلالاته السياسية الغامضه اكثر   من أبعاده العسكرية , ولكن أنْ تخرج علينا القيادة الكردية بتصريحٍ تُطالب به الولايات المتحده بتزويدها بالسلاح , فهو حقّاً أمرٌ يدعو لإطلاقِ الضَحِكات .!!      و ايّما ضَحِكات .؟ فهل هو ضَحِكٌ على الآخرين ” الذين لا نعرفهم .! “أَمْ على الأنفس, أَمْ إنه – ومن باب الأفتراض – اسلحةٌ امريكيةٌ جديدة قد تذهب الى داعش في معركةٍ جديدة لا يصعب ايجاد سيناريو وإخراجٍ لها, فأين راحت واين ذهبت اسلحة الجيش العراقي السابق واللاحق التي غنموها الكرد, والتي لمْ يجرِ استعمالها بعد من قِبلهم.! أفتونا بالكردي يرحمكم الله …!!