23 نوفمبر، 2024 12:53 ص
Search
Close this search box.

الضياع

خطأ يجرُّ الى خطأ .وعلاجٌ فاشل يسارع في ضياع بلادنا .ويدفعها للمجهول, دون تحسب ولا دراسة براغماتية, ودون بصيرة ثاقبة. بعد إقصاء أهل الخبرة وأصحاب الوطنية الصادقة المشهود لهم بالأخلاص لبلدهم والتفاني من أجل إسعاده.وإنفراد عناوين فاشلة فاسدة متهالكة مُستهلكة بالقرار.

ضاعت الموصل وتبعتها تكريت والرمادي وجزء كبير من ديالى, وتهديد أمني خطير لمحافظات الوسط والجنوب, وداعش تحارب حرباً إسفنجية. تنسحب من هنا وتهاجم بضراوة هناك .وقواتنا تحقق إنتصاراً هنا وتتعرض لخسائر جسيمة هناك. وحرب بين كرٍّ وفر. والحسم شبه مستحيل.ومنْ أوجد داعش يخطط لبقائها وإستمرار وجودها وإدامتها.

داعش رابضة على بعد 35 من بغداد عاصمة العراقيين العريقة ورمز وحدتهم . بغداد تضربها التفجيرات وتعبث بها العصابات الأرهابية ومنظمات الجريمة المنظمة, خطفٌ وقتلٌ وإستباحة دماء . فساد مستشري دون علاج, سوى الأحالة للنزاهة. وهناك ترقد القضايا وتسبت سبات الضفادع في الشتاء. وإن أثيرت تثار بشكل كوميدي يسخر منَ الشعب ومن العدالة المفقودة .

هددت داعش بغداد بالسقوط ,بعد سقوط الموصل المخزي. وتدخلت المرجعية الرشيدة وأنقذت بغداد والعراق برمته من داعش الأرهابية. ونجحت فتوى الجهاد الكفائي في وقف داعش. وإستردت بغداد أنفاسها.ولملمت الكرامة العراقية شتاتها ووحد الشعب صفوفه بالوقوف بوجه داعش.ولكن لكل عمل سلبياته وإيجابياته .

توجس الأخوة السنة خوفاً من تداعيات إستمرار الحشد الشعبي. وماذا سيجري بعد دحر داعش .إنْ دحرت داعش فعلاً . رغم التضحيات الجسيمة ورغم إن أبطال الحشد الشعبي هم مَنْ درءَ الخطر وحجَّمَ ولجَّمَ

داعش . وقهرها وسحق فلولها في مواقع عدة .ولكن واقع حال العراق فيه ما فيه من أمراضٍ وعُقَد منها الموروث ومنها المستحدث الذي ساهمت به الكتل الساسبة الفاشلة.فإرتأت هذه الكتل وبالتوافق ولنسمِّه وفق مفاهيم المحاصصة سيئة الصيت أن تشكل الحرس الوطني وبدأت المناكفات وبدأ الشد والجذب والتلاعب بمشاعر الناس في كيفية تشكيله .والتخوف منه ونُسِجَت الأكاذيب وروِّجت الأشاعات حول هذه القوة الشعبية الضاربة التي تقدمت الصفوف وحررت الأرض وصانت العرض.

كل حلول الكتل السياسية المطروحةعقيمة و ما هي إلا فشل بفشل وخطأ يقود لخطأ أفدح .معالجات فاشلة خطيرة النتائج .وسيكون الحرس الوطني قوة غير متجانسة وبؤر مسلحةٌ للحشد الطائفي والعنصري ينذر بالخطر الداهم.وسيتحول الى قنابل موقوته.تهدد بالأنفجار ونسف كل ما تحقق.

وجاء خنجر الخاصرة من الحليف الوهمي بقانون الكونكرس الأمريكي بتسليح العراق بإعتباره 3 دول .بذرةُ تقسيم وتفتيت للعراق بُذِرت بمشروع الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة.وهذه صفحته الجديدة.ولعجز الحكومة العراقية ومجلس النواب عن الوقوف بوجه هذا المشروع الخطير وطرح الحل الناجح بسبب المحاصصة اللعينة.فالكرة بملعب العراقيين عامة لا السلطة فقط وبخاصة الطائفة الشيعية الكريمة ومرجعيتها الرشيدة, التي هي بواقع الحال مرجعية العراقيين عامة.نحن نقترح أن تصدر المرجعية فتوى برفض قرار الكونكرس الأمريكي وفتح باب التبرع بالأموال ومن الشيعة بالذات لتسليح أبناء الطائفة السنية والأخوة الكورد. فليست الأموال أغلى من الأرواح الطاهرة التي قدمها الحشد الشعبي على تراب العراق الذي يرقد فيه الأئمة الأطهار. بهذ تكسب الطائفة الشيعية ثقة وإطمئنان السنة والكورد وتغلق أبواب الفتنة والشر التي تريدها بنا الماسونية والصهيونية الحاقدة.رغم إن الأخوة الكورد إستولوا على الأسلحة الثقيلة والمعدات المهمة للجيش العراقي بعد السقوط في 2003 وبعد سقوط الموصل .لكن المرحلة والخطر الداهم يدعوننا لنسيان ما مضى. ولكن لا بدَّ من التذكير به.إن المبلغ الذي خصصته أمريكا لتسليح العراق هو ثمن 3 دبابات,فهل هو بكثير علينا نحن الشيعة لننقذ الوطن.

سادتي زعماء الكتل الفاشلة التي قادت العراق الى المنحدر والتفتتِ ماهكذا تورد يا سعد الأبل.وليست حلولكم بحلول بل خلق لأزمات جديدة أخطر من السابقة.

لماذا لم تعيدوا الخدمة الألزامية للجيش العراقي . ليكون الجيش العراقي جيشاً وطنياً متلاحماً ورمزاً لوحدة العراق. كان بالأمكان غربلة الحشد الشعبي والمتطوعين وإختيار الأصلح من ذي الخبرة العسكرية والصالحين فعلاً للخدمة العسكرية من بين مقاتلي الحشد الشعبي ,ومن كل المحافظات وإلحاقهم بقطعات الجيش العراقي أو الشرطة الأتحادية وقوى الأمن الأخرى, في وحدات رصينة مقاتلة غير مسيسة ,لا علامة فارقة لها بإنتماء طائفي أو عرقي . لقد ريَّفتُم المجتمع عندما جعلتم العشائرية أقوى من القانون. واليوم تبنون قوى عسكرية بعنوان عرقي أو طائفي. فالى أين تريدون بالبلد؟ .أنتم بفعلتكم هذه لا تهدفون ولا تسعون إلا الى الضياع.ضياع بدأ بتواجدكم في الساحة السياسية وعدم إعترافكم بالفشل.ولكن بهذا الضياع ستضيعون معه حتماً. فلن يصح إلا الصحيح. ولن يطول صبر العراقيين عليكم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات