مخالفات صحية خطيرة ترتكبها شركات الهاتف النقال في العراق منذ تأسيسها ولحد الآن وتغض الطرف عنها وزارة الصحة والبيئة وهيئة الإعلام والإتصالات وجميع المحافظات، والضحية هو المواطن العراقي المسكين.
لهذا سأبقى أكتب عنها لحين ما يلتزموا بتلك الضوابط المعمول بها لنصب أبراج الهواتف النقالة في جميع أنحاء العالم، عدا العراق … ويبقى السؤال: ترى لماذا لا تطبقها وكالة شؤون البيئة في وزارة الصحة والبيئة وهيئة الإعلام والاتصالات والمجالس البلدية عندما أعطت موافقتها على نصب تلك الأبراج على أسطح مساكن المواطنين وفي القرى والقصبات البعيدة عن المدن الكبيرة حيث المواطن هناك ضحية سهلة للأمراض والموت التي تسببها له تلك الأبراج، أم أن تلك الأبراج أنشئت رغما عن أنف الضوابط؟
من خلال استعانتي بنتائج الدراسات المعدة عن طريق المؤسسات العلمية وخصوصا منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية للاشعاع غير المؤين وكذلك الاطلاع على القانون الامريكي والقانون الاسترالي اضافة الى قوانين دولية أخرى في هذا المجال أدرج ادناه أهم الضوابط والمعايير الواجب اتباعها عند القيام بنصب الأبراج الرئيسية والهوائيات وكما معمول بها في جميع دول العالم ومنها:
أن يكون ارتفاع المبنى المراد إقامة البرج فوق سطحه في حدود من 15-50 متراً وهذا لا يطبق في الواقع على الأسلوب العشوائي الذي تنتشر فيه أبراج الهاتف النقال في بغداد وبقية المدن العراقية. هل رأيتم برج منصوب فوق منزل وهو على ارتفاع 15 متراً على الأقل عن سطح المنزل؟
أن يكون سطح المبنى الذي يتم تركيب الهوائي فوقه من الخرسانة المسلحة. ولايسمح بتركيب الهوائيات على أسطح المباني التي بدون سقف خرساني مسلح. وهل أن جميع أسطح المنازل المنصوب عليها أبراج الهاتف النقال في العراق من الخرسانة المسلحة؟
ان يتم وضع حواجز معدنية من جميع الاتجاهات. هل ترون حواجز معدنية حول أبراج الهواتف النقالة المنصوبة في العراق على الإطلاق؟
إلزام شركات الهواتف النقالة بالمواصفات الخاصة بالإشعاع طبقا لما أصدرته جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات الأمريكية والمعهد القومي الأمريكي للمعايرة، والتي تنص على أن الحد الأقصى لكثافة القدرة يجب أن لا تتجاوز 0.4 ملي وات/سم2 على أن تقدم الشركة شهادة بذلك. هل قدمت شركات الهاتف النقال العراقية شهادات بذلك؟
يجب عدم توجيه الهوائيات في اتجاه أبنية مدارس الأطفال. هل تلتزم شركات الهاتف النقال في العراق بهذا المواصفات؟ بالتأكيد كلا…
ينصح باقامة محطات البث الرئيسية خارج حدود التصاميم الاساسية للمدن. لا نجد في العراق أي محطات بث رئيسية لشركات الهاتف النقال خارج حدود التصميم الأساسي للمدن على الإطلاق. إنها جميعها داخل المدن والقصبات وفوق أسطح المنازل السكنية.
ضمانا لعدم الاقتراب من الهوائيات يتم غلق السطح بالكامل بباب مغلق ويتم وضع سور غير معدني من جميع الاتجاهات على مسافة ستة امتار من مركز قاعدة البرج ومترين بالنسبة للساري الموجود على حافة المبنى مع وضع اشارات تحذيرية. هذه نكتة كبيرة… فاللأبراج موجودة على أسطح بيوت سكنية مفتوحة لساكني تلك البيوت وبكل سهولة. وهذا ما لايحصل أبداً.
ولعلمكم أن كل ما ورد أعلاه غير مطبق في العراق من قبل شركات الهاتف النقال.
كخبير بالصحة البيئية، ورغم الفائدة المادية التي يتقاضاها المواطنون المنصوبة أبراج الهاتف النقال فوق أسطح منازلها، إلا أنني أدعو هؤلاء المواطنين الذين تم تشييد أبراج هاتف نقال فوق أسطح منازلهم بضرورة الطلب من شركات الهاتف النقال بأن ترفع تلك الأبراج على الفور لأنها تسبب لهم أمراضاً خطيرة ومنها السرطان، وأيضاً لكونها مخالفة للشروط الصحية وللضوابط الدولية بنصب أبراج الهاتف النقال كما ورد أعلاه.
*بروفيسور متخصص بعلم الفسلجة والعقاقير الطبية، ومستشار بإدارة المؤسسات الصحية وخبير دولي بالصحة البيئية والتغذية العلاجية