21 ديسمبر، 2024 5:12 م

الضمير بين القبول والرد !

الضمير بين القبول والرد !

” الضمير هو نور الذكاء لتمييز الخير من الشر ”  كونفوشيوس !

” الضمير بوصلة المرء ”  فينسنت فان كوخ !

” الضمير يساوي ألف شاهد ” مثل ﻻتيني !

هذه العبارات أيقظت فيّ أن ” الضمير ” حل محل الدين حتى وجدنا من يلوكها  ويجترهّا من غير أن ينظر لمآلاتها ، حتى بات الضمير مرشحاً للحلول محل فكرة الدين والرجوع للنص الشرعي ، وتهميش الدين وحصره في النطاق الفردي !

نعم ممكن أن لا نلغي الضمير حينما نعتبره كوازع إيماني أو النفس اللوامة التي تردّه عن اقتراف ما لا ينبغي إذا ما ارتاب في أمر فإنه يجد حزازة في نفسه من الإثم ، فيعمل ما يمليه عليه ضميره إذا اشتبهت عليه الأمور بلا مرجح !

أما أن نوظّف الضمير كمعنى بديل عن الدين والتدين أو يكون مرجعية

نصية للحلال والحرام فلا !

لأنه يكون في هذه الحالة ديناً جديداً متصالحاً مع العلمانية الذي أولى مهامه إقصاء الشريعة وجعل معيار الحلال والحرام : وخز الضمير العلماني !

فهذه الرؤية تلتقي مع فكرة علمانية حين يطرحون فكرة الوازع الداخلي وسيادة المرء على نفسه ، وحكمه عليها ، مما يجعلها يتناقض مع فكرة التدين والامتثال للدين .

حتى وجدت من يقول من رؤوس العلمانية عبد المجيد الشرفي صراحة عن سؤال أين نجد الدين والحقيقة الدينية ؟

فيقول :”  نجده في ضمائر المؤمنين  : لسنا محتاجين في العصر الحديث إلى مؤسسة دينية مهيكلة على النمط القديم “

فهم يريدون جعل الدين حالة شعورية فقط ، أي أن الله يصبح أمراً خاصاً بالقلب والضمير الشخصي الإنساني ، بدلاً من أن يكون التدين مهيمناً لتصرفات الشخص والمجتمع  .