الموت المفخخ ضاف كعادته ، اليوم ،بغداد والموصل الحصيلة كالعادة تجاوزت العشرات من الابرياء ورائحة الدم فاحت، لايعدو وصف هذه الجرائم سوى انها حرب غير عادلة تخوضها قوى ظلامية ضد مواطنين عزل كل منهم يودع ابناءه وعائله صباحا وهو يظن انه اللقاء الاخير، غاية الحرب الابادة والفناء ، فمنذ ثلاثة اشهر وعشرات الشهداء ومئات الجرحى يسقطون بين يوم واخر ووكالات الانباء المحلية والعربية والدولية تتسارع وتتسابق لذكر اعداد ضحايا التفجيرات والمقابر عجزت من طوابير الشهداء وبكاء وعويل ذويهم واصدقائهم ، وموقع وزارة الداخلية ينشغل بنشر خبر عنوانه”العراق ينضم لاتفاقية حظر الزئبق ” والكتل السياسية النيابية راقدة بطمئنية في المنطقة الخضراء لا تسمع عويل الأرامل والأمهات والايتام ولاضجيج المتفجرات وقادتها يصرحون بثقة : سنحاول ، سنسعى ، سندرس ، سنتفق نأمل، نتوقع ! ومجلس النواب يعتكف على اقرار قانون إنضمام جمهورية العراق الى اتفاقية الحماية المادية للمواد النووية ، فوق كل هذا المجتمع الدولي خذلنا بقبح ومات ضميره سريريا، فاكثر من عشر سنوات والعراقيون الفقراء يحرقون بنار السيارات المفخخة التي وقودها الخلافات السياسية والمراهقة الطائفية، والمجتمع الدولي بات اخرسا،لايحرك ساكن ، ينظر بحذر إلى أخوة يوسف الذين يجهزون لنا “الجهاديين” من كل حدب وصوب من فئة ابو انس الليبي وابو تبارك اليمني وابو قتادة المصري وابو عبيدة الحجازي وام طلحة الصابرة التي توفر الخدمة الشرعية لهم، ليناموا في مساجد الله التي يذكر فيها اسمه وبرعاية عمائم صفراء ذات ماركات تجارية.
لايحلو للموت المفخخ مفارقة العراقيين، يهاوههم جميعا ويعشقهم ويسكر في قتلهم ، لكن لاتخافوا فهناك ثمة امل وهو أن المجتمع الدولي مايزال ينتظر استشهاد اخر عراقي ليقول إنها مجزرة بحق شعب يحب الحياة يدفع فاتورة الخصومات السياسية لجيرانه والتأريخ!