حالة خفية عند الانسان تقودة اما الى الشر واما الى الخير . هي قيادة خفية مضمرة تدفعه الى الخطا او الصواب . وهو جهاز موجود عند الانسان غير مفعّل واول من يفعله الوالدان ثم المجتمع اما تفعيلا صحيحا او خاطئا او هو الوعاء الذي يملكه البشر منذ الولادة والابوان يملآنه بقيم الخير او الشر وقد تطغى احدهما على الاخرى فيكون اما خيّرا او شريرا . الضمير قوة وارادة خفية ومستورة توجه الانسان الى حالات الصح او الخطأ وقد تطغى نسبة الشر على الخير لان للشر القابلية على احراق واكل قيم الخير كما تاكل النار الحطب وكما يفترس الوحش الفريسة ، فاذا لم ينتبه الانسان الى نفسه ويبادر الى تعديل نسبة الخير ورفعها يصبح في خانة الشر من حيث لا يدري .
هذه القوة والارادة الخفية تتكون حتى قبل تربية الابوين للطفل فان هناك نقطة مهمة وحيوية وهي الطعام الحلال الطيب الذي تاكله الام ليندفع قسم منه الى الجنين ليتكون فاذا كان هذا الزاد شريفا طاهرا انطبع الانسان بسمات الخير ويكون مهيا لان يكون صالحا ناجحا في حياته فان اللقمة الحرام لها تاثير كبير في تكوينه قال الامام الصادق عليه السلام ( الكسب الحرام يبين في الذرية ) اذن من اولى التاثيرات على الانسان نجاحا وفشلا هو الكسب الحلال الشريف والتعامل الصحيح مع الله والناس .
الضمير هو الصفحة البيضاء التي يرسم بها الابوان حياة الاطفال اما قبحا او حسنا كما يرسم المهندس خريطة البناء . ان اقدس شيئ طرحه الله في الانسان هو الضمير وكم اكدت القيم والاعراف والدين والاخلاق في الحفاظ عليه من القذارات فاذا مات فان الانسان يموت بموته وان كان يتحرك وياكل ويشرب لانه قد تجرد من مادة الحياة التي هي الضمير ويصبح خطرا فادحا يهدد العباد والبلاد فمنهم من ينحر ضميره على اعتاب الدنيا والمال والشهرة والراحة وحب السلامة ومنهم من يستر ضميره ويسد عينيه ليدخل الزناة على عرضه وشرفه ومنهم من يكم ضميره لكي لا يصرخ ويبيع خيرات الوطن الى اللصوص من اجل كرسي ضعيف مهزوز ومنهم من ينبطح ذليلا خائفا للاعداء من دون كرامة ولا حياء ويخاطر بسلامة الوطن من اجل ان يبقى ساعات اكثر في منصب بائس حقير .