الازمة التي يمر بها العراق في الظرف العصيب تحتاج الى حكومة قادرة على انقاذ البلد من هذه المأساة التي تعصف به يمينا وشمالا ، ويتأمل الشعب العراقي انبثاق حكومة قوية وتحظى بمقبولية وطنية لتكون قادرة على الوقوف بوجه التحديات التي تهدد امن العراقيين من كافة الجوانب ، تطل علينا ايران من جديد لتعيد سيناريو 2010 عندما رفضت مرشح التحالف المجلس الاعلى والصدريين وفرضت المالكي ، وقد رفض المجلس الاعلى الضغط الايراني ورفض المشاركة في حكومته بينما وافق التيار الصدري وشارك في الحكومة ، واليوم تتدخل بفرض شخصيات اثبتت فشلها في إدارة البلد فكانت سببا في جلب الويلات للعراقيين خصوصا شيعة العراق ، فقد تناولت بعض النشرات الاخبارية بان ايران تريد فرض ابراهيم الجعفري وفي حال رفضها يجب القبول برئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ، ان التدخل مرفوض لانه سيكون استمرار للفشل الذي يدفع ثمنه الشعب العراقي ، ونتمنى ان يكون الاختيار عراقي فهم اعرف من غيرهم .
فالجميع يعلم ان ابراهيم الجعفري الذي استمات من اجل المنصب سابقا ولم يكن ناجحا ، واذكر هنا موقف واحد من مواقف كثيرة فهو الذي منع القوة الامنية من التوجه لالقاء القبض على الارهابي حارث الضاري عندما كان في متناول اليد والذي قاد الهجوم على مشيعي الاعلامية الشهيدة اطوار بهجت رحمها الله ، واما رئيس لوزراء نوري المالكي واقع العراق شاهد على ادارته ، ولولا فتوى السيستاني لاصبحت وبغداد وكربلاء والنجف والحلة تحت سيطرة داعش .
كما ان التدخل له غايات تجعل ايران تقف وراء فرض هذه الشخصيات ، الاول هو ابعاد تيار الحكيم من تسنم السلطة لسبب ان تيار الحكيم يلتزم بتوجيهات المرجعية في النجف الاشرف ، ولانه رفض الانصياع لأوامر إيران وجعل العراق ساحة حرب لتصفية حسابات مع امريكا فاتخذ المقاومة السياسية لخروج الجيش الامريكي ، اما الثاني هو افشال مرجعية النجف التي تحظى بتأييد واسع بالعراق والعالم ، وفرض شخصيات لا تلتزم بتوجيهات المرجعية ليوهموا الناس بان مرجعية النجف فاشلة ولن تستطيع انقاذ العراق ، نتمنى من التحالف الوطني رفض هذا التدخل لانه سيكون سببا بجلب الويلات التي ستكون اكثر من الويلات التي تعصف بالعراق .