جهل سياسي مزق الجسد العراقي، لأن من إنتخبهم الشعب، لم يكونوا على قدر المسؤولية، وتمركزوا في دوائرهم الذاتية، ومكاسبهم الحزبية، على أن الأبرياء تمنوا، أن يكون لهذا النفاق السياسي، نهاية معلنة، لكي تهدأ النفوس، وينتهي القلق، ويشعر الرعية بالأمن والأمان، لكن ملفات الفساد، وتجارة الموت، شاعت طيلة ثمان سنوات، وجعلت العراقيين، لا يفكرون إلا في القصاص من المجرمين، وبأنواعهم (الفاشلون ذوي الوجوه الكالحة، والفاسدون، والسراق، والخونة) وعليه سنردد بقوة: حاكموه!
كل طرف شارك في العملية السياسية، يتحمل جزءاً من المسؤولية أمام القانون، لتتم محاكمة المقصرين والمفسدين، لأن وقت الحلول الآنية، لمحاربة الفساد قد إنتهى، وجاء يوم أعلنت فيه إرادة الشعب، لا مزيد من السكوت، والتستر على ساسة الجرائم، وجرائم الساسة على حد سواء، فبعد إثارة أتون الصراع الطائفي الدموي، وإستباحة الأرض، وهروب المجرمين، وتهريب الخيرات الى الخارج، وبيع الشباب والمدن، وسرقة المال العام، وتعطيل الحياة، وعندها سيذكرهم التأريخ بأحرف سوداء!
مسيرات حاشدة بتطلعات صادقة، بأن حاكموا من دبر المشاكل، وأفتعل الأزمات والفتن، وعبث بمقدرات الشعب المحروم، وجعل العراق عاجزاً عن النهوض، ليصنع الحياة من جديد، بعد خلاصنا من الدكتاتورية، بيد أنه وضعنا في زمن أكثر عنفاً وخراباً، أبعدت العراقيين عن السعي الى التقدم والتطور، والتغيير في عقولهم ونفوسهم، أما اليوم فنحن بحاجة، الى رؤى جديدة، وعبارات جديدة، تمنع عودة الفساد والمفسدين، لذا من الضروري ترحليهم، الى عالم الماضي، ليشرق المستقبل!
القيادة الناجحة، هي منهج ومهارة وعمل، يهدف الى التأثير بالأخرين، في الإتجاه المطلوب، لكن العراق تفاجئ بوجود شخص، يقوده الى الهاوية، وملكَ السلطة كالطغاة، وباتت حكومة المالكي في واد، والشعب في واد آخر، ولا علاقة تظهر بين الوطن والمواطن، لأن رئيس الوزراء السابق، تخندق في جبهة نهب الأموال، وضرب الوحدة الوطنية، وخلق الأعداء الوهميين، فقبع هو وزمرته في أحضان الفساد، يوماً بعد يوم، وبات الحاكم متخبطاً، لا يعرف الرأس من الذيل!
الشعب لن ينخدع، وإرادته أقوى من السلطة الجائرة، وهناك ثوابت وطنية، لا يمكن المساس بها وتجاوزها، كالأرض والعرض، ودماء الشباب، والكرامة، والوحدة، والتعايش، أمور عجز المالكي الحفاظ عليها، وعليه فالمحاكمة واجبة، ثأراً لكل شيء تاجر به، فلن نسمح بإعادة عقارب الساعة الى الوراء، فقد ولت عقود الزمن الغابرة، وعلى الشعب ألا تأخذه في الحق لومة لائم، فالفاسدون، والطغاة، والسراق، سيكونون من الغابرين، فأتقوا الحليم إذا غضب، نصيحة لمن يهمه الأمر!