18 ديسمبر، 2024 7:02 م

الضربة التركية … قراءات متعددة

الضربة التركية … قراءات متعددة

شنت القوات الجوية التركية صبيحة يوم 25/4/2017 هجوماً على منطقة شنطال و استهدفت مقرات و مواقع حزب العمال الكوردستاني و القوات الموالية لها و شمل القصف الجوي موقع لقوات الثيشمةرطة التابعة لوزارة الثيشمةرطة في حكومة اقليم كوردستان و استوت تلك المواقع ارضاً و اسفرت الغارة عن استشهاد خمسة افراد من قوات الثيشمةرطة و جرح اكثر من ثمانية و خسائر في قوات حزب العمال الكوردستانى .

كانت لهذه الحادثة صدى كبير في الاوساط الدولية و الاقليمية و الشعبية حيث توالت بيانات الاستنكار و الادانة واحدة تلو الاخرى خاصة بعد اعتراف تركيا بالغارة عن طريق بيان صادر من رئاسة اركان جيشها و انها ستستمر في مثل هذه العمليات كلما استدعت الضرورة لها .

تكاد البيانات الصادرة من الاحزاب و القوى السياسية الكوردستانية و المؤسسات الرسمية تتفق في النتائج بانها ادت الى دمار المنطقة و هي بمثابة صب الزيت على النار و انها لاتخدم السلام في المنطقة برمتها بل هي بداية للدخول في نفق مظلم ستجر وراءها المزيد من التصعيد العسكري العالمي و تختلف في الاسباب التي ادت الى القصف التركي بين من يتهم تركيا بانها من الد اعداء الكورد و منذ زمن بعيد و انها لاتعرف للكورد اسماً و ارضاً و مهما اختلفوا في المسافة معهم و انها كشفت الوجه الحقيقي لها و إلا كيف تم قصف موقع الثيشمةرطة الذي قاتل من اجل امن العالم و بين من يجعل وجود قوات حزب العمال الكوردستاني في منطقة شنطال سبباً مباشراً بالرغم من الدعوات المتكررة و المتوالية من اهالي المنطقة و مجلس القضاء و وزارة الثيشمةرطة و الحزب الديمقراطي الكوردستاني بضرورة خروجهم من تلك المنطقة بعدما دافعوا و قدموا التضحيات لانها ليست ساحة نضالهم و ان وجودهم رغم ارادة اهل القضاء لاتبشر بالخير و انها تعد عائقاً امام عودة النازحين و اعمار المنطقة كما و ان الاختلاف شمل في طريقة العلاج بين من يؤكد على ضرورة حل العقدة في شنطال بالحوار و التفاوض و بين من مل من ذلك لعدم استجابة قوات الحزب العمال الكوردستاني لمبدأ الحوار و انها لا تقبل غيرها في منطقة سيطرتها و في كلتا الحالتين يكون الشعب ضحية بين القتل و التشرد و التدمير .

و لكن بقراءتنا المتواضعة فأن الهجوم تحمل أبعاداً اخرى منها :

* ان الهجوم شن بناءً على تنسيق عسكري و استخبارى عال المستوى بين امريكا و تركيا بعد دعوات امريكية متتالية لقوات PKK بضرورة الخروج من تلك المنطقة . و بعلم روسيا و امريكا حسب ما صرح به اردوغان .

* انها تدل على اهمية الامن القومي التركي في استراتيجياتها الانية و المستقبلية و قيام تركيا بدورها المنشود في المنطقة و هي على استعداد للدفاع عن امنها و يضرب بيد من حديد على كل من يشكل تهديداً لها اينما كانت و هي امتداد للهجمات المستمرة و المكثفة على منطقة جبل القنديل و جبل طاره و بةروارى و غيرها .

* انها حرب بالوكالة بين تركيا و امريكا و اوروبا و حلفاءها من جانب و ايران و روسيا و سوريا و حلفاءهم من جانب اخر و الدول الكبرى ملتزمة بمعاهدات و وثائق دولية بحيث لاتستطيع الاعلان عن الحرب ضد الطرف الاخر و ان كلا الطرفين لجؤوا الى دعم حلفاءهم عسكرياً و سياسياً لتحقيق مصالحهم المنشودة و انهم لايقرون بالسلام و الحوار رغم اجتماعاتهم و لقاءاتهم في مدن و عواصم العالم المتعددة .

* ان الهجوم التركي دليل على ان ارض كوردستان ساحة للصراعات و تصفية الحسابات بين الدول الاقليمية منذ زمن طويل و الشعب الكوردستاني بكل قومياته و اطيافه ضحايا لتلك الصراعات بل بات في كثير من الاحيان اداة بيد القوى الدولية و الاقليمية لتحقيق مأربهم , لذا فان المنطقة مقبل على المزيد من الصراعات و بالتالي الدمار و الخراب و عليه ان تتوقع مالا يحمد عقباه .

* ان الغارة التركية اشارة واضحة على ضعف اداء الحكومة العراقية التي باتت دولةً بالاسم لاتملك السيادة الكاملة حيث انها لم تقدر على اخراج قوات العمال الكوردستاني من اراضيها و لم تستطيع ان تمنع تركيا من دخول اراضيها و فتح معسكرات عديدة وأن لا تلعب دورها في عمليات تحرير نينوى من قبضة داعش الارهابي و ان الحكومة العراقية باتت جزءاً من المشكلة بعدما قدمت بذرائع و مسميات مختلفة الدعم لقوات العمال الكوردستاني بهدف اضعاف سيطرة الديمقراطي الكوردستاني عل منطقة شنكال وأن دورها لا يخرج من بيان الاستنكار والادانة وكأنها تعلن عن موقفها من حدث في قارة افريقيا او امريكا الجنوبية .