7 أبريل، 2024 6:39 م
Search
Close this search box.

الضحية تطارد الجلاد

Facebook
Twitter
LinkedIn

المجرمون و المخطئون عندما يدرکون جرمهم و خطأهم، فإنهم يعملون على طلب المغفرة أو على الاقل السعي لتقديم التبريرات اللازمة مع التأکيد على ندمهم و عدم العودة لتکرار ماقد بدر منهم، لکن قادة و مسٶولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يختلفون و يشذون عن هذه القاعدة تماما، ذلك إنهم و بدلا من أن يلتمسون الاعتذار فإنهم يصرون على جرائمهم و يتمسکون بها، وهذا مايمکن ملاحظته من التصريحات و المواقف التي تبدر منهم منذ نشر التسجيل الصوتي للمنتظري و الخاص بکشف تورط قادة و مسٶولين في النظام بإبادة 30 ألف من السجناء السياسيين في عام 1988.
في سياق ردود الفعل المتوترة لقادة و مسٶولي هذا النظام بشأن إرتکابهم مجزرة إبادة 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق، قال مهدي خزعلي، الذي کان يعمل في مکتب الرئاسة في عهدي خامنئي و رفسنجاني، بأن”أكبر وأكثر المجموعات عددا تتحدى النظام كانت منظمة مجاهدي خلق… القضاء على هذه المنظمة كان يتحقق فقط من خلال هيمنة وسطوة الإمام. وفي واقع الأمر انهم أرادوا اجتثاث هذه المنظمة طالما كان الإمام موجودا وحجتهم كانت تتلخص في أن كل من نطلق سراحه قد يرتد و نواجه أعدادا كبيرة لذلك نعدمهم وهذه الإعدامات تخلق أجواء من الرعب في العوائل ثم لا يتجرأ أحد على الارتداد.”، ولعل الکلمات الاخيرة التي تٶکد على إستخدام الاعدامات و القتل لإرعاب العوائل من قبل النظام، تبين بأن هذا النظام يصر على جريمته، لکن الملفت للنظر ماقد أضافه أيضا بنفس السياق:” حسب قول معاونية وزارة المخابرات تم إعدام قرابة 20 ألف شخص في طهران والمحافظات أي عدد 4000 (حيث ذكره السيد منتظري) يخص طهران وحسب رواية لشخص مثل السيد ملكي هناك قرابة 33 ألف تم إعدامهم شنقا خلال ثلاثين يوما ونيف.”، وإن هذا يدل على حقيقة واحدة وهي أن القادة و المسٶولون في هذا النظام لايجيدون إلا صناعة الموت و الرعب، لکن الحقيقة الاهم التي عليهم الانتباه لها جيدا هي إن دماء الضحايا تطاردهم و سوف تجبرهم في نهاية المطاف على دفع الحساب.
اليوم و مع تصاعد النشاطات و الفعاليات الاحتجاجية المختلفـة للجالية الايرانية في سائر أرجاء العالم بشأن التنديد بالجرائم التي يرتکبها النظام الديني المتطرف في طهران، و المطالبة بمحاکمتهم و معاقبتهم على خلفية المجازر التي إرتکبوها بحق الشعب الايراني و قواه الوطنية المخلصة وإن على المجتمع الدولي أن يبادر للعمل من أجل دعم و مساندة المطالب المشروعة التي يطالب بها هٶلاء المحتجون و ملاحقة قادة و مسٶولي هذا النظام من المتورطين بإرتکاب هذه المجازر لأنهم ليسوا سوى صناع للموت و خفافيش للظلام. 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب