19 ديسمبر، 2024 12:51 ص

الضبط الاجتماعي …والضبط الآلهي

الضبط الاجتماعي …والضبط الآلهي

الكثير منا يخاف من مساءلة الضبط الاجتماعي وملاحقة الناس له, بينما لا يخاف من ضبط الله وعقابه عندما يرتكب فعلٍ مسيء أو عملٍ خير صحيح,وعندما يتعطل الضمير عن واجباته الأخلاقية تجاه ذاته في كبح نزوات وشهوات دنيئة تعتري نفس الانسان فأنه يتحول من إنسانيته التي تميزه عن سائر المخلوقات لمسخ على هيأة حيوان مستذئب ينهش كل من حوله ,حتى عبادة الناس للباري تأخذ أشكال وأنواع وقد صنفها أمير المؤمنين الى): أن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار،وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار)الحرية لا تكمن في الهوية واللون والانتماء وإنما هي رفض لواقع مرير ملؤه الخنوع فعملية التغيير تبدأ من الذات وتحررها من شرورها وحقدها وعقدها فلا يمكن أن يكون هنالك أصلاح ومشروع إصلاحي يتحقق وهنالك أقزام يمتلكون مقدرات ويمسكون بأقلام تمكنهم من صنع قرار,وهم غير قادرين على مسكها أو حتى لا يعرفون قيمتها إلا أن من هوان الدنيا تثنى لهم الوسادة وتكون المقررات تحت أمرتهم ورهن أشارتهم ,والمستضعفين والضعفاء يدفعون ضريبة ليس لهم فيها ناقة وجمل ضريبة فشلهم وسوء أدارة ما ارتكبت أيديهم من فوضى وخراب,فكل ما يمكنني فعله هو التحلي بالصبر والحكمة عندما تكون الرياح عاتية وقوية وموج البحر يتلاطم مع أمواج تصل ارتفاعها بعلو شراع السفينة،هل تخيلت انك ضعت في صحراء قاحلة ليس فيها ماء يروي ظمأ العطشان ورمال تغص فيها القدم كل ذلك عليك خوضه وتحمل المشاق والمتاعب ﻷجل الوصول للحقيقة التي بحثت عنها بعد أن تركت حياة العزلة …عزلة الذات والفكر,والروح ,والمشاعر,ورجعت لحياتي بعد أن التقيت عمن كنت ابحث عنه ،وسط زحام المحن والجراحات التي غاصت معي وتربت لتصبح رفيق دربي ,ثم صارت نديما لي في حلي ورحالي لا تريد المغادرة بالرغم أنني طلقتها بغير رجعة لكنها عاودت وبدون حرج وخوف وفرضت نفسها كجزء مهم علي وطالبتني بأن لا اكرر رفضها وإلا ألحقت بي الوقيعة ..