لم يعد بمقدور المرء ” محايداً او غير محايد ” تقبُّل واستيعاب وحتى هضم او مضغ مبررات الغارات الإسرائيلية على منطقة الضاحية في بيروت بذريعة احتوائها على على اكداس ذخائر او تقنيات الصواريخ او حتى الصواريخ بحدّ ذاتها , وبمختلف احجامها والوانها , وبما كلّ ما يتعلّق باللوجستيات الحربية لحزب الله كمقر قيادة وسيطرة مفترض فقط ,, ولم تنتهِ القاذفات والمقاتلات الإسرائيلية من تدمير هذه المنطقة واجزائها وما حولها لحد الآن .! بالرغم من تكرار هذه الغارات بنحوٍ يومي وبأعداد متفاوتة وبدرجاتِ عنفٍ أشد واعنف , ولعلّها ستستمر الى اجلٍ قادمٍ آخر وفق ما يترآى جليّاً وعن كثب
القيادة العسكرية والأستخبارية الإسرائيلية ” وبكل ما اوتيت من دهاء ” من زاوية الخبث “والخبائث الأخرى ” ومعها ايضاً الصحف الإسرائيلية فلم تستطع أن تعرض وتكشف وتوضّح لماذا يُبقي حزب الله على مصادره وموارده التسليحية هذه في منطقة الضاحية ( اذا ما وُجِدت ) ! , ولماذا لم يقم بنقلها وتفريغها الى امكنةٍ او مناطقٍ اخرى .! , كما لماذا اخرى عن اصرار قيادة الحزب على التمسّك في ابقاء هذه الأسلحةوالتجهيزات العسكرية طوال هذه الأسابيع ولحد الآن وبعد الآن .! وهي تحت قصف الطيران الأسرائيلي .! ؟
لا ريبَ ولا شكّ أنّ الأمر ليس كذلك , وقد لا ينتمي شرعياً الى الهوس الأسرائيلي الرسمي , فبعض ذلك او معظمه لا تدخل ولا تتداخل فيه عناصر السيكولوجيا السياسية فحسب , ولا ييقتصر على اساليب الحرب النفسية البالية التي يستخدموها آل صهيون ” والتي عفا عليها الزمن وأكل وشرب الى حد الإستفراغ .! ” , فمن ضمن مجمل ذلك تسويغ ادامة وديمومة الحرب أمام الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي ونصوير ” بقعة ومنطقة الضاحية ” وكأنّها المقرّ الستراتيجي لإدارة وقيادة العمليات القتالية الشرسة في الجنوب اللبناني , والتي تعيق حركة الجيش الأسرائيلي في التقدّم والتحرّك حتى في مسافاتٍ قريبة وبتوظيف طبوغرافيا المنطقة .
فالقيادة الإسرائيلية تهدف الى اثارة واستثارة جموع وشرائح الشعب اللبناني بالضدّ من حزب الله عبر التركيز على استهدافٍ متكرر ” للضاحية ” كرمز , بيما لا يوجد أيّ نفرٍ او شخصٍ فيها منذ اسابيع , والأمر اضخم واعظم من ذلك حتى وفق رؤىً اسرائيلية ضيّقة الأفق والى اقصى مدى .!!