23 ديسمبر، 2024 8:07 ص

الصَّحَافَةُ العِرَاقِيَّةُ بَيّنَ أَزمَتَيّنِ…الإبْدَاعُ وَالإسْتِقْلاَلِيَّةُ

الصَّحَافَةُ العِرَاقِيَّةُ بَيّنَ أَزمَتَيّنِ…الإبْدَاعُ وَالإسْتِقْلاَلِيَّةُ

لقَدّ شَهِدَتْ البَشَرِيّةُ أوّلَ عمليّةِ طباعةٍ في عامِ 1452، عندَما طُبِعَتْ أوّلُ نُسخَةٍ مِنَ الكِتابِ المُقدّس (الإنْجِيّلْ). وشَهِدَ العَالَمُ أوّلَ صحيّفةٍ يوميّةٍ تحمِلُ الاخبارَ في بريطانيَا عامِ 1702، وكانَتْ تحملُ اسمَ (ديلي كورانت). وبعدَ اختراعِ آلةِ الطّباعةِ، الّتي تُدارُ بالبُخَارِ عامِ 1811، دَخلتْ الصّحَافَةُ المطبوعَةُ، في طوّرِ الانتاجِ الصّناعيّ. وظلّتْ الصَحافةُ المَطبوعَةُ، الوَسيلةَ الإعلاميّةَ الأكثرَ رَواجاً، عندَ مختلف الشّعوب، زُهاءَ قرنٍ ورُبعٍ مِن الزَمن تقريباً دُونَ مُنافِس. ثمّ ظَهَرَ المِذياعُ في عامِ 1906، والتّلفازُ في عامِ 1923، وفي عامِ 1986 دَخلَ الأنتَرنَتْ فِي الخِدمةِ، وبذلكَ وُلِدَ الإعلامُ الألكترونِيّ على أرضِ الواقِع.
أخَذَتْ وَسائِلُ الإتّصالِ والإعلامِ الألكترونيّ، تُزاحِمُ وجُودَ الصُحفِ المَطبُوعَةِ أو الوَرقيّة. ومعَ تزايُدِ الاختراعات، في مَجال تَكنَولوجيا الإتّصَالِ الجَماهيريّ، وتَعَدُدِ أنماطِ وَسائل الإعلام، أَخَذَتْ الصّحافَةُ الوَرقيّةُ، تَتَأثّرُ سَلبَاً بشكلٍ مباشرٍ، جَرّاءَ مُزاحِمَةِ التَقنيّاتِ الحَديثةِ لها. فالبريقُ الأخّاذُ للصَحافَةِ المَطبُوعَة، اختَطَفَتّهُ مِنها الفَضَائيّات والصَّحَافَة الألكترونِيّة، عِندَ دُخولِها حَيّز الخِدمة في أواخِر العَقدِ التَاسع، مِنَ القَرنِ العِشرين.
وَبَعدَ مُرُورِ سَنَةٍ تقريباً، على الإحتلالِ الأمريكيّ للعِراق، انتَشَرتْ خِدمَةُ الأنتَرنَتْ. وانتشرَتْ في بغدادَ مثلاً، العَديدِ مِنْ (مَقاهي الأنترنَتْ)، تَبِعَها انتِشارُ خِدمَةَ الشبكةِ العنكبوتيّةِ في المَنازلِ، وفي دَوائرِ الدّولةِ أيضاً. هذا التغييرُ السَريعُ والمباشرُ، في طريقَةِ تَواصُلِ الأشخاصِ مَعَ العَالمِ، شَكّلَ انْعِطافاً كبيراً، في تاريخِ تَبَادُلِ المعلوماتِ في العراق، والّذي يُعتَبرُ تاريخِيّاً بالنسبةِ للمتلقيَ العراقيّ. كمَا أنَّ هذهِ التغييراتُ انعكسَتْ، بشكلٍ سَلبيّ على مُتابعَةِ القرّاءِ للصَحافَةِ المَطبُوعة. فأصبحَتْ الصُحُف في نَظَرِ القَارئ، عِبارةً عَنْ وسيلةٍ جامدةٍ ومحدودةٍ، في تَقديمِ المَعلومَات للمتلقي. بيّنما يَجِدُ المُتلَقْي، في تَصَفُّحِ المواقعِ الألكترونيّةِ، التَّنوّعَ والمُتعةَ، وحداثَةَ المعلوماتِ الآنيّةِ، وعلى مدارِ السّاعَةِ أيضاً. وهذه مميزاتٌ لا تَتَوَفّرُ فِي الصُّحفَ المَطبوعَة.
كمَا شَكّلتْ المواقعُ الألكترونِيّةُ، البَديلَ المُقنِع للقُرّاء، للابتعادِ عَنْ مُتابعَةِ الصّحيفةِ المطبوعةِ. فَأصبَحَ القارئُ يَنتَقي بحريّةٍ واسِعَةٍ، المواضيعَ الّتي تُلَبي مُتَطلَباتِهِ وتَطَلعاتِهِ. إضافةً إلى الكُلفَةِ الرَخيصةِ جداً، الّتي يَدفَعُها المُتَابِعُ كأِجُورٍ لتَصفّحِ المواقِع. مَعَ توفّرٍ مُميزاتٍ أُخرى، فِي الإعلامِ الألكترُونِيّ، كالتَعليقِ على المَواضِيعِ المَنْشُورَةِ، واستِنسَاخِها للاحتفاظِ بِها، وإمكانيّةِ البَحثِ عَنْ موضوعٍ معيّنٍ، فِي وقتٍ قصيرٍ جداً. وكذلك السُرعَةِ، في الحُصولِ على المَعلومَةِ أولّاً بأوّل.
وبِمَا أنَّ قضيّةَ الإعلامِ، لا تَنفَكُ عِلاقَتُها عَنْ الأحداثِ، الّتي تَهِمّ المُجتَمَعَ، لِذا شَكَّلتْ أحداثُ احتلالِ، قُوّاتِ دُولِ التَحالُفِ للعراقِ، في عام 2003، مَحَطَّةً تاريخيّةً، كَانَتْ لَها انعِكاسَاتُها على النَّشَاطِ الإعلاميّ العراقيّ. فَظَهرَتْ خِلالَ فَتْرَةٍ وجيزةٍ جِداً، أَعدَادٌ مِنَ الصُحُفِ المَطّبُوعَةِ، وصلَ عدَدُها أكثرَ مِنْ مِئَتَيّنِ صَحيفةٍ.
وهُنَا بَرَزَتْ الصّحَافَةُ الطّارِئَةُ، الّتي لا يُدِيرُها إعلاميّونَ مُلتَزِمُون، لا تَمتَلِكُ هدفاً إعلامِيّاً، سِوى نِيّةِ أصحابِها رُكُوبِ مَوّجَةِ التَغييّر. والفَوّز ببعضِ المَكاسِب. وبَيْنَ عامَي 2005 – 2006، تَقلّصَ عَدَدُ الصُحُفِ العراقيّةِ لأسبابٍ مُختلفة. ويمكنُ تَصنيفُ الصُحف العراقيّة إلى عدّةِ اقسامٍ. فَقِسمٌ مِنها مُرتَبطٌ بصورةٍ مُباشِرَةٍ معَ جِهاتٍ سِياسيّةٍ، والقِسمُ الآخَر مِنَ الصُحُفِ، يُقِيْمُ عِلاقَةً غَيرَ مُبَاشِرَةٍ، مَعَ جِهَاتٍ سَياسِيّةٍ مُختَلِفَةٍ، والنزّرِ القليلِ القليلِ منّها، يحتفظُ بشيءٍ مِن الاستقلاليّة، وكَأنَّ دَوّرةَ الإعلامِ الشّموليّ، أعَادَتْ نَفّسَهَا مِنْ جَدِيْد.
ونتيجةً لذلكَ أصّبَحتْ الصُحُفُ العِراقيَةُ، بيئَةً طَارِدَةً للكُتّابِ المُبدِعين، في مُختلَفِ المجَالاتِ. لأنَّ وجهات نَظَرِهِمْ، تتعارَضُ مَعَ مَا يُسَمَى بـ(سِياسَةِ الوَسيلَةِ الإعلاميّةِ)، وبالحقيقَةِ مَا هِيَ إلاّ انعكَاسٌ لسَياسَةِ الأحزاب. ومَبدَأ (سِياسَةُ الوَسِيلَةُ الاعلاميّةُ)، لَمْ يَعُدْ مُتَحَكِمَاً بصُورةٍ مُباشرةٍ، فِي حركةِ الإعلامِ المُتَطَوّرِ عالمِياً، بتفاصيلهِ العَامَّةِ. لكِنَ المُختصّينَ في الإعلام، يَلمسونَ أثره ُفي رَسمِ الإستراتيجيّةِ الشَامِلَةِ، بَعيدَةِ المَدَى للمؤسَّسَةِ الاعلاميّةِ.
فَأصْبحَ هَذا المَبدَأ فِي مَفهُومِ الصّحافَةِ الغَربيّةِ، مِنْ صِيَغِ صَحافَةِ الماضِي. لكنَّ العَمَلَ بالمَبْدَأ المَذكُور، جَعلَ الصُحُفُ العراقيّةُ أسِيرَةً لَه، ولا تَجْرُؤ عَلى طَرحِ أفكَارِ الكُتّابِ المُبْدِعين. لأنَّ هَذهِ الأفكارُ ستكونُ سَبَباً، فِي إحراجِ الصّحيفَةِ أمامَ الجِهَاتِ السّيَاسِيّةِ، الّتي تُساعِدُ الصَحيفَةَ، سواءً بطريقَةٍ مُباشِرَةٍ أو غَيْرِ مُبَاشِرَةٍ. وَلَو أنَّ الصُحُفَ العِراقيّةَ، اتّبَعَتْ مَنْهَجَ الإعلامِ الحُرِّ، الّذي يَعتمِدُ عَلى الأشخاصِ الكَفُوئِينَ والمُبدِعِينَ، كَعناصِرَ تَدْفَعُ بالصِنَاعَةِ الصّحفيّةِ نَحوَ التَقَدُمِ، لَمَا ءَآلَتْ أمُورُ الصُحُفِ العِراقِيّةِ، إلى مَا هِيَ عَليّهِ الآنْ. ولَكَثُرَ عَدَدُ قُرّاء الصُحُفِ العِراقيّةِ، ولتَضَاعَفَ حَجْمُ مَبيعَاتِها. وبالمُحصِّلَةِ سَتُؤَمِّنُ كُلُّ صّحِيفَةٍ مَصدراً لتَمْويلِها بشَكلٍ متنامٍ، وحتّى بدونِ الاعتمَادِ، على الإعلانَاتِ بشكلِ مباشرِ. أو الاعتمَادُ عَلى هذِه الجِهَةِ السّياسِيّة أو تلك، بطريقةٍ مُباشِرَةٍ أو غَيرِ مُباشِرَة.    
لقَدّ كَانَ للصَّحافَةِ العِراقيّةِ المَطبُوعَةِ، عَلى مَدَى نِصّفِ قَرْنٍ تقريباَ (للفترَةِ مِن1918- 1969)، بصَمَاتُها الواضِحةُ والمُتَميّزةُ، في مَجَالِ العَمَلِ الصَحفيّ المِهَنيّ. إضافَةً إلى المُهمّةِ الرئيسيّةِ الأُخرى، وهِيَ، نَشْرُ الوَعيّ الوَطَنِيّ والثَقَافِيّ، بَيّنَ أوسَاطِ المُجتَمَعِ المُختَلِفَة. وبالرغمِ مِنْ العَدَدِ القليلِ جِداً مِنَ الصُّحُف في ذلكَ الوَقتِ، مُقارنةً بِعدَدِ الصُّحُفِ الّتي تَصْدُر الآنْ. كَانَ للصَّحافَةِ ثأثيرٌ كبيرٌ عَلى الرَأي العَامِّ في المُجتَمَعِ. فَكانَتْ الأقلامُ الهَادِفَةُ النّاضِجَةُ، الّتي تَنشُرُ نِتَاجَاتِها فِي الصُحُفِ آنَذاك، يَخشَاها السِّياسِيّون والعَامِلون في سِلكِ الوظيفَةِ العَامّةِ في الدّولة.
وهذا لَمْ يَكُنْ ليَتَحقّقَ، لَولا وُجودِ صُحَفييّنَ أكفّاءَ، وكُتّاباً متنورينَ على مستوىً رفيعٍ مِنَ الثقافةِ والإطّلاع. وامْتِلاكِهِم لقدراتٍ إبداعيّةٍ مُتَمَيّزَةٍ، طوَّرُوها بكُثرةِ القِراءَةِ والمُتابَعَةِ، مَمْزُوجَةً بحِسٍّ وَطنيٍّ عَميق. فَكانَ لِمَجموعِ هذا المُرَكَّبِ الثَقافِيّ، أثرٌ واضحٌ فِي التَّأثيرِ على الرَأيْ العَامّ. فَفِي كَثيرٍ مِنَ الأحيَان، كانَتْ تَخرجُ الجَماهيرُ مُنَدِّدَةً بسِياسَةِ الحٌكومَة، على أثَرِ نَشْرِ مقالٍ لأحَدِ المُثقَّفِين المُبدِعين. أو نَشرِ عمودٍ صَحَفيّ لأَحَدِ الصَحفييّن الواعِين.
هذه الحَقائقُ تُشعِرُنا بمأساةِ واقِعِنَا الصَحَفي الآنْ، بالرَغمِ مِنْ وجودِ عَشراتِ الصُّحفِ، وأضّعافِ هذا العدَدِ، مِنَ الأعمِدَة والمَقالاتِ المَنشورَةِ فِيها. إلاّ أَنّها تُعاني من نُدرَةِ الكُتّابِ مِنْ ذَوي الثَقافَةِ الرَفيعَةِ، الّذينَ يَرفِدُونَ الصّحَافَةَ بالأفكارِ النّاضِجَةِ، على مُستَوى التَحلِيلِ العِلمِيّ، والاسْتِنتَاجِ والتَوَقُّعِ، وإجراءِ الدِّراسَاتِ المُعَمّقةِ لمُجرياتِ الأحداث.            
فَبَدَأتْ مَرحَلَةُ انْحِسَارِ عَدَدِ الصُحُفِ الصَادِرَةِ فِي العِراق. وبَدأَ عَصّرُ عُزُوفِ الكثيرِ مِنَ القُرّاءِ، مِنْ مُتابَعَةِ الصَّحافَةِ العِراقِيّةِ المَطبوعَةِ. إضَافةً لِذلك هُناكَ عواملُ أخرى، أضعَفَتْ إقبالَ القُرّاءِ على الصُّحُفِ، مِنها تَفَشّي الأميّةِ، وَكَثرَةِ البَطَالَةِ، وعدمِ الاستِقرَارِ الأَمنِيّ. إضَافَةً لِمَا تَقدّمْ، فإنَّ أكثَرَ الصُحُفِ العِراقيّةِ المَطبُوعةِ، أصّبَحَتْ تَعتمِدُ بشَكْلٍ كبيرٍ، على القَرصَنَةِ الألِكترُونيّةِ عِبْرَ شَبَكَةِ الأنتَرنَتْ. للحُصُولِ على مَوادَّ صَالِحَةٍ للنَشر. وبهذهِ الطّريقَةِ (غَيرِ المَشرُوعَةِ)، حُذِفَ مَفهُومُ الاعتِمادِ، على الكُتّابِ المُبدِعِين، مِنْ قَائِمَةِ أولَويَاتِ أكثَرِ الصُحُفِ العراقيّة.   
وَمِنْ أجلِ مَعرِفَةِ مَدَى اهتمامِ الجُمْهورِ، بِمَا تَنشُرُهُ الصَحافَةُ المَطبوعَة في العِراق، أجريّتُ استِبيَاناً لِمَجْموعةٍ عَشوائيّةٍ مِنَ القُرّاء، كانَ عدَدُهُم خِمسينَ شَخصاً، مِنَ الّذينَ يَشتَرُونَ صَحيفَةً معيّنة، وبشكلِ يوميّ، وعلى مَدارِ الإسبُوع. وبعدَ تَصنِيفِ النّتائجِ وتَحليلِها توَصلّتُ إلى النّتائجِ التّالية:  

مِنَ الجَدولِ أعلاه يَتَوضَّحُ لَنا، أَنَّ العَدَدَ الأكبرَ مِن القُرّاءِ المُسْتَبيَنَةِ آراؤهُم، يُتابعِونَ الصُحُفَ العِراقيّةِ المطبوعَةِ، لغَرَضِ مُتابَعَةِ الإعلانَاتِ، والّذين بَلغَتْ نِسبَتُهم 58% مِن مَجموع قرّاءِ تلكَ الصّحيفةِ.
بَعدَ هذا الإيجازِ، تُشيرُ نتَائجُ الدّراساتِ والبحوثِ، في مَجالِ الإعلامِ الجَمَاهيريّ، إلى تَقدُم ونَجَاح الصّحافَة الألكترونيّة، في كَسبِ القَارئ، مُقابِلِ خَسَارَةِ الصّحَافَةِ المَطبُوعَةِ، للكثيرِ مِنْ روادِها. لِذا فالمسؤوليّةُ المستقبليّةُ سَتكونُ كبيرةً، على كاهِلِ إِدَاراتِ المَواقِعِ الألِكِترُونِيّة.
وأوّلُ مَا يَجبُ أنْ تَنتَبِهُ إليه تلكَ الإدَاراتِ، عَدَمُ تِكّرارِ التّجاربِ الخَاطِئةِ، الّتي ارتَكبَتها الصَّحَافَةُ العِراقيّةُ المطبوعَةُ، التي أورَدْنَاهَا آنفاً، هذا أوّلاً. وثانياً أنْ تكُونَ إِدَاراتُ المَواقِع الألكترونيّةِ، جادّةً في اختيارِ الكِتابَاتِ النّاضِجةِ الهادِفَةِ. وعدَم المَيّل إلى نشرِ الغَثِّ والسَمينِ، مِن المَقالاتِ أو الكِتَاباتِ. والتَأكيدُ على اعتمادِ النَوّعِ الجيّدِ، مِنَ الكِتابَاتِ المَوضُوعِيّةِ. وإهمالُ النّوع الرَدئ مِنها وإنْ كانَ كبيراً فِي كَمّه.
كَتبَتْ صَحيفةُ (الشَرق الاوسط) بتاريخ 25 أيلول 2012، موضوعاً تَحتَ عنوانِ (أزمة صحافة أم أزمة قراء) جاءً فيهِ مَا يَلي: (الدراسة التي أجرتها منظمة «آيركس» حول معدلات قراءة الصحف في العراق … هذه الدراسة تجعل منا إعادة النظر بأمور عديدة في مجال الثقافة بصورة عامة ومطالعة الصحف بصورة خاصة. والمحطة المهمة التي يجب أن نتوقف عندها أن 8 في المائة من العراقيين يطالعون الصحف يوميا، وهي نسبة ليست متدنية فقط بل مخيفة لدرجة كبيرة جدا، على الرغم من أن عدد الصحف التي تصدر في العراق أكثر من 200 صحيفة. …… وأن تحاول كسب ثقة القارئ الذي فقد الثقة بالكثير من الصحف اليومية التي تحولت إلى منابر لشتم المسؤولين من جهة، ومن جهة ثانية لفشلها في استقطاب كتاب مرموقين واعتمادها على مقالات «رثة» متشابهة في مادتها وهدفها، وإن الكثير من كتاب الأعمدة في هذه الصحف بات متخصصا في «الشتم» وليس النقد البناء، وهذا ما أفقد الصحف اليومية الكثير من القراء الذين لا يجدون الجديد بين طيات الصحف العراقية إلا إذا ما استثنينا قسما قليلا جدا منها لا يزال يتنفس ويقاوم ويحاول أن يكون مقنعا للقارئ العراقي.).
[email protected]