9 أبريل، 2024 11:00 م
Search
Close this search box.

الصّابون الزيت على النار

Facebook
Twitter
LinkedIn

..بعد عشرة اعوام من التغيير والاحتلال و( الديمقراطية )..هكذا يبدو المشهد في عراق اليوم 
البلد في ازمة خطيرة جداً ..الحكومة مشلولة والوزارات عليلة بفعل الانسحابات منها ..والبرلمان غائب دوره او مغيب..والصراع والتناحر السياسي وصل الى العظم بل نفذ الى النخاع ..والتظاهرات والاعتصامات مستمرة وفي تصاعد وسقف المطالب يرتفع كل يوم ..الشحن والتوتر والدفع والتخندق الطائفي على اشده.. والارهاب مطلق اليد والعنان يضرب حيث يشاء وانى يشاء ولا يلحق الضرر الا بالفقراء والمحرومين والبسطاء الذين لا دخل لهم بصراعات الكبار ؛ وهم اول الذين يكتوون بنيران الحقد والغل الذي يعتمل في الصدور ..وبات جلياً ونُزعت عنه كل الاقتعة ..والاعلام يزعق ليل نهار ليؤجج الفتنة ويغذي اوارها.. وصوت العقل غائب الى حين.. ومحاولات التقارب او التقريب او ارساء اسس الوحدة الوطنية الصحيحة خجولة وصغيرة ولا ترقى الى معشار حجم الخطر الذي يتهددنا ..وكل يحصد ما جنت يداه 
ويوم تنادى بعض العقلاء ..والصادقون والخائفون على مستقبل الوطن وقالوا لسياسيي ما بعد الفين وثلاثة..ان الشعب كان يريد التغيير ويتوق الى الحرية والعدل والانصاف والمشاركة الحقيقية في بناء الوطن ونهوضه من جديد ..ولا يريد ان تعود الامور الى الوراء ولن تعود ..فلا ترسوا للطائفية او المحاصصة او التناحر المذهبي او القومي او المناطقي اسساً من حديد وخرسانة مسلحة ستهدده مستقبلا قلتم : انكم تريدون عودة الحرس البغيض القديم !! ويوم قلنا ان دستوركم الذي نعرف كيف كُتب وكيف مُرّر فيه الف لغم ..ومطب ..وقنبلة موقوتة ..قلتم انكم تريدون عودة الدكتاتورية ( ونحن منها براء الى يوم الدين ) وان الدستور سيُعدل ..ويوم قلنا ان سياسة التهميش والاقصاء والاجتثاث هي مشاريع نار تحت الرماد ..فاجتثوا بلا هوادة من اجرم ونهب وسرق واثرى وقتل وفقاً للقانون وليس بغيره .. ودعوا البسطاء الذين اجبروا على ان يعيشوا زمن النظام السابق يعيشون ..قلتم علينا وعلى اعدائنا.. وهذه هي الحصيلة بعد عشر سنوات ..بلد معطل بالكامل لم ير الناس فيه منجزاً يشار اليه ببنان او ابهام ..ودول مجاورة او بعيدة تتدخل بشكل سافر في امورنا واحيانا هي التي تحرك الامور.. وقوانين معطلة ..ووزارات بلا وزراء ..وفضائح فساد وافساد ونهب واثراء ما انزل الله بها من سلطان ..ودعوات عقل تُضرب عرض الحائط ويعلو عليها الضجيج ودعوات الثار وايقاد النيران والقطيعة.. وكل منّا يدعي انه الاحق والاصح والاذكى ..وكل منّا يدعي المظلومية والحرمان ..والصابون الزيت على النار اضعاف اضعاف من ينوون اطفاء الحرائق ..وما خفي كان اعظم
هل عجزنا على ان نحتكم الى انتمائنا لوطننا وادياننا ومذاهبنا وما فيها من شرائع وعدل وصدق وتسامح واخلاق وفضائل ؟..هل عجزنا على ان نجتمع على كلمة سواء تعيد لكل ذي حق حقه وتجنب الوطن الخطر والشرر الذي ماعاد مخفيا ً؟ هل استشرفنا مستقبل اجيالنا القادمة التي نفرغ في مخيلتها اليوم عبر اعلامنا ما سنحصده غدا : حقدا وغلا وقطيعة وثارا وانتقاما ..هل خلونا من الحكماء واهل الحل والعقد والكبار الذين لايفكرون الا بمصلحة الوطن ولا شئ غيره ؟ ام هل انزوى اولئك الحكماء ليرقبوا انهيار الوطن وهم قاعدون على التل ؟..هل نولول مثل الثكالى والمهزومين والمتقاعسين والذين يرفعون الراية البيضاء من اول مواجهة ونفوض الامر للخالق العظيم ..ونحن نعلم علم اليقين ان قوانينه سبحانه وتعالى لا تقبل ذلك تاسيساً على حكمه الاعظم (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا مابانفسهم 

[email protected] 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب