كركوك رغم أنها مدينة عراقيّة إلا أنها لا تشبه البصرة ولا تشبه السماوة ولا تشبه الرمادي فلها خُصوصيتِها التي تُميّزها عن بقية المُدن العِراقيّة الأخرى بتعدّد قوميّاتها ومذاهِبِها وأديانِها وهي عِراق مُصغر ولكن مع سقوط النظام العراقيّ السابق صارت المدينة نُقطة صِراع بين الأحزاب العربيّة والتركمانيّة من جهة والأحزاب الكُرديّة من جهة أخرى ومع هيمنة الأكراد على مقاليد الإدارة وسُلطتها الأمنيّة والعسكريّة أصبحت دوائرها ومؤسساتِها الحُكوميّة تعجُ بالموظفين الأكراد بالقياس لموظفين التُركُمان والعرب والحُكومة المركزيّة ببسط سُلطتها وقانونِها على المدينة وجدت المطلب التُركماني والعربي حول إعادة النظر في آلية تقاسُم السُلطة والشراكة في إدارة المدينة بنسبة 32% صدى لها في أروقة الحُكومة العِراقيّة فشُكّل على أثرها لجنة للنظر في الموضوع مُكونة من عضوين طورهان مفتي سكرتير الهيئة العُليا للتنسيق بين المحافظات ومهدي العلاق الأمين العام لمجلس الوزراء واللجنة مُرتبطة برئيس الوزراء عادل عبد المهدي ووزير التعليم العالي يقر ويعترف بإن إعفاء رؤساء الجامِعات وتعيين آخرين بدلاً منهُم تم بموافقة رئيس الوزراء يعني إعفاء عباس تقي – شيعيّ تُركُماني- وتعيين صباح أسماعيل – كردي- تم بُموافقة عادل عبد المهدي وبعلم طورهان مفتي ولكن السؤال الذي يدور في خُلد الكثيرين لماذا هذا الاتّفاق الثُلاثي على إزاحة رئيس جامِعة شيعيّ تركمانيّ فسح المجال أمام الكوادر الشيعيّة لتقلّد مراكز قياديّة وإداريّة في الجامِعة والانفتاح على الجامِعات الإيرانيّة؟ وتعيين بدلاً منه شخصيّة كُرديّة ينتمي إيديولوجياً لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني نعم الدكتور صباح زميل وزير التعليم العاليّ والمُشكلة لا يُمكن وضعها في خانة الصداقة بل هي أبعد مّما يتصوره المُواطن العراقيّ البسيط لكون الدكتور صباح الذي لم يمضّي على تسلّمه منصبه كرئيس لجامِعة كركوك سِوى أسابيع معدودة قام بتصفية الكوادر التعليميّة الشيعيّة من المناصب الحساسة وتعيين بدلاً منهُم كوادر تعليميّة من الاتحاد الوطني الكُردستاني ومُسلسل الإقصاء والتصفية سيستمر خلال مدة إدارته لرئاسة الجامِعة وكالةً والغريب أنّ الجبهة التُركُمانيّة العِراقيّة لدى مُطالبته بغداد ووزير تعليمِها المبُجل بالتريّث في إناطة المنصب للأكراد وإبقاءها كحصة للتُركُمان سارع أبواق الاحزاب المُتنفذة ودكاكينِها التلفزيونيّة لوضع المُعضِلة في خانة صِراعِ قوميّ بين التُركُمان والأكراد من أجل تضليل الرأي العام العراقيّ ومنع تأجيج الشارع ضد فعلتِهم رغم علمِهم علم اليقين بأن الجبهة التُركُمانيّة طالبت بأن تكون منصب رئاسة جامِعة كركوك من حصة تُركُمان الشيعة لما بذلوه من تضحيات غاليّة في آمرلي وجبهات صلاح الدين وكركوك وموصل وديالى تنفيذاً لفتوى المرجعيّة الدينيّة في الجِهاد الكفائي للذود عن المُقدسات والدِفاع عن أرض العِراق ضد فلول داعش الإجراميّة. ولكن النتيجة كانت طرديّة بحق التُركُمان باتحاد الجناحين البريطاني في حزبيّ الدعوة والاتحاد الوطني الكُردستاني وبإيعازٍ مُباشر من قبل وزير التعليم العاليّ العراقيّة تم تصفيّتِهِم من جامِعة كركوك وتسليم إدارتِها على طبقٍ من ذهب لحزب الاتحاد الوطني الكُردستاني في صمتٍ مُطبق من لدُن الأحزاب الشيعيّة ونُوّابها الأفاضل في البرلمان العراقيّ الذين ينتظر منهُم أم الشهيد التُركُماني وأب الشهيد التُركُماني وأخوة شُهداء التُركُمان استجواب السيد قصي السهيل لمعرفة الدوافع والأسباب وراء إشعاله فتيل أزمة بين التُركُمان الشيعة والعرب الشيعة عبر إقصاء تُركُمان الشيعة من رُقعة شطرنج جامِعة كركوك.